الحائرة / فاطمة سعيد أنا فتاة أبلغ من العمر 34 عاما أعمل موظفة في إحدى الشركات أعلم أنني دخلت في طور العنوسة ولكني مؤمنة جدا بالأقدار وبأن نصيبي لم يأتي بعد وكيف له أن يأتي !! ووالدي يرفض كل عريس يتقدم لي بحجج واهية رغم موافقتي عليه .أشعر أنني كما الشاة أجر إلى المجهول بيد أقرب الناس لي .كم هو مؤلم أن يكون القرار ليس قرارك وأنت بمثل هذا العمر . كل صديقاتي تزوجن وأنجبن إلا أنا .رغم أنه لاينقصني شيء لأكون زوجة وملكة في بيتي . أشعر بالخجل لو أفصحت لأبي برغبتي بالزواج وبإعتراضي على إسلوبه في التعامل مع كل من يتقدم لي . أمي تشاطره هذا المبدأ تزوجت أختي الوسطى منذ أول طارق لها .أعلم أن جودي بين أسرتي يزيح كثيرا عن عاتق أبي ولكن ماذنبي كي تتوقف حياتي ولا أخذ حقي في الحياة وسنّتها وهو الزواج وتكوين أسرة . الآن عرف الجميع أن أبي هو المتحكم أو لاينوي تزويجي لذلك شبه إنعدمت فرصتي في تقدم الخطاب لي .شيئا ما يصرخ بأعماقي أريد تكسير هذا القيد اللعين الذي بات يأسرني فماذا أفعل تجاه أبي وتعنته وظلمه لي من هذه الناحية اخشى أن يمضي قطار العمر وأنا على هذا الحال فأكون قد ظلمت نفسي . ******* الحل / عزيزتي فاطمة / على مايبدو مشكلتك مادية بحتة !! كونك قلت أن وجودك بين أسرتك يزيح الكثير عن كاهل والدك .أحيانا يكون ربّ الأسرة معذور في هذه الحالة وبالذات إذا كنت أنت الكبيرة والوحيدة الموظفة بعد والدك .الحياة غدت صعبة ليست كما السابق والزواج يتطلب الكثير للفتاة والشاب . والدك يرى بتزويج أختك الوسطى فرصة ولو على حسابك لأنها لاتعمل على مايبدو .والدك يتصرف بأنانية مجبر عليها وجائر على حقك في الحياة . ومع سلبيتك وسكوتك وخجلك هو تمادى في هذا الأمر وغدا الأمر بالنسبة له شيء عادي ومع أنه لاحياء في الدين وجب عليك مصارحته والإعتراض على مبدأه فليس من حقه بناء حياة أخوتك على أنقاض حياتك . كوني قوية في مطلبك .لاتضعفي ضعي حدا لهذا التهميش لحياتك .فقطار العمر سيمر مثلما تخشين ماذا تنتظرين ؟؟ المال يذهب ويأتي والرزق كله على الله تعالى افهمي والدك أن من يتقي الله تعالى يجد له مخرجا ويجب أن يتقيه عزوجل فيك ولايرفض لو أتاكي من ترضونه خلقا ودينا فإن لم يفعل ففتنة . وإعلمي عزيزتي في النهاية أن كل شيء قسمة ونصيب ولكل أجل كتاب فحين يقضي الله تعالى أمرا يقول له كن فيكون . يجب أن تصبّري نفسك بهذا النهج وحين يلوح في الأفق رجل ترينه مناسب لك لا تستسلمي كما السابق حاولي بكل الطرق مع والدك عن طريق أمك أولا فلها تأثير كبير عليه وتعهدي أنك لن تتخلي عنهم وعن مساعدتهم بعد زواجك كي يشعر بأن السند والعون والمعونة مازالت ممدودة .ولا تنسي أن ديننا الحنيف يقول ( أنت ومالك لأبيك ) فكل ما قدمتيه من عطاء هو حق وجزء من برهّما ولكن ليس على حساب حياتك وحقك فيها . وأنا أفضل أن يقنعه شيخ في الدين لو تسنى لك حتى قبل تقدم أحد لك فهو الوحيد القادر على إقناعه بصورة أفضل حتى ولو عن طريق البرامج الدينية في التلفاز والإذاعه بشرط أن تتعمدي رؤيته لها والله الموفق *********