بداية ... ان لله سنن كونية منظمة لا تتبدل ولا تتغير ، ولا تحابى او تعادي احدا على حسابها او على حساب الزمن ، بل هى ثابتة بثبوت وثبات الكون ، وراسخة مع الإنسان رسوخ الغرابيب ... كذلك ان الجذب بين الرجل والمرأة أمر جبلي وفطري من تلك هذه السنن الكونية الثابتة ، وعليه فإن حالة الشواذ لا يمكن تمثيلها على ضوء واقع الطبيعة او الطبيعية ، وهذا ما يمكن ان نحيله للحديث عنها فى ضوء ما يسمى بفلسفة ما وراء الطبيعة ، وذاك يوم ان نحكم على هؤلاء بالتجمد الإنسانى والإعدام البشري والتلاشي الفطري ... من اجل ذلك ، كانت الشريعة الإسلامية هى الحاضنة والحاضرة على مر تاريخها المُشرف هى صمام الآمان امام كل شاردة وواردة ، والحصن الحصين الحائلة بيننا وبين مدلهمات متجددة يبعثها واقع الزمن من حين لآخر ... ومن هذا الاحتضان ، اصدرت الشريعة اوامرها ونواهيها وحدودها ، لنمتثل الأمر ولنجتنب النهي ولنقف عند الحد ، وكل خير دلتنا عليه دلالة الإرشاد والهداية ، وكل شر حذرتنا منه تحذير الحرص والترهيب ، لنجمع شتات حياتتا ونقوّم المعوج فيها ونري بعد عمى ونبصر بعد غفلة ، فلا نعرف الخير والشر فقط ، بل نعرف خير الخيرين وشر الشرين وعليه فقد باتت الشريعة تنذرنا أشد التنذير وتستنكر اشد النكير لفاحشة اللواط التى هى وطء الرجال دون النساء ، فى صورة بينها القرآن منفردة انها فاحشة لم يسبق احدا آل لوط ان قدِمها او فعلها "ما سبقكم بها من احد من العالمين" فى اسلوب قصر قطع معلومة تاريخية لا نظير لها ، ولا يقدر لغير القرآن أن يحويها على انه سبق لا مراهنة على مثله فى الاساطير او مبدأ المزاحمة كما فى الاقتصاد ! انها فاحشة فريدة غاية الإفراد للاسباب التالية : 1- لانها نموذج مغاير لفطرة الإنسان عموما ، وقائم على بهيمية يفعلها كيان انسان. 2- لانها انتكاسة عقلية لا يقبلها المنطق او العقل ، فمنطقتها تحتاج إلى خلق جديد 3- لانه فعل لا ينبنى عليه نتيجة ايجابية يمكن ان تتسم بماهية علمية او عملية 4- هى علاقة شهوة فى وضع لا يثمر انجاب او تكاثر ، فدوافع الأمر أصلا فى الجنس التكاثر واستمرارية النسل البشري ، فدافع لا يتحقق لفقد بيئة النسل 5- انتشار هذه الفاحشة لا يتفشي بسببها الأوبئة وامراض نقص المناعة فحسب ، بل يُمهد لانقطاع وجود النسل البشري على الأرض الذى ينافى غاية إعمارها. 6- ندية الطبيعة ، طريق غير ممهد للإيمان بالله. 7- فوضوية المعايير والقيم ، فيتحول الكون لازدواجية تشبه الشم بالعين والرؤية بالأنف والسمع باللسان. والرد على هذه الحملة الكورية ان كانت حركة لها اعتبارية شرعية او حتى وجود ، والتى تنادى بحِل هذه الفاحشة انه ينبغى إدراك الحكم الشرعى الذى أصله علماء السلف الصالح وما كانت عليه الأمة فى سابق الأزمان ... لقد اختلف العلماء المسلمون على حكم الشاذ جنسيا فذهبوا للاتى : الأحناف : القتل الشافعية والحنابلة : حكمه حكم الزنا ، رجم المحصن ، وجلد ونغي غير المحصن فكيف لحركة مستوحاه من الواقع من بلد ضعيفة بالعلم تبيح مسألة شرعية ذهبت الأدلة القرآنية والسنة النبوية على تحريمها ونعتها بالفاحشة كأغلظ توصيف يمكن نعت الرذيلة المغلظة بها محمد رجب