لم يحفل أحد بعدد من العمائم البيضاء التي توفاها الله وهي من هي فماذا حدث عندما توفي الشيخ جاد الحق أوالشيخ عطية صقر أو الشيخ الشعراوي أوالشيخ الغزالي حتى الشيخ الطنطاوي و هذا على سبيل الأمثلة لا الحصر ماذا صنع الاعلام اليساري العلماني مع هؤلاء؟ قارن ذلك بما يحدث مع العمة السوداء الآن انه لأمر ذو شجون تذكرت حادثة كان شيخنا الغزالي رحمه الله يحكيها عندما رسم صلاح جاهين كاريكاتيرا يسخر فيه منه راسما اياه وقد سقطت عمامته على الأرض وكيف خطب في مسجد عمرو بن العاص متسائلا هل يجرؤ أحد هؤلاء الاعلاميين أن يسخر من عمامة سوداء واحدة ؟؟؟؟ مما ألهب حماسة المصلين ويبدو أن تساؤله يظل حقيقيا حتى وقتنا هذا وان كنا نشعر بالحنق من اعلامنا فانه ما كان ليصل لذلك المستوى لولا أننا سمحنا بذلك لولا تخاذلنا وعدم اعتزازنا بديننا ووجودنا الدائم في موقف المدافع وهو موقف الضعيف والقابلية لتغيير المواقف تحت ضغط ألسنة حداد لا تملك الا الكلام صاحب العمامة السوداء مثلا اعلنها صراحة لن نقبل بحكم قضائي يتعارض مع الانجيل فما اهتز أحد من أصحاب الدولة المدنية و حتى من تكلم تكلم على استحياء ولم يأبه له صاحب العمامة السوداء ولو قالها صاحب العمامة البيضاء فحدث ولا حرج صاحب العمامة السوداء وقف ضد ثورة 25 يناير وكان مؤيدا بوضوح لجمال مبارك ولم يتناوله أحد بسوء عندما غير موقفه بعد ذلك وتم التعامل بتجاهل متعمد بينما اصحاب العمم البيضاء فقد نصبت لهم محاكم التفتيش ان المفارقة والمقارنة بين العمتين لأمر يدعو للتأمل رحم الله أصحاب العمائم البيضاء ورحم الله كل امام قتل في محرابه ورحم الله كل داعية قتل في الادغال والصحاري و القفار ولم نذكره ولم نبكيه في صلاتنا او دعائنا فالمسلمون لا بواكي لهم و آن لنا أن نكون من هؤلاء المجانين (مجانينَ أريد، حفنةً من المجانين... يثورون على كل المعايير المألوفة، يتجاوزون كل المقاييس المعروفة. وبينما الناس إلى المغريات يتهافتون، هؤلاء منها يفرون وإليها لا يلتفتون. أريد حفنة ممن نسبوا إلى خفة العقل لشدة حرصهم على دينهم وتعلقهم بنشر إيمانهم؛ هؤلاء هم "المجانين" الذين مدحهم سيد المرسلين، إذ لا يفكرون بملذات أنفسهم، ولا يتطلعون إلى منصب أو شهرة أو جاه، ولا يرومون متعة الدنيا ومالها، ولا يفتنون بالأهل والبنين... يا رب، أتضرع إليك... خزائن رحمتك لا نهاية لها، أعطِ كل سائل مطلبه، أما أنا فمطلبي حفنة من المجانين... يا رب يا رب...) فتح الله كولن د. نهى أبوكريشة