أعود إليك ألملم نفسي و كل قواي لأقوى على الغوص في مقلتيك أحاول أكتم أنفاس قلبي أحاول كبح ارتعاش يديّ فلا تزعجانِكِ إن نامتا في يديك --------- أعود إليكِ أنفضُّ عن كأسِنا ما اعتراها من الزمن المستبدِّ الذي ظن أنْ لن تعودي و ظن بأنك خنتِ عهودي أعود لأفرغ َ كاساتِنا من هواءٍ تعتّق في جوفِها بالجفاء لأملأَها برحيقِِ الأماني بفيضِ حناني نعودُ لنشربَ حتى الصباح فلا نرتوي فنوصله بالمساء نحاولُ نمحو عذاباتِنا نراودُ أيامَنا كي تداوي جراحاتِنا --------- أعود إليك أعانقُ كلَّ ملامحِِ وجهك أعانق حتى خطوط َ السنين على جبهتِك أعانق صوتَك أعانق حتى الذي قد تهدَّج منهُ و كيف ألوم السنين و قد أشبعت قسماتي خطوطا سقتني صنوفًا من الأمسياتِ العطاش العجاف أرادت لتبدل حُلمي قنوطا أرادت لتسلبَني الحقَ في أن أحنَّ إليك أرادت لتوغرَ صدري عليكِ فحاربتُها وكنتِ سلاحيَ حين رأيتكِ في الأفقِِ طيفًا ؛ و وحيًا يبشرني بمجيئِك وصدَّقتِ حدْسي و عدتِ إليّ --------- أعود إليك لألقاك أنتِ كما أنتِ ببسمتَك اللؤلؤية بهمستِك الشاعريةِ و سحر العيون التي أرضعتني الخيالَ اصطفتني بحلوِ المعاني التي أوصلتني إلى عالم الشعراء و عاشت معي طوال ليالي البعادِ مناري و دفئي و داري و دارَ مداري و عدتِ إليّ --------- أعود إليك ، أجدد فيك شبابا .. لفرط الجوى كاد يبلى إلى أن أهلَّ هلالك ثانية ً فأزاح عذابا أظلّ حياتي و آن له اليومَ أن يتخلىٰ أعود لأسحبَ كلَّ شكاوايَ ضدَّك لأنسى لياليَ حُمِّلن صدِّك فهلا سحبتِ شكاواكِ هلا نسيتِ الليالي الثقيلاتِ مثلي و هلا وعدتِ بألا رحيلا و ألا تعودَ كؤوسُ هوانا كؤوسَ هواءْ عديني بربكِ ألا تعودَ كؤوسُ هوانا كؤوسَ هواء