حماقة قطعان السلفيين لن تجد لها نظيراً ، منذ أن خلق الله الأرض وإلى يوم يبعثون !!.. ففى كثير من دول العالم (مثل باكستانوأفغانستان وإندونيسيا ونيجيريا وغيرها) يرفض هؤلاء القطعان - صدق أو لا تصدق - تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال وغيره من الأمراض الفتاكة الأخرى !!. وحجتهم في ذلك، أن التحصين يعطل إرادة الله !!. وأن اللقاحات ، إنما هى مؤامرة من الغرب الكافر ضد المسلمين تستهدف المساس بالعقيدة الإسلامية !!. فمثلاً فى إندونيسيا أصدرت هيئة علماء المسلمين فتوى، بتحريم التلقيح ضد مرض الحصبة، بحجة أن اللقاح مستخرج من الخنازير !! وفى باكستان أفتت المرجعيات الدينية بأن اللقاحات ، هى مؤامرة من الغرب الكافر ضد الإسلام والمسلمين باعتبار أننا نحن خير أمة أخرجت للناس !!. وفى باكستان قام زعيم الجماعة الإسلامية، قاضى حسين أحمد، بنشر هذه الفتاوى على الناس فى مطبوعات وأيضا عن طريق موجات الFM .. وفى نيجيريا أفتى بعض الشيوخ بأن هذه اللقاحات تؤدى إلى فقدان الرجال لفحولتهم ، وفقدان النساء لأنوثتهن !!. وفى السودان أفتى صادق عبد الماجد مراقب عام جماعة الإخوان المسلمين، بأن من يستخدم هذه اللقاحات آثم قلبه !!. ولم يكتفي هؤلاء الحمقى بإصدار مثل هذه الفتاوى المجنونة.. ولكنهم قاموا بمطاردة قوافل التطعيم واغتيال الأطباء ، ومنعهم من الوصول للمناطق المستهدفة !! ففى20 يوليو 2012 نشر تليفزيون الBBC خبراً عن هجوم إرهابى إستهدف فريقاً طبيا فى شمال غرب باكستان، أسفر عن مقتل 11 فرداً !!. وفى عام 2015 قامت جماعة جند الله بعملية إنتحارية أسفرت عن إغتيال15 شخصاً أمام أحد مراكز تطعيم الأطفال !! وفى 25 إبريل تم إغتيال 4 أفراد أمام أحد المساجد فى مدينة بيشاور غرب باكستان !!. وفى أفغانستان أصدرت جماعة طالبان بياناً فى 19ديسمبر 2013، هددت فيه السياسي البارز عمران خان بالاغتيال وذلك بسبب دعمه لحملة التطعيم ضد شلل الاطفال التى تمولها الأممالمتحدة !!. وفى أفغانستان قامت جماعة طالبان بمنع الهيئات الدولية وحملات التطعيم من الوصول للمناطق التي تسيطر عليها والتى تضم 280 ألف طفل !!. والأدهى والأمر من ذلك، أنه حتى في بريطانيا نفسها، أصدر المجلس الإسلامى البريطاني (MCB) بياناً نشره موقع Euro Times فى 29 يوليو الماضي، يحرم فيه حملات تطعيم الأطفال !!. ونتيجة لهذا كله، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ، وقالت أن هذه الأمراض الفتاكة قد عادت للظهور من جديد مرة أخرى، بعد أن كادت تختفى من الوجود !!. وأصدرت المنظمة عدة إحصائيات عن زيادات مفزعة فى حالات شلل الأطفال، وتفشى المرض وانتقاله إلى دول مجاورة مثل سوريا (وخاصة فى منطقة دير الزور) والعراق، والصومال والكاميرون وغينيا الإستوائية !! وقالت منظمة الصحة العالمية أنه فى إندونيسيا إستجاب الملايين من أولياء الأمور لفتاوى رجال الدين ، ومنعوا أولادهم من الذهاب للمدارس حتى لايتم تطعيمهم !! ، وكانت النتيجة كارثية.. فقد إنخفضت نسبة تطعيم الأطفال من 95% إلى 8% فقط !! إن هذا الذى يفعله السلفيون في حق الأطفال، إنما هو جريمة في حق الإنسانية .. وختاماً أقول لقطعان السلفيين أن مكتشف لقاح شلل الأطفال "جوناس سالك" (وهو أمريكى يهودى) لم يطلب لنفسه أى حقوق مالية ، وتنازل عن 7 مليار دولار (مليار وليس مليون) كان يمكن أن يكسبها فى حياته !! .. ورفض أن يدون إسمه على براءة الاختراع ، وذلك حتى تستفيد البشرية كلها باللقاح بصرف النظر عن الديانة ، سواء المسلم أو المسيحى أو اليهودى أو البوذى ...إلخ ومن المضحكات المبكيات أن قطعان السلفيين تعتبر أن "جوناس سالك" كافر وأن مصيرة جهنم وبئس المصير !!. -------- بقلم/ محمود حسني رضوان كاتب وباحث مصري