يردد كثيرون أن المجلس العسكري طامع في السلطة ويتشدقون في وسائل الإعلام المأفونة بذلك فيصدقهم بعض البسطاء ويخرجون في مسيرات واعتصامات منددين بالمجلس وموجهين له الشتائم والسباب وزاد الأمر في الأيام الأخيرة ليتحول إلى صورة مزرية مليئة بالمصطلحات الوضيعة والتي تعكس أخلاقاً ذميمة ومتدنية فوجدنا أناس يشتمون الجنود ويرفعون لهم الأحذية في مظهر مخزي ومشين محاولين استدراج الجيش للوحل وهكذا يكونوا قد سقطوا وأسقطوا عن وجوههم الأقنعة وليس أدل من ذلك محاولتهم الهجوم على رمز الشرعية في البلاد وأهم مكتسب من مكتسبات الثورة وأعن يهنا مجلس الشعب وأقو للهم هنا لو أن المجلس العسكري يريد السلطة حقاً لما سعى للانتخابات ودفع بكل قوة وإصرار في سبيل إجراءها بل وقام بتأمينها بصورة أذهلت العالم وقد قال سبحانه وتعالى " ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى " ..فإن كنت ممن يدعون للوقوف ضد الجيش فلا تغبطهم حقهم وقل الحق لأنك مسؤول يوم الحساب وكلنا مسؤولين " وما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد " ... رفعت الأقلام وجفت الصحف . عندما أجلس وأتذكر أيام الثورة المجيدة ولحظة نزول الجيش وأريدكم أن تسترجعوا تلك الصورة معي وتتذكروا كم فرح الثوار بنزول الجيش تماماً فرحة الطفل المترقب الذي فقد والده في الزحام وفجأة وجد أباه فهرول إليه وارتمى في حضنه بعدما أحس الأب بمشاعر ابنه ففرد له ذراعيه وأخذ يضمه هل رأيتم في أي ثورة جيشاً يقابل الشعب تلك المقابلة ويلوح له مرسلاً إشارات طمأنة بل ويحمله على دباباته ومدرعاته ويلتقط معه الصور باعثاً بذلك رسالة للشعب بالأمان وألا تخافوا فنحن معكم ورسالة للنظام بأن ارحل واترك الأرض لأهلها ولولا توفيق الله للجيش بوقفته الأبوية تلك ما رحل النظام ثم استفيق لأخرج من هذا المشهد الفريد من نوعه في الثورات على مر العصور وأجد من يطالب بمحاكمة المجلس أو يتحدث عن خروج آمن لهم وكأنهم أذنبوا يوم احتضنوا الثورة ووقفوا بجانبها ويوم أصروا على إجراء الانتخابات في موعدها رغم محاولات التخويف وكانت صورة أخرى فريدة تحاكى بها القاصي والداني وأبهرت العالم وشهد لها الشرق والغرب فهل يكون جزاء الإحسان النكران .!! وها هو المجلس العسكري ومن خلفه رجال القوات المسلحة الأبطال يصرون على الاحتفال بيوم 25 يناير المجيد عرفاناً منهم بالثورة ودعماً لما تبقى من مطالب وأما عن تسليم السلطة فأنا كلي ثقة أنهم سيسلمونها في الموعد الذي ضربوه وأنا أعرف العسكريين جيداً وعقيدتهم إذا وعدوا أوفوا وقد خبرناهم في ذلك فقد وعدوا بانتخابات حرة نزيهة وقد كان فلم التخوف إذن والشكوك ؟ وعلينا أن نقد لهم دورهم ونشكرهم على ما قدموه حتى نضرب للعالم مثالاً نموذجياً للثورة يحتذي به الآخرون . الإعلام يتحمل الجانب الأكبر من كل المصائب التي تقع في مصر فهو من أضعف الشرطة ويحاول أن يوهن الجيش ويرهب المجلس العسكري وها هو قد بدأ مباشرة ترويع مجلس الشعب ونوابه حتى وجدنا النواب يتبارون في المزايدة على حقوق ق الشهداء وقام الجنزوري بضم قتلى محمد محمود ومجلس الوزراء لقائمة الشهداء متعدياً على حقوق الشهداء الحقيقيين بمساواتهم بالبلطجية وعلى حقوق الشعب المصري الذي تدفع التعويضات من دمه كما وأنهم وقعوا في خطأ عظيم عندما قاموا بصرف تعويضات للمصابين وتعيينهم فما ذنب من لم يستشهد أو يصاب ؟؟ هل بالضرورة أن يذهب فيحدث في نفسه إصابة ليحصل على الوظيفة أو لتكون تأشيرة اعتماده ثائراً ويستحق الوظيفة ....!!