بين قرارات محمد بن سلمان الاخيرة والأعراف والعادات والتقاليد، انقسم المجتمع والرأي العام السعودي، فمن مؤيدين يرون أنه من حق السعوديين أن يواكبوا الحداثة والتطور ويحصلوا على كامل حرياتهم كغيرهم من الشعوب، إلى معارضين يرون أن هذا الانفتاح سيحمل عواقب وخيمة على المجتمع السعودي ويفقده اصالته وعراقته بالإضافة إلى تشجيعه على مخالفة الشريعة الإسلامية باسم الحرية والتحضر. من هو محمد بن سلمان محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رجل المناصب الكبيرة والكثيرة وصاحب النفوذ المتزايد غير المألوف لأمير سعودي لم يتخطى ربيعه الثاني والثلاثون. مطلع عام 2015 تولى ابوه الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في السعودية، ومنذ ذلك الحين حمل الابن المفضل محمد على عاتقه مسؤوليات سياسية وعسكرية واقتصادية، حيث كان ثاني اصغر وزير دفاع سعودي وتولى بموجب منصبه إدارة عاصفة الحزم في الحرب على اليمن، حتى تم تعيينه كأصغر ولي للعهد في تاريخ المملكة، وكولي للعهد قام بحملة "اصلاحية" واسعة وأُصدرت بموجبها بضع قرارات قلبت السياسية السعودية المحافظة رأساً على عقب. رؤية 2030 مجموعة اصلاحات طموحة يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هدفها الأساسي معالجة اقتصاد المملكة من إدمانه على الذهب الأسود، تشمل تحولات اقتصادية، فرض ضرائب، حفض الإنفاق، إيقاف الدعم الحكومي وتغييرات في الأعمال كطرح آرامكو للاكتتاب والبدء بمشروع مدينة "نيوم" بالإضافة إلى منتجعات سياحية على سواحل المملكة الفاخرة. جدل بين أفراد المجتمع #روسيات_عاريات_بالرياض، #السينما_في _السعودية، #نساء_في_الملاعب، #نطالب_بحصص_للموسيقى، وغيرها الكثير هي بعض من الأمثلة على الوسوم التي انتشرت مؤخراً بين المغردين السعوديين، حملت معها أدلة على انقسام الرأي السعودي، فالبعض هلل واحتفى بهذه الفعاليات لأن الترفيه حق للجميع والسعوديون ليسوا أقل من غيرهم، أما البعض الآخر وصفها بالعار على المملكة، فهي تخالف قيم الشريعة الإسلامية وثقافتها المحافظة وتخالف كذلك الشريعة الإسلامية التي كما يزعمون لطالما واظبت المملكة على تطبيق أحكامها. نهضة وحرية أم ماذا؟ في يوم الأربعاء الموافق 21/6/2017 صدر القرار الملكي بتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، ليعلن هبوب رياح التغيير على المملكة، في ما بدا أنه بداية لعصر جديد تنعم فيه المملكة بلذة الانفتاح والحرية والديموقراطية. عاصفة التغيير بقيادة بن سلمان غيرت أشياء ومفاهيم كثيرة بالمملكة ولكنها لم تقدر على تغيير الجملة المشهورة التي تقول "أن تكون معارضاً في السعودية معناه أن تكون عرضة لأنواع الانتهاكات لحقوقك الإنسانية". تقرير أممي مشترك صدر عن خبراء من مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة ومنظمتي هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، أكد أن السلطات السعودية تستغل قوانين مكافحة الإرهاب والفساد لقمع معارضيها وهو نتيجة طبيعية لنظام قضائي ما هو إلا امتداد للسلطة التنفيذية ليصبح بالتالي لا يتعدى كونه وسيلة بأيدي السياسيين يستخدمونها ضد خصومهم. ملف رؤية 2030 بصفحاته الخمسة والثمانون لم يحمل بين طياته أي مؤشر على نية المملكة تحسين مركزها في تقرير فريدوم هاوس للحريات والديموقراطية والذي سجلت فيه المملكة 7 نقاط فقط لتكون بذلك سابع اسوء دولة متساوية مع الصومال واوزباكستان ومتأخرة عن السودان وليبيا وجمهورية افريقيا الوسطى. **للاطلاع اكثر على أسماء المعتقلين وتفاصيل الاعتقالات التعسفية في المملكة يمكنكم متابعة حساب معتقلي الرأي (@m3takl) على تويتر إذن، انفتاح غير مسبوق في المملكة العربية السعودية يرافقه بكل غرابة قمع للأصوات المعارضة وتكميم للأفواه. رؤية طموحة وضعها أمير شاب يزعم أنها ستحمل مستقبلا افضل للسعوديين رافقها جدل بين أفراد المجتمع من آثارها وتبعاتها على ثقافة السعوديين المحافظة، تلخيصٌ للواقع السعودي الحالي، فهل ينجح محمد بن سلمان في فرض سياساته وأفكاره أم أن للسعوديين رأي آخر؟.