كانت هناك مزرعة.. وبيت يسمونه بيت العائلة ! وثعلب موهوم بتقليد صوت الأسد يصيح زئيرًا بأصوات هائلة * * * وفي البيت أصحاب العدمْ ! فيل وحصان وطاوس وجمل يعتقدون أن هذا الزئير زئير أسد قد قَدِمْ أصحاب الأرض يرتعشون ويبحثون عن منقذ.. عن جيش.. عن مرتزقة.. عن خدمْ يخافون من سراب ! يخافون من ثعلب ورمْ ويسمع الثعلب ارتعاشهم فيزيد زئيرًا.. ويدب بالقدمْ والفيل الضخم رغم ضخامته في ليلته لم ينمْ ! ينظر من ثقب الباب.. فيشيب ويشيب ويقول: رأيت وحشا يهدم الهرمْ ! رأيته بأم عيني.. رأيت برجًا من زئيره انهدمْ !! وينادي على الحصان أقواهم هو مَن علمهم الحرب ورباهم هو الأقوى والمخضرمْ فيرد الحصان قائلا: أخاف على حافري إذ يتشرذمْ أخاف على جيادي لو اصطدمْ أخاف على سمعة صهيلي.. لو انهزم ! اتركني يا فيل.. أنعم بحشائش البرسيم وأشرب من ماء زمزمْ وينادي الحصان على الجمل فيلعن الجمل أخوته ويسب قدره وأقسمْ: لن أخرج للوحش مادام أخوتي خائفة من العدمْ ويدير ظهره لأخوته.. ويسب ويتجشمْ.. وينادي على الطاوس فوجده فَرِح بريشه يتحزمْ ينظر إلى المرآة.. يعجبه لونه.. يزين جناحه والمبسمْ فقال الطاوس: أتريدون التضحية بي ؟! أخرج لوحش كبير للبرج قد هشَّمْ ؟! حاقدون أنتم على جمالي ! حاسدون على وردي والميسمْ ! لن أضحي بعظمتي.. فأخاف على ريشي إذ يتحطمْ والثعلب وراء الباب يسمع فضَحِكَ.. وابْتَسَمْ.. ومازال الزئير يصنعه والعائلة في البيت ترتعش ظلت خائفة حتى لو زارهم الموت فخافت أن تخرج كي تتعالج من السقمْ ! هذا هو واقعنا العربي !! فنحن عائلة تخاف من الغرب تخاف من العدو.. تخاف من العدمْ ! **************