ربما كل من هم من جيلى وربما الجيل التالى والسابق يتذكرون تلك الشخصيه المبدعة المقنعة شخصية الرجل البسيط الاستاذ عبد البديع قمحاوى والذى كان يقدم برنامج محو الاميه فى الاذاعة المصريه وأكثر ما علق فى ذهنى عن هذا البرنامج هى أغنية المقدمه وفيها عبارة (ورقه وقلم ومرايه) وكنت اتساءل ....ورقه وقلم مفهومه فهى ادوات التعليم اما (المرايه) فلم أكن أعرف لها محل فى المعنى يطابق دور البرنامج وربما استسلمت لفكرة انه بحكم الوزن والقافيه تم إضافة هذه الكلمة التى لا تؤدى أى مدلول فى السياق .....ربما كان معد ومقدم البرنامج يدركون ذلك أيضا أو كان هذا هو تفسيرهم لتلك الكلمه فيما بينهم ولكننى وأنا استرجع هذه العباره فى الايام الاخيره وجدت ان هناك معنى بليغ لهذه الكلمه وتأتى فى السياق وفى المضمون فكل الناس يحتاجون إلى مرآه يرون فيها انفسهم وأصعب مرآه هى مرآة الضمير والحقيقه ......فالحقيقه فى البرنامج أنه كان هناك نسبه كبيره من الشعب المصرى يعانى من الاميه أما الآن فأرى اننا محتاجون لهذه المرآه بشكل أكبر لنرى ما وصلنا اليه من أخلاق وهشاشه وسطحيه ...... هكذا تواترت على ذهنى الافكار وانا اتابع مايحدث فى مجلس الشعب ولا شك اننى أصبت باحباط شديد من طريقة وأداء بل والفوضى التى نراها فى جلسات المجلس وفعلا وبإخلاص تمنيت لو أن هذه الجلسات غير مذاعة على الهواء مباشرة فلقد أبكونا وأضحكوا الدنيا علينا عندما يشاهدونهم يناقشون قانون انتخابات الرئاسه فيعدلوا التشكيل والهمزه والنبره وحرف العطف والكلمه هذه تسبق الكلمة الاخرى وأشياء من هذا القبيل ويتركوا عوارا كبيرا بهذا القانون وهو انه لاطعن على نتيجة الانتخابات بأى صوره من الصور وكأنها قضاء وقدر .....ولعل المرآة التى اريد لهم أن يروا فيها أنفسهم هى رأى الناس فى فعالياتهم فالكل مجمع على أن المجلس تجاهل مطالب الشعب الحقيقيه التى إنتخبهم من اجلها فلم يناقش أى موضوع يمس حياة الاغلبية الكادحة أو يساهم فى دفع العجلة الى الامام وكانت كل جلساته اشبه بمهرجان للخطابه وتسجيل الكلمات وهذا العضو الذى أخطأ فى الشيخ وهذا الذى أخطأ فى فلان وإجلس وإعتذر وهل انت مع رفع الاذان بالمجلس أم عدم رفع الاذان بالمجلس ......لعل أبلغ رد على هذا عندما سألت أحد ابناء هذا الشعب المغيب المقهور بالديكتاتوريه المطحون بالديموقراطيه المباع على اعتاب السياسة فى الداخل والخارج عن رأيه فى جلسة مجلس الشعب هذه فرد على (مجلس شعب إيه ......احنا حنتخنق من الإنفلات الأمنى والجرى ورا أكل العيش ودول عمالين يصححوا كتاب القراءه). لابد أن نحلم لأن الحلم يولد الأمل حتى لانموت ونحن أحياء.