لن تهدأ الأوضاع ولن تتحسن الأحوال بين المسلمين والأقباط فى مصر طالما لا تقوم الكنيسة بواجبها نحو توعية الشباب بكيفية التعامل مع المسلمين وأيضاً طالما يتقاعس بعض أئمة المساجد عن دورهم فى توعية الشباب بكيفية معاملة الأقباط كما أوصانا النبى. قلت فى مقال سابق بعنوان #خطورة الإرهاب الفكري . أن الشعارات التى يرفعها القساوسة والمشايخ محاولين إظهار الود بين قطبي المجتمع لن تُثمر عن شيء لأنها ليست نابعة من القلوب البيضاء التي نشأت وترعرعت على حب و احترام الآخر ؛عندما كان هناك قساوسة يعرفون من القرآن الكريم كما نعرف ، ولديهم يقين أن المسلم الحق لا يُخرب ولا يكره ويعرف كيف يثأر لدينه ولنبيه؛ أيضا حينما كان لدينا مشايخ ينفذون وصايا النبي بالأقباط بحذافيرها ويعرفون حقوقهم ويؤدونها كما أوصى النبى وسار على نهجه الخلفاء الراشدون من بعده وأن الناس لا ينبغي أن يؤدي اختلافهم في أديانهم إلى أن يقتل بعضهم بعضًا،أو يعتدي بعضهم على بعض، أو يسيء أحدهم إلى الآخر ويشكك فى معتقده بل يجب أن يتعاونوا على فعل الخير ومكافحة الشر {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان}[المائدة:2 أين ذهب هؤلاء القساوسة ؟وأين هذه الفئة من المشايخ ؟ يبدو أن المؤسسات التى يتخرج منها القساوسة والجامعات التى يتخرج منها المشايخ أصبحت غير قادرة على تصدير رجل دين سواء مسيحي أو مسلم على وعي كافٍ بالتعامل مع بعضهم البعض بل أصبحوا متأثرين بشيوخ وقساوسة الضلال أمثال القس الأحمق زكريا بطرس الذى بث كثيراً من السموم فى عقول الشباب المسيحي من خلال ما اُذيع له من برامج تشكك فى الإسلام وتسب النبي أشرف الخلق صلوات ربى وتسليماته عليه . وأساء بعض الأئمة فهم آيات القرآن وصحيح السنة فى معاملة غير المسلمين فظهر لنا من يبيح ذبح الأقباط وتهجيرهم وزرع الكره لهم فى قلوب المسلمين . أمثال مروجو تلك الأفكار من الجانبين كثيرون ولهم مريدوهم من الشباب الذين يستطيعون إقناعهم بهذا الانحراف الفكرى والذي من نتائجه حالات الاحتقان الشديدة بين المسلمين والأقباط . حتى وإن ظهر خلاف ذلك . ملعونة مواقع التواصل التى ساهمت فى نشر الفتنة وإثارة البلبلة فى شتى مناحي الحياة وكادت أن تدمر البلاد والعباد ؛ فى 2009 منعت الصين الدخول إلى مواقع التواصل بسبب اندلاع مصادمات عنيفة بين مسلمي "الإيغور" والشرطة في مدينة "أورمتشي" التي تقع شمال غرب الصين وعلى إثر هذه الأسباب حجبت مواقع أخرى شهيرة جداً، وهي تويتر، يوتيوب، كما حجبت السلطات موقع "أمازون"، بسبب بيع الموقع لكتاب ممنوع من النشر في الصين يتحدث عن الثورات، حيث إنه إذا ما ضغط شخص عليه وصله الكتاب من الصين، فإن الموقع يحجب بالكامل لمدة 15 دقيقة علي الأقل. هذا نموذج لدول تريد أن تنتج وتتقدم وتزيل كل ما يعوق تقدمها . فى قرية منبال وأنا أحد أبنائها وإن كنت مقيماً لفترات خارجها إلا أنني تربيت وسط أصدقاء من الشباب المسيحي دخلوا بيوتنا ودخلنا بيوتهم أكلوا طعامنا وأكلنا طعامهم لا أذكر في يوم أن تطاول أحدٌ منا على معتقد الآخر ولا على رموزه الدينية . وحتى الآن تربطنا علاقه جيدة ويربط أهل البلد جميعهم علاقات قوية يريد بعض الشباب المتأثرين بشيوخ وقساوسة الفتنة أن يعكروا صفو الحياة بينهم . أذكر ذلك اليوم الذى بكى فيه جاري صلاح جرجس على موت أبي وكأنه أبوه كنا هكذا ولازلنا متأثرين بمشايخنا الكبار الذين زرعوا فينا الود للجميع وعدم التفرقة بين المسلمين والاقباط والقساوسة الذين ربوا اتباعهم على احترام الآخر وعدم الإساءة لرموزهم . ولا أنسى ذكرياتى مع مدحت ميخائيل وإخوته والذى تربينا معا فى شارع واحد وكانت بيوتنا واحدة أما سامى مصباح الذى لا يترك مناسبة إلا ويكون بجانبي ودائم السؤال عني ولا يقول لأمي إلا يا أمي لأنه تربى معنا، اما الأستاذ محمد فايق والحاج أيمن صلاح الذان يحرصان على طيب العلاقه مع جيرانهم وأصدقائهم المسيحين والعمل على حل مشكلاتهم مثال رائع للعلاقه بين قطبى الوطن، والنماذج كثيره تبعث برسائل عدة يجب أن تصل إلى شباب الإنترنت الذين ينساقون خلف المضللين والسفهاء يجب أن يأخذوا منها العبرة .حتى نظل فى بلد واحد فى أمن وأمان إن لم نتدارك خطورة هذه الأفكار وسرعة وقف انتشارها بين الشباب ، إن لم تعد الكنيسة والأزهر إلى تكثيف حملات التوعية بين الشباب من الجانبين سنجد جيلاً يحمل الحقد والكراهية لبعضه البعض . إن العلاقة بين قطبي الوطن تحتاج إلى المخلصين من الدعاة والقساوسة لمحاولة إصلاح ما أفسده الكارهون لوحدتنا وإنقاذ الشباب من براثن الجهل والتشكيك . وليكن شعارنا لكم دينكم ولي دين . الدين لله والوطن للجميع