الدكتور / هيثم سمير الشيخ كتب في حبها من هو أعظم منى، مصريا أو عربيا أو أجنبيا، ولن أضيف شيئا لعظمتها وكبرياؤها، عبر التاريخ. إنها معشوقتي وملء فؤادي، مصر التي تحدث عنها التاريخ. مصر درة الإسلام، وتاج العرب، مصر الأصالة، مصر الجمال، مصر الطمأنينة. مصر هي أم الدّنيا وكما أبدع المؤرّخ اليوناني هيرودت في التّعبير عنها بمقولته الشهيرة مصر هي هبة النيل. نعم فأصل وجودها هو نهر النيل وعزيمة وحب أولادها لتلك الأرض التي وهبتهم المعنى الحقيقي للحياة منذ قديم الزّمان فتلك الأرض العظيمة هي أرض الحضارة والتّاريخ العريق فلقد كانت أوّل أرض يقوم عليها حضارة من أعظم الحضارات التي مرّت على تاريخ البشريّة ألا وهي الحضارة الفرعونيّة القديمة والتي لا تزال آثارها شامخة حتى الآن تشهد عن عظمة المصريّين القدماء التي تحدّت كل الصّعاب وظلّت صامدة في وجه الزّمان وتقلباته . أجلس في غربتي متأملا، ما يحدث في أرض الكنانة من مشروعات عملاقة، ويبتسم قلبي حبا وفرحا كلما أشاهد عنها كل جميل، وأنظر وكلي حب لأهلها؛ أعظم شعوب الأرض تماسكا وصبرا وشموخا، نحن من أطعمنا العالم في عصر سيدنا يوسف، نحن من وقف مع سيدنا موسي ضد الطاغية فرعون، ونحن شرفنا بالمسيح عليه السلام، وسيدتنا مريم البتول، ونحن من أوصى رسولنا الكريم، سيدنا محمد صلي الله علية وسلم، بمصر خيرا، وأوصي أن يتخذ من أهلها جندا كثيفا؛ فهم خير أجناد الأرض! ونحن من صنع التاريخ؛ قهرنا التتار وهزمنا الصليبيين! نحن من أرسلنا القوافل حبا وكرامة إلى أهل الحجاز، في عام الرمادة. نحن من استقبل السيدة زينب بنت الحسين رضي الله عنا، فدعت لمصر الدعاء الشهير " نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا" سيظل هذا الدعاء المبارك، حصنًا وملاذًا لكل المصريين. مصر ذكرت في القرآن الكريم خمس مرات في الآيات التالية: • وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا • وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ • فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ • وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ • اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ..، سورة البقرة، جزء من الآية 60. • هل هناك بلد آخر شرفه المولى سبحانه وتعالي بقرآن يتلى حتى يوم الدين عدة مرات!!!!! مصر التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم “أهلها في رباط الى يوم القيامة" إنها مصر و ستظل دائماً مصر رغم أنف كل حاقد أو حاسد... من كلمات الشيخ محمد متولى الشعراوى عن مصر - اللهم احفظ مصر. ولا ننسى دور الأزهر الشريف الذي نشر علم الإسلام في الدنيا كلها، حتى البلد الذي ظهر به الإسلام، فتجد الوفود من طالبي علم الإسلام يفدون لمصر لتعلم أصول الدين الوسطي الصحيح ومصر النهضة والتطور (محمد علي) الذي أدهش العام في تلك الفترة مما جعل الغرب يتكالب عليها للحد من تقدمها. مصر ثوره 32 يوليو والاستقلال وفترة الحراك الوطني، وظهرت عظمتها وكبرياؤها وتماسكها بعد هزيمة (76). فهل يعقل أن يهزم جيشا دون أن يحارب، ثم يعود ويبني نفسه في بضع سنين، ويحقق انتصارا عبقريا في (37)، أبهر العالم وأنهى الإسطورة المزيفة، مصر السلام، مصر العبقرية، ومن بعدها تتجلي عظمة المصرين من جديد في ثورة (52) يناير، وتختطف الثورة على يد جماعة إرهابية بملحقاتها، مع اختلاف المسميات وتتجلي العظمة من جديد لأهل مصر الاوفياء. وما أشبه اليوم بالأمس البعيد والقريب - نحن من عشنا الرخاء والقحت مع سيدنا يوسف، ونحن من قهرنا فرعون مع سيدنا موسي، ونحن من نصرنا الإسلام، وأكثر شعوب الأرض لآل بيت رسول الله حبا حقيقيا سليما. ونحن من هزمنا جيوش الأعداء، ونحن من حققنا النهضة، ونحن من ذقنا مرارة الهزيمة وحلاوة النصر- يقف الشعب مرة أخري في إقصاء الجماعة الإرهابية والتخلص منها للأبد إن شاء الله وإنهاء الفاشية الدينية . ما أعظم هذا الشعب البطل الذي يقدم شهداء كل يوم وكلما قدم شهيدا إزداد قوة وصلابة وتماسك، ما أعظمك أيها الشعب الأبي العظيم! مهما قيل ومهما يقال، أنت أحب الشعوب إلى قلبي، وترابك فوق رأسي. مصر المستقبل، مصر من تصنع مستقبلها بيد أبنائها. مصر اليوم على الطريق الصحيح رغم كل الصعاب. فمصر قادمة إن شاء الله تعالى، بقائدها المحب لوطنه وبأولادها العاشقين لترابها! مصر ستظل هي تاج العرب وأبناؤها هم سواعدها الأوفياء. وأحمد الله تعالى على أنى تربيت في بيئة محبة لمصر، وعاشقة لترابها في بيئة ريفية جميلة، بقريتي محلة حسن. لا يشغلها إلا حب الوطن. وسمعنا عن بطولات أكتوبر ممن حضر هذه الملحمة الكبرى، ثم وفقني الله تعالي للالتحاق بالثانوية الجوية، وتحديدا الدفعة (02) ثانوية جوية مصنع الرجال. وهنا تربيت على حب الوطن وعشقه، ولا أنسى قائدي ومعلمي، عندما يذكر لي أنه من يسئ إلى وطنه مهما كانت الأسباب؛ كأنه شاهد أحد محارمه عارية، وقام في الصباح ليشرح لمن حوله ما شاهده، ومن هنا أكره كل من يتكلم عن مصر ويسبها. وأخيرا مصر التي قهرت الجبابرة، على مر التاريخ، قلبي معك وكل جوارحي وأنت تحاربين الإرهاب نيابة عن العالم ما أعظمك!!! دائما وابدا مصر فوق الجميع وأدعو الله في هذه الأيام المباركة، أن تكون مصر في مقدمة الأم، وأن يبارك لها في قائدها ويؤيده بنصره. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر