في المدينة السمراء الجيزة الحبيبة أسرى بين قيود تحت أسوار اسموها حديقة .. فعجب من حديقة حيوان و هو فيها أسير من بداية لنهاية .. وعجب من شقة كانت من نصف قرن بمليون ويبتهج ساكنها فرحا بمحبس الأسرى وسط زحام المدينة .. وفي مقال شاعرنا فاروق جويدة عجب في سوق العقارات والعدالة الاجتماعية .. بدا فيه مدافع عن الطبقات الفقيرة .. لامس أسعار البناء و العاصمة الإدارية الجديدة .. وهو مبدع مازال على منبر الأدب بالجريدة .. و قبل أن أذهب إلى مقاله أنظر غابات شعر الرائع فاروق جويدة .. فقد أمطرت فيها الحلوى حبا لمصر الحبيبة .. وفي الهوى باع وله في الهوى قلما باديا .. ولي قلم قد رأى في صباه سفوح مأوى طيور الحب فأهداها رسم طموحات عاشق متيما .. أكان لزاما على العاشق أن يكون عاشقا .. أم لزاما على فاروق جويدة أن يكون مبدعا .. أم كان لزاما عليه أن يأتي مرهف إلى طواحين اقتصاد بوجده صاخبا .. نعم الفقير زاد فقرا وبات في الفقر مطحونا مُتعبا .. والغَني زاد غِنى وبات الغِنى سبيلا له ومذهبا .. فمن قبل السادات الذئاب بخلو السكن جثموا على صدورنا .. ثم تمليك وأقساط للآن نحلت أبداننا .. وباتت الأسود في القصور وساحل الشمال شاهدا .. شهد بدئه الحبيب الكفراوي فحكيه مسجلا .. فهل تقف الحكومة الآن موقف المتفرج !! والذئاب تفردوا واستأثروا في كل مصر بالثمن باهظا .. حبذا تأخذ الحكومة من ملايين الأثرياء وتنذر الذئاب بغروب آتيا .. و تبيع للأغنياء قصور وتقدم الريش لهم ناعما .. ذاك مخلب اقتصاد فليكن الكل واعيا .. وقل حائل للذئاب ومن سوقهم المال للفقراء عائدا .. وانظر للفقير في ابني بيتك وقد بناه في مصرمجهدا .. لكن للآن فيه ملايين الغرف لا تجد ساكنا .. كذا الفلل خاوية من الناس رغم جمالها .. فإن أتيت طواحين وادي البناء لا تأتي بالوجد صاخبا .. ففي سوق العقارات فكر للعدالة الاجتماعية .. وفيه تدور رحى بناء اقتصاد حبيبة .. لا أراه بين غابات شعر فاروق جويدة .. باحث إسلامي علاء أبوحقه ..