الإنسانيّة هي الكلمة التي تَنطوي على العديد من الصفات التي تَجعلُ ممّن يمتلكُها بشراً، مثل القدرة على المَحبَّة، والتعاطُف مع الآخرين، والإبداع، وغيرها من الأمور التي تُميِّز الإنسان عن غيره من الكائنات، والتي تجعل منه إنساناً حقيقيّاً، وليس تابعاً، ولا تجعل منه إنساناً آليّاً خالياً من المشاعر أو العواطف . الغربة كنافذة زجاج أصابه السلطان , ننظر به الي أيامنا , ولكن نجد به جزء صاف , نطل منها علي أحلي ما في الدنيا , ونري من خلالها كل المعاني الجميلة , أشخاصا يمتلكون الإنسانية والصدق ، إنني أجلس أمام ورقة الكتابة , لأكتب كلمات ليست كالكلمات , بلغة عفوية , ولكن كلما مسكت قلمي أزداد حيرة ,لا أجد طريقة مرضية لتمضية هذه المقالة ، لكنني أخترت عنوان لها قد يختصر الكثير مما أشعر به ولحالة متفردة من الإنسانية . هنا العديد والعديد من البشر , الطرقات , أرصفة , متاجر , قطرات الندي علي زجاج السيارات , الزحام موجود , عالم غير عالمي , وطن غير وطني , وسحاب يملأ السماء , وأشجار بلا عصافير , ومطر ينهمر من السماء يرسلنا الي ذكرياتنا وأحبتنا , داخل غربة بلا قلب , وسط هذا الضجيج يظهر " حسام حبشي " الذي بمثابة الأب الروحي لي ، رجل قلما تجده في أيامنا هذي ، هنا وهناك رجالا يستحقون أن نشير إليهم ليس بالبنان ، بل علينا أن نلبس اصابعنا ذهبا ونشير إليهم ، ليس لانهم رجال فقط ، فالرجال كثيرين ، لكن الرجال الحقيقيين اصحاب المبادئ ومن نسميهم برجال المواقف قليلين ، لكن كل واحدا منهم بحجم وطن ، هل يستطيع أي منا انكار جمال وروعة سطوع الشمس في وضح النهار ؟! فمن يريدون الاعتراف بهذه الحقيقة هم حتماً العقلاء أصحاب العقول المتسعة والادراك السليم واذا كنا نتمنى من الله ان نتحلى بهذه الصفات الرائعة ونمتاز بثقة النفس مع بعض الايمان بأن الحقيقة يجب ان تذكر وتنشر فصولها ، فيجب الاعتراف بان هناك رجالاً مثل الشمس في وضح النهار ، فهو رجل وقور، شهم، متواضع متخلق وصادق، «إنسان», , لا أقول هذا من باب المجاملة، بل هي الحقيقة والشهادة التي أعطاها فيه كل من التقى به، حقاً هناك بعض الأشخاص يفرضون عليك احترامهم فلا تجد حرجاً في أن تقول فيهم كلمة حق ، ووقفة إنصاف يستحقونها. لقد عهدته جاداً في عمله باذلاً أسباب النجاح في مسؤوليته، عندما يتحدَّث تشعر بتفاعله مع الحدث فيبتعد عن الكلمات الجارحة والمؤثرة ، يراعي أحوال الناس، ويتكلم لهم بشفافية ووضوح ، ويقترب من مشاكلهم . الأصدقاء الحقيقيون لا يحتاجون إلى مبرر لوفائهم، ولا يلتفتون إلى تحقيق مصالحهم الشخصية، ولا ينتظرون أي جزاء على صدقهم؛ لأن الوفاء يخرج منهم بعفوية دون تصنع، لهذا هم مثل الذهب الذي لا يمكن أن يعلوه الصدأ أو أن تؤثر فيه الأيام، فهم ينابيع المياه الصافية التي لا تتلوث بالحسد والضغينة، ولا يعرف الكره طريقها، ولا تشوبها أيّ شائبة، ومن أراد أن يعثر على الخير والمحبة الصافية، فعليه أن يحسن اختيار أصدقائه .