لطلاب الثانوية 2025.. كل ما تريد معرفته عن تنسيق ذوي الاحتياجات الخاصة    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الخميس 31-7-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات والتداولات تقترب من 2 مليار جنيه    سعر الدولار اليوم الخميس 31-7-2025 أمام الجنيه المصري فى منتصف التعاملات    تركيب بلاط الإنترلوك بمنطقة الصيانة البحرية بمدينة أبوتيج فى أسيوط    3 أهداف.. بروتوكول بين "سلامة الغذاء" وجامعة القاهرة الجديدة    دونج فينج MHERO 1 أحدث سيارة للأراضي الوعرة في مصر.. أسعار ومواصفات    الرئيس اللبناني: مبادرة سعودية لتسريع ترتيبات استقرار حدودنا مع سوريا    إعلام عبري: ويتكوف يصل إسرائيل ويلتقي نتنياهو ظهر اليوم    اتفاق الرسوم مع ترامب يشعل الغضب في أوروبا.. قطاعات تطالب بإعفاءات عاجلة    رئيس الأولمبية يشيد بدخول المسلم قائمة عظماء ألعاب الماء: فخر لكل عربي    البداية مؤلمة.. تفاصيل إصابة لاعب الزمالك الجديد ومدة غيابه    تفاصيل إصابة صفقة الزمالك الجديدة    صفقة تبادلية تلوح في الأفق بين الزمالك والمصري.. شوبير يكشف التفاصيل الكاملة    مواعيد مباريات الخميس 31 يوليو 2025.. برشلونة ودربي لندني والسوبر البرتغالي    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بأطفيح    ضبط 115 ألف مخالفة مرورية وكشف 236 متعاطيًا خلال 24 ساعة    وزير الثقافة وأشرف زكي وشريف منير يشاركون في تشييع الراحل لطفي لبيب    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    "السبكي" يتابع آخر استعدادات تطبيق التأمين الصحي الشامل في مطروح    مستشفيات جامعة القاهرة: استحداث عيادات جديدة وقسم متكامل للطب الرياضي    طريقة عمل الشاورما بالفراخ، أحلى من الجاهزة    يعود بعد شهر.. تفاصيل مكالمة شوبير مع إمام عاشور    عزام يجتمع بجهاز منتخب مصر لمناقشة ترتيبات معسكر سبتمبر.. وحسم الوديات    خلال زيارته لواشنطن.. وزير الخارجية يشارك في فعالية رفيعة المستوى بمعهد "أمريكا أولًا للسياسات"    مقتل 6 أشخاص وإصابة 52 آخرين على الأقل جراء هجوم روسي على كييف بطائرات مسيرة وصواريخ    السكة الحديد توضح حقيقة خروج قطار عن القضبان بمحطة السنطة    ذبحه وحزن عليه.. وفاة قاتل والده بالمنوفية بعد أيام من الجريمة    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 8 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    مجلس الآمناء بالجيزة: التعليم نجحت في حل مشكلة الكثافة الطلابية بالمدارس    مصرع ربة منزل بطلقات نارية في ظروف غامضة بقنا    سعر الدولار اليوم الخميس 31 يوليو 2025    حسين الجسمي يروي حكايتين جديدتين من ألبومه بمشاعر مختلفة    خالد جلال ينعى شقيقه الراحل بكلمات مؤثرة: «الأب الذي لا يعوض»    لافروف يلتقى نظيره السورى فى موسكو تمهيدا لزيارة الشرع    اليوم.. بدء الصمت الانتخابي بماراثون الشيوخ وغرامة 100 ألف جنيه للمخالفين    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    استرداد 11.3 مليون متر من أراضي الري.. و124 قطعة دعمت النفع العام و«حياة كريمة»    أيادينا بيضاء على الجميع.. أسامة كمال يشيد بتصريحات وزير الخارجية: يسلم بُقك    حملة «100 يوم صحة» تقدم 23.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 15يوما    الكشف على 889 مواطنًا خلال قافلة طبية مجانية بقرية الأمل بالبحيرة    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر ويؤكد: المهم هو التحصن لا معرفة من قام به    الكنيسة القبطية تحتفل بذكرى رهبنة البابا تواضروس اليوم    تويوتا توسع تعليق أعمالها ليشمل 11 مصنعا بعد التحذيرات بوقوع تسونامي    طرح صور جديدة من فيلم AVATAR: FIRE AND ASH    المهرجان القومي للمسرح يكرّم الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    اليوم.. المصري يلاقي هلال مساكن في ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    دعمًا لمرشح «الجبهة الوطنية».. مؤتمر حاشد للسيدات بالقليوبية    معتقل من ذوي الهمم يقود "الإخوان".. داخلية السيسي تقتل فريد شلبي المعلم بالأزهر بمقر أمني بكفر الشيخ    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    بدء تقديم كلية الشرطة 2025 اليوم «أون لاين» (تفاصيل)    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    «حملة ممنهجة».. ترامب يقرر فرض رسومًا جمركية بنسبة 50% على هذه الدولة (تفاصيل)    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان [ 3 ]
نشر في شباب مصر يوم 14 - 12 - 2018


---
ولقد بدأ أحد الباحثين المصريين وهو الدكتور رضا أحمد شحاته أستاذ العلاقات الدولية والسفير بوزارة الخارجية المصرية والآن [1416ه = 1996م] سفير مصر في موسكو. جمع مادته العلمية الموثقة من الوثائق السرية الأمريكية غير المنشورة ابتداء من عام [1364ه = 1945م] وحتى عام 1376ه = 1956م في الأرشيف القومى الأمريكى بواشنطن ومن الملفات المركزية لوزارة الخارجية التى تضم مئات من الملفات والآلاف من الوثائق المتصلة باتجاهات السياسة الخارجية لأمريكا نحو مصر في تلك الفترة، ولشدة أمانته قام الباحث بمقارنة وثائق وزارة الخارجية الأمريكية بالأوراق والوثائق السرية الخاصة بكل من الرئيس ايزنهاور في مكتبته الخاصة بل واتصالاته التليفونية المسجلة مع وزرائه ومستشاريه ونصوص محاضر اجتماعاته وزيادة في التوثيق من الباحث قام بمقارنة وثائق ايزنهاور بالوثائق والأوراق السرية الخاصة بوزير خارجيته جون فوستر دالاس. والمحفوظة بجامعة "برنستون نيوجيرسى" بالولايات المتحدة وكذلك رجع الباحث إلى أوراق وزير خارجية الرئيس ترومان "دين اتشيسون" لتوثيق هذه الفترة السابقة على قيام ثورة يوليو سنة 1371ه = 1952م وهى محفوظة بمكتبة الرئيس ترومان وقام بالرجوع إلى وثائق ذات درجة سرية عالية محفوظة بمركز السجلات القومية بواشنطن بماريلاند خاصة بالعلاقات البريطانية خلال فترة مفاوضات الجلاء عن قاعدة قناة السويس سنة 1373ه = 1954م، كما أن الباحث قام بتوثيق أحداث قناة السويس وأزمة العدوان الثلاثى بشهادات المعاصرين لهذه الأحداث المسجلة على شرائط ميكروفيلم بمكتبة المخطوطات بجامعة برنستون وهى تمثل التاريخ الشفوى ل"جون فوستر دلاس وزير الخارجية الأمريكية" من خلال معاصريه.. كما أن الباحث. ولإيمانه بخطورة العمل الذى يقوم به فقد استعان بقانون حرية المعلومات في الولايات المتحدة الذى يبيح الاطلاع على النصوص والوثائق السرية غير المنشورة أو التى لم بتقرر بعد نشرها لاعتبارات تتصل بالأمن ..واستطاع الحصول على إذان خاص بالإطلاع على وثائق أزمة السويس بصفة خاصة وقد وافقت وزارة الخارجية الأمريكية للباحث على الاطلاع على أجزاء بالغة الأهمية من وثائق تلك الفترة التى غطت حتى نهاية عام 1376ه = 1956م. ومن العجيب أن الدكتور رضا شحاته لكى يتوصل إلى قدر أكبر من اليقين والدقة في المعرفة التاريخية والتحليل العلمى رجع إلى مجموعة الوثائق البريطانية بدار الوثائق البريطانية بلندن "ريتشموند" حيث زارها الباحث مرتين خلال عامى 1405ه، 1406ه = 1985م، 1986م واطلع على ملفاتها المتصلة بموضوعه والاتصالات الرسمية وغير الرسمية بين الولايات المتحدة بريطانيا لمناقشة الأمور والتطورات المصرية. وكان الباحث يقوم بمقارنة الوثائق البريطانية مع ما جاء بالوثائق الأمريكية في كثير من الأحداث الداخلية في مصر في الفترة موضوع بحثه "1364ه- 1375ه = 1945م- 1956م" كما أنه رجع للوثائق الأمريكية المنشورة والسابقة على عام 1371ه = 1952م خاصة وثائق وزارة الخارجية الأمريكية ومحاضر اجتماعات الكونجرس كل ذلك من أجل أن يتوصل إلى الحقائق التى يريد تأكيدها ومنها في صفحة "200 و 202" من كتابه: "تطور واتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية نحو مصر منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية "1364ه = 1945م حتى انتهاء حرب السويس 1376ه = 1956م" الذى دار حوله البحث الذى أودع بدار الكتب المصرية تحت رقم 1784/1995م = 1416ه والترقيم الدولى I.S.B.N - 977- 01- 42SI – 4.
"وتحت عنوان" رابعا تقييم السفارة والخارجية الأمريكية للقوى السياسية بعد قيام ثورة 23 يوليو سنة 1952م = 1 من ذى القعدة 1371ه.. كتب الباحث مستعينا بالوثائق التى أشرنا إليها سابقا في ص 202 يقول:
"حرص كافرى وحرص المسئولون بالسفارة على معرفة علاقة الحركة بالإخوان...؟! وتأثيرها على ضباط الجيش وقد اعترفت السفارة بأن من أولى الأسئلة التى ثارت هى مدى تأثير الإخوان في الحركة وانضمام أحد أبرز أعضائها وهو الشيخ أحمد حسن الباقورى إلى الوزارة المدنينة كوزير للأوقاف ويشير كافرى "السفير الأمريكى في مصر وقت ذاك" إلى حديثه مع محمد نجيب في 28 ذو القعدة 1371ه = 19 أغسطس عام 1952م" واعترف نجيب أن هناك بالفعل بعض الخطر من نفوذ الإخوان..؟! لمالهم من تأثير على كافة رتب الجيش ولكنه أى نجيب واع لهذا الخطر ويثق في القدرة على السيطرة عليه".
ويؤكد الباحث أن اتصالات مندوب الهضيبى الذى تربطه علاقة مصاهرة بالهضيبى لم تتم مع السفارة الأمريكية بالقاهرة فحسب بل مع إدارة الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية ليؤكد الفائدة من توثيق صلات الولايات المتحدة بالإخوان، وهذا من خلال التقارير المرسلة من السفارة الأمريكية في مصر والتى تحت يد الباحث كما أن لقاء الهضيبى ومعه صهره محمود مخلوف لمدة ثلاث ساعات مع المستشار السياسى للسفرة الأمريكية بالقاهرة والذى سبق أن أشرنا إليه في بحثنا السابق موجود بالصفحة رقم "205" من الكتاب المذكور موثقا بتقارير السفارة الأمريكية في ذلك الوقت.
ولقد ناقشت الباحث الأستاذ الدكتور رضا أحمد شحاته وعلى مدى أكثر من ساعة بمكتبه برئاسة الجمهورية خلال قيامه بالعمل مديراً للمكتب الرئيسى للمعلومات عام 1415ه = 1994م عن مدى صدق التقارير الأمريكية المرسلة من القاهرة خاصة بعلاقة الإخوان بالأمريكان فقال لى: مرفق مع التقارير الأمريكية المرسلة للخارجية الأمريكية تقارير بخط اليد لبعض الإخوان الذين كانوا على اتصال بالسفارة الأمريكية...!!
نال الباحث درجة الدكتوراه من كلية الآداب جامعة المنيا عن هذا البحث بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى والبحث مع وثائقه مودع بمكتبة الكلية كما أن الهيئة المصرية للكتاب قامت بطبع الرسالة في مجلد ضخم مرفق به كثير من الوثائق.
وتُؤكد الحقائق بالوثائق أن أحد نواب المرشد الأول حسن البنا في الأربعينيات كان عميلاً للسفارة الأمريكية في مصر ولشدة حرصه كان يلتقى بمندوب السفارة في منزل أحد الصحفيين ليُسلم هذا المندوب التقارير المطلوبة عن نشاط الإخوان وهذه التقاير بخط يده.
وإنى لا أستطيع ذكر اسمه حرصاً منى على أولاده والوحيد الذى صارحته وذكرت له الاسم هو الشيخ محمد الغزالى رحمه الله قبل وفاته بأسبوع حيث كنا معاً للعزاء في وفاة خالد محمد خالد وكان ذلك يوم السبت 2 مارس 1996م = 12 شوال 1416ه ولقد ذكرت ذلك بالتفصيل في كتابى "الحقائق بالوثائق عن حجة الإسلام المعاصر الشيخ محمد الغزالى الذى سرقوه حياً فهل يسرقونه ميتاً..!"[وليس كل ما يُعرف يقال...؟!.
الباب الثانى:
قصة خروج فاروق من مصر:
• تناقض أقوال كبار [جماعة الإخوان...!.].
كيف كان يباشر فاروق نفوذه على الإخوان.
• نص الحوار الذى دار بين عبد المنعم عبد الرؤوف وصلاح نصر قبل الثورة.
•رسالة السندى إلى قائد النظام الخاص بالإسكندرية.
•المراقب العام يؤكد أن الهضيبى رفض الثورة.
• حلمى عبد المجيد يحمل رسالة من القاهرة إلى المرشد العام بالإسكندرية بعد زيارة عبد الناصر لصلاح شادى في منزله.
• ماذا قال فاروق للضابط قبل مغادرته البلاد بدقائق عن:
[جماعة الإخوان...!.].
قصة طرد فاروق من مصر وتناقض أقوال الإخوان عنها:
ونعود إلى الحقائق بالوثائق:
ونعرض أقوال بعض أعضاء جماعة الإخوان في كتاباتهم ومذكراتهم عن حادث واحد هو حادث طرد الملك فاروق من مصر في 4 ذو الحجة 1371ه = 26 يوليو 1952م.
شهادة محمد حامد أبو النصر المرشد الرابع قال بالنص الآتى:
"وبعد نجاح الحركة أرسل فضيلة المرشد- يقصد حسن الهضيبى المرشد الثانى- إلى الضابط جمال عبد الناصر يطلب إليه ضرورة إخراج الملك من البلاد وفي الحال استدعى الأخ اللواء طيار عبد المنعم عبد الرؤوف من العريش وكلف بناء على رغبة فضيلة المرشد بإخراج الملك من البلاد فتوجه على رأس قوة لمحاصرة قصر رأس التين لإجبار الملك على مغادرة البلاد.
وكان ذلك في يوم 4 ذو الحجة 1371ه = 26 يوليو 1952م وفى ذلك التاريخ نشرت جريدة الأهرام توديع بعض ضباط الحركة برئاسة اللواء محمد نجيب للملك أثناء مغادرته البلاد من ثغر الإسكندرية على اليخيت الملكى المحروسة وقد سجلت جريدة الأهرام ما جاء على لسان الملك قوله إلى الضباط.. "إن مهمتكم شاقة وإننى أعلم أن الذين قاموا بهذه الحركة شرذمة من [جماعة الإخوان...!.].
انتهى كلام محمد حامد أبو النصر المرشد الرابع الذى ذكر في الصفحة رقم 66 من السطر العاشر إلى السطر التاسع عشر في كتابه حقيقة الخلاف بين: [جماعة الإخوان...!.].وعبد الناصر.
وهذا الكتاب قامت بنشره وتوزيعه دار التوزيع والنشر الإسلامية 8 ميدان السيدة زينب القاهرة وهذه الدار تابعة [لجماعة الإخوان...!.] .
شهادة عبد المنعم عبد الرؤوف نفسه في مذكراته.
وعن طرد فاروق قال اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف في مذكراته التى نشرت.
قال في الفصل السابع من هذه المذكرات تحت عنوان أجازة سعيدة النص التالى:
"مُنِحْتُ أجازة ميدان تبدأ [يوم 18 من يوليو 1952م = 25 شوال 1371ه] على أنَ تنتهى يوم 26 من نفس الشهر لأقضيها مع أسرتى في القاهرة نقلتنى إلى العريش عربة من أبى عجيلة شرق سيناء مع زملائى الضباط الممنوحين اجازة وركبنا قطاراً إلى القنطرة ومنها إلى القاهرة وكان حديث الضباط المرافقين لى يدور حول حريق القاهرة يوم 28 ربيع الثانى 1371ه = 26 من يناير 1952م مَنْ دَبَّرَهُ؟ وما أسبابه؟ وعن اللواء محمد نجيب في انتخابات رياسة نادى ضباط الجيش وسقوط مرشح القصر الملكى اللواء حسين سرى عامر لأن الأكثرية العظمى كانت تحب محمد نجيب لشجاعته في حرب فلسطين إذ أصيب بجرحين في كتفه وصدره وأطلق عليه بطل معركة التبة 76. وتحت عنوان لقاء مع عبد الحكيم عامر كتب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف يقول: "ووصلنا القاهرة وذهبت إلى بيتى حيث زرت زوجتى وبنتى وفى [يوم 26 شوال 1371ه = 19/7/1952م] زرت شقيقىّ الكبيرين ثم توجهت صباح اليوم إلى منزل عبد الحكيم عامر للسؤال عنه لأننى قرأت في أوامر المحطة العسكرية بالعريش نبأ مرضه وظهر لى من حديثى معه أنه بحالة جيدة ودعانى لزيارته في منزله بالعباسية الساعة "1000" يوم 27 شوال 1371ه = 20/7/1952م فذهب إليه في الموعد المحدد وأبلغتنى فتاة في سن الشباب وكبيرة الشبه بعبد الحكيم عامر بأنه غير موجود ولم يترك موعداً لى فانصرفت.
وتحت عنوان أنباء الانقلاب كتب عبد المنعم عبد الرؤوف يقول في مذكراته التى طبعت ووزعت في كتاب عنوانه "أرغمت فاروق على التنازل عن العرش".
على بعد خطوات من منزل عبد الحكيم عامر التقيت مصادفة بالصاغ أركان حرب صلاح محمد نصر (رئيس جهاز المخابرات في الانقلاب بعد ذلك) الذى بادرنى بالسؤال إلى أين أنت ذاهب؟ ومن أين أنت قادم؟
فأجبته أننى قادم من منزل الصاغ عبد الحكيم عامر الذى لم أجده فقال لى إننى ذاحب إليه لأننى على موعد سابق معه وقد ادعى عبد الحكيم عامر المرض ليحضر إلى القاهرة لوضع الخطوط الأخيرة للحركة فقلت لصلاح نصر مستدرجا كأننى أعرف معنى عبارة "وضع الخطوط الأخيرة للحركة" الحركة تحتاج إلى سرعة ودقة أكثر مما تتصور فكيف تكون السرعة والدقة والصاغ أركان حرب عبد الحكيم بخلف الميعاد؟!
فقال صلاح نصر: إننى باعتباري قائد جناح التدريب في كتيبتى ونقلت من الفرقة الأولى مشاة منذ أيام من سيناء إلى القاهرة ومن الضباط الأحرار فقد أعددت كل شىء لتوزيع الذخيرة على جنودى وقادم الآن لعبد الحكيم عامر لأعطيه تماماً.
قلت لصلاح نصر: اذهب قبل فوات الأوان لتعطى تماماً وأنا ذاهب للاستعداد.
وقال اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف في مذكراته "انصرفت قاصداً المهندس حلمى عبد المجيد (يعمل حالياً في شركة المقاولون العرب) والمقدم أركان حرب أبو المكارم عبد الحى سعد المسئول عن جماعة الإخوان الضباط والدكتور المهندس حسين كمال الدين عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان...؟!
"وأبلغتهم ما قال لى الصاغ أركان حرب صلاح نصر ثم عدت إلى منزلى منتظراً ومترقبا أوامر مكتب الإرشاد والجيش. ومازال الحديث للواء عبد المنعم عبد الرؤوف وفى يوم 28 شوال 1371ه = 21/7/1952م دعيت والدكتور مهندس حسين كمال الدين والمقدم أركان حرب أبو المكارم عبد الحى سعد للذهاب إلى دار الأخ صلاح شادى الذى لم يسبق لى رُؤيته من قبل أو معرفة أى شىء عنه وكل ما خرجت به من هذه الزيارة أنه استقبلنا وودعنا بحفاوة وبالنظر لوجود ضيوف عنده في غرفة ملاصقة لم تطل الزيارة علمت فيها بعد أن الضيوف كانوا جمال عبد الناصر وكمال الدين حسين وآخرين.. وعلمت كذالك أنهم جاءوا يطلبون من الإخوان مؤازرتهم عند بدء الانقلاب، ثم سافر المهندس حلمى عبد المجيد إلى الإسكندرية ليبلغ فضيلة المرشد حسن الهضيبى آخر الأنباء وأهم هذه الأنباء كان ما دار بينى وبين صلاح نصر وذهبت إلى داري أنتظر وأترقب أوامر من قيادة الجيش أو من مكتب الإرشاد [لجماعة الإخوان...!.]. فلم يتصل بى أحد مطلقاً لا من هؤلاء ولا من أولئك أيام 29 شوال 1371ه = 22/7 إلى صباح 1 ذو القعدة 1371ه = 23/7/1952م عندما سمعت إذاعة القاهرة تعلن نبأ الانقلاب واحتلال مبنى قيادة الجيش بكوبرى القبة ولم أبارح منزلى نهار يوم 1 ذو القعدة 1371ه = 23/7/1952م
ومازال الحديث للواء عبد المنعم عبد الرؤوف وهو يروى مذكراته.
وبعد غروب الشمس لذلك اليوم ذهبت إلى مركز قيادة الجيش مرتديا الزى العسكرى لسببين:
أولهما: تهنئة قادة الانقلاب.
وثانيها: تلقى الأوامر الخاصة بى كضابط في أجازة ميدان وأجازتى تنتهى بعد باكر لأعود إلى مقر عملى في أبو عجيلة صعدت إلى الدور الأول وقد ساعد معرفة الضباط لاسمى ووجود بطاقتى الشخصية معى على وصولى إلى غرفة القيادة حيث وجدت على بابها الصاغ أركان حرب كمال الدين حسين وسألته عن جمال عبد الناصر فأشار لى إلى مكانه وكانت غرفته تقع في نفس الصف الذى نتحدث فيه وتفصلنا عن هذه الغرفة أربع غرف اتجهت نحو الغرفة فوجدت جمال عبد الناصر يغط في نوم عميق وناديته باسمه قائلا يا جمال عبد الناصر.. وباسمه المدلل مرة (جيمى) وقلت له أنا عبد المنعم عبد الرؤوف.. إصْحَ وكررتها عدة مرات ولكن دون جدوى ولكنه كان يقاطعنى بكلمات متقطعة: الملك! الملك؟ اسكندرية.. اسكندرية.. رأس التين.. المنتزة.. رأس التين المنتزة!! فتركته دون أن أهنئه وعدت من نفس الطريق فاستوفقنى الصاغ أركان حرب كمال الدين حسين إلى أين أنت ذاهب؟
قلت له إلى منزلى استعداداً للعودة للعريش ومنها إلى أبو عجيله حيث توجد كتيبتى... قال لى كمال لا تسافر وستصلك أوامر عند الفجر عن تحركات جديدة نظرت بسرعة داخل غرفة القيادة الجديدة فرأيت اللواء أركان حرب محمد نجيب جالسا والباقين متوارين ولم يدعنى للدخول فلم أدخل واستنتجت من زيارتى أشياء هامة...
1-أن الملك في أحد قصريه بالإسكندرية يشغل بال عبد الناصر ويقلقه أثناء نومه.
2-أن الصاغ أركان حرب كمال الدين حسين أبلغ اللواء محمد نجيب نبأ حضورى لزيارة عبد الناصر واقترح عليه وعلى الذين كانوا معه بالغرفة تعيينى في إحدى الوحدات المسافرة إلى الإسكندرية لتنفيذ باقى الانقلاب.
3-أن هذا الاقتراح قوبل بالموافقة الفورية منهم بدليل أنى لم أمكث أكثر من ثلاث دقائق لمحاولة إيقاظ جمال عبد الناصر لتهنئته.
4-أن انضمام حسن إبراهيم إلى كمال الدين حسين ليبلغانى عدم العودة إلى أبى عجيلة وترقب أوامر عند الفجر كان لتفهيمى صورة من قيادة الانقلاب فالأول كان زميلا لى في سلاح الطيران وشاهدته عدة مرات في بيت الفريق أركان حرب عزيزى المصرى والثانى العضو الرابع في الخليفة الأولى لجماعة الإخوان الضباط الذين أقسموا يمين البيعة.
5-أن الأوامر التى ستصلنى عند الفجر ستكون السفر إلى الإسكندرية انصرفت مسروراً تجاه منزلى وأبلغت زوجتى بأنى سأسافر باكر غالبا إلى الإسكندرية وليس لأبى عجيلة وطالبتها بتجهيز حقيبة صغيرة بها غيارات وملابس وعرفتها أن السيارة ستمر وتأخذنى عند الفجر.
تعقيب.
[ولا يزال الحديث للواء عبد المنعم عبد الرؤوف وللآن لم نجد في حديثه أنه تلقى تعليمات من [جماعة الإخوان...!.]. ولا من مرشدهم الثانى حسن الهضيبى وتحت عنوان مهمة خطيرة كلفت بإنجازها يقول عبد المنعم عبد الرؤوف.]
"وعند صلاة الفجر دق باب شقتى بالسيدة زينب الصاغ أركان حرب عبد الوهاب جمال الدين فهو زميلى في كتيبتى في أبى عجيلة وزاملنى في نفس القطار لقضاء أجازة ميدان بالقاهرة وأبلغنى بأننى عينت قائدا للكتيبة 19 بنادق مشاة وهى في انتظارى عند فندق ميناهاوس بالهرم على طريق مصر إسكندرية وأنه عين أركان حرب مجموعة اللواء السابق الواقعة هناك أيضاً استعدادا للتحرك معا إلى الإسكندرية ودعت زوجتى وركبت السيارة بصحبة الصاغ أركان حرب عبد الوهاب جمال الدين إلى حيث نشطت كتيبتى الجديدة 19 بنادق مشاة وقمت بالتتميم عليها ووجدت أن عدد ضباطها 9 وكلهم برتية ملازم أول ما عداى فأنا برتبة مقدم فكان هناك نقص كبير في الصف ضباط والجنود فعينت الملازم أول محمد كامل سليم أركان حرب لى ووزعت الضباط الباقين على السرايا بمعدل واحد لكل سرية وضابطا للشئون الإدارية وسادسا للمخابرات".
ويقول اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف في مذكراته تحت عنوان قبل المهمة.
"وعند وصول مقدمة مجموعة اللواء السابع بقيادة العقيد أحمد شوقى بميدان المنشية أسرعت بسيارتى إلى محل تجارى يعمل فيه صديق لى منذ كنت طيارا في محطة الدخيلة اسمه على الدين زكى وكلفته بتوصيل رسالة كتبها الأخ عبد الرحمن السندى (قائد النظام الخاص:
[لجماعة الإخوان...!.]. إلى أخ إسكندرانى اسمه القراقصى قائد النظام الخاص للإخوان بالإسكندرية يبلغه فيها الثقة بى والتعاون معى في جميع المجالات إذا تأزمت الأمور..طلبت من على الدين زكى أن يؤكد على الأخ القراقصى أن يمر بى عند معسكر مصطفى باشا اليوم). انتهى كلام اللواء عبد المنعم عبد الرءوف.
تعقيب.
[في هذه الواقعة لم يتبين بكل تأكيد أنه لم يتلق تعليمات من المرشد العام الثانى والذى كان يقيم بالإسكندرية أثناء حدوث هذا الحدث].
[وذكر لنا عبد المنعم عبد الرؤوف أنّه عندما وصل إلى الإسكندرية اتصل بصديق له اسمه على الدين زكى وطالبه بتوصيل رسالة كتبها الأخ عبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص:
[بجماعة الإخوان...!.]. كان عبد الرحمن السندى في هذه الفترة ومن قبلها وبعدها على خلاف شديد مع المرشد الثانى حسن الهضيبى ويؤكد وجود هذا الخلاف أحمد عادل كمال في كتابه [النقط فوق الحروف ص349]كما تعرض لهذا الخلاف صلاح شادى في كتابه
[صفحات من التاريخ حصاد العمر ص142 وص143].
شهادة فهمى أبو غدير.
((وفى اجتماع للجمعية التأسيسية للإخوان في الساعة الثامنة من مساء الخميس اجتمع الإخوان اجتماعا طويلا استمر حتى الساعة الحادية عشرة من صباح أمس الجمعة وحضر الاجتماع 72 عضوا من مجموع الأعضاء البالغ 135 عضوا وقد عقد الاجتماع في جو مشحون بالخلاف والتوتر واشتد الجدال والنقاش بين خصوم الهضيبى وأنصاره وفى هذا الاجتماع أزاح الأستاذ فهمى أبو غدير الستار تماما عن موقف الهضيبى من الثورة عندما قال:
((ولقد كان موقف الهضيبى من الثورة غامضا في أول الأمر لقد اتصلت به تليفونيا يومى [23، 24 يوليه 1952م = 1، 2 من ذى القعدة 1371ه] وكان في الإسكندرية وطلبت منه الحضور إلى القاهرة لتأييد الثورة ولكنه رفض لكنى ذهبت إليه بنفسى وسافرت إلى الإسكندرية يوم 25 وطلبت منه مرة أخرى تأييد الثورة فقال لى إنها لن تنجح ولا يمكن أن نؤيدها ثم مضى قائلا: ولكن الهضيبى عاد فأيد الثورة بعد خروج المللك بيومين)).
[انتهى كلام فهمى أبو غدير ومصدره كتاب فتحى العسال المراقب العام للمركز العام:
[لجماعة الإخوان...!.].وعنوان هذا الكتاب هو: " الإخوان ...!. بين عهدين" قصة الإخوان كاملة الطبعة الثانية رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق المصرية 2739/92 الترقيم الدولى I.S.P.N2/1/992/00/779 وقد طبع هذا الكتاب بمطابع العاصمة بالقاهرة. وقامت بنشره دار نشر الثقافة الإسلامية.]وللموضوع بقية.
-----
بقلم/ عبد الفتاح عساكر
كاتب وباحث ومفكر اسلامي مصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.