في كتاب اسمه ( الخديعة ) روي شقيق زعيم المافيا الأمريكية " تشاك جيانكانا " قصص مشاهير أمريكا وهوليوود الذين أرتبطوا بزعماء المافيا و بزعماء الدولة الأمريكية بشكل أو بآخر .. ومن هذه الشخصيات الممثلة الأمريكية الشهيرة وبطلة أفلام الإغراء " مارلين مونرو " التي ربطتها علاقة بالرئيس الأمريكي " جون كينيدي " ولكنه ملها وزهدها في النهاية مما وتر أعصابها وجعلها تصف نفسها بأنها ليست إلا ( قطعة لحم ) ودفعها في النهاية إلى الإنتحار أو القتل على يد رجال المافيا كما يقول الكتاب ! ولكن ماذا يعنينا نحن من هذه القصة ومن " مارلين مونرو " هذه وأمثالها ! في الحقيقة أن هذه القصة تصلح كمثال طيب للفتيات وتصلح لإستخلاص عديد من الدروس الهامة ؛ شديدة الأهمية منها ؛ والحقيقة الثانية أن هذه المرأة التي عاشت للرذيلة والكذب والتزييف طوال حياتها أجري الله الحق على لسانها في آخر حياتها ربما لأول وآخر مرة ! " مارلين مونرو " هذه كانت نجمة شهيرة .. رقصت وغنت وكشفت عن مفاتنها وفعلت كل ما يُفعل وما لا يُفعل من أجل الشهرة والثروة والنجومية ! وقد حظيت بثلاثتهم ولكنها فقدت شيئاً مهماً .. فقدت ذاتها وإحترامها لنفسها وإحترام الناس لها ! لقد عشق " مارلين مونرو " رجال العالم وذابوا في هواها وتمنوا نظرة واحدة منها .. ومنهم من كان لديه إستعداد للتخلي عن كل ما يملك نظير ساعة واحدة يقضيها معها أو نظرة واحدة من عينيها .. ولكن .. لكن في النهاية إن واحد من هؤلاء العاشقين لم يحبها هى .. لم يحب " مارلين " الإنسانة ولم تكن تعنيه في شيء .. فهي في نظر الجميع ليست إلا ساقين وصدراً وردفين وجسد لدن .. ليست إلا قطعة لحم كما وصفت هى نفسها .. وأشك أن أحد حزن على موتها بصدق .. الكل حزن على الجسد اللدن الذي طواه التراب وعلى لحظات المتعة التي أفلتت من بين يديه .. الكل حزن على ما تحتويه ثيابها .. ولكن ما هو بعيد عن هذا الجسد فلم يكن يساوي مليماً عند واحد من عشاقها وكذلك كل من ترضي أن تعرض نفسها للبيع .. وكذلك كل من تضع نفسها للتصرف العام أو على المشاع .. ليس شيء أرخص ولا أحقر من المرأة التي ترضي أن تكون مجرد جسد في الحقيقة إنها تنزل بذلك ليس عن مستوي البشر فقط .. بل حتى عن مستوي الحيوان نفسه ! المرأة أو الفتاة إنسان كامل خلقه الله وسواه وكرمه كما كرم سائر بني " آدم " وأعطاها العقل وأعطاها المواهب وأعطاها المفاتن لكي تجذب بها وتسعد من سيكون شريكاً لها بالحلال طوال العمر هذا هو النظام الأمثل والأفضل والأحفظ لكرامة المرأة .. وأى إنحراف قيد أنملة عن هذا النمط السوي تجد إن المرأة تكون هى أول ضحية له .. طبعاً الكثيرون قد يظنون أن هذا الكلام من قبيل الوعظ الفارغ أو إدعاء الفضيلة أو الدعوة لقضية معينة .. لكن لا والله إنها كلمة صادقة أقولها وأجري على الله .. وقد رأيت وسمعت وقرأت العشرات من القصص التي توجع القلب عن فتيات وقعن ضحية الظن أن التبرج والسفور والتنازل هو وسيلة الحظوة والثروة والفوز في هذه الدنيا أول شيء أريد من أى فتاة أو سيدة أن تعرفه إن الإنسان لا ينال في هذه الدنيا شيء إلا فقد شيئاً في مقابله .. وهذا من قبيل العدل الإلهي لكي لا ينال أحد كل شيء وقد سري هذا القانون الإلهي الحكيم على الجميع وأولهم الأنبياء والرسل والصالحين .. فرسل الله ؛ صلوات الله عليهم جميعاً ؛ نجد في قصصهم الكثير من العذاب والمواجع وفقد الأبناء أو الأحباء أو المعاناة بمختلف أشكالها لذلك على كل إنسان يريد أن يصل لهدف معين أن يعرف أن هدفه هذا سوف يترتب على وصوله له فقدان أو خسران شيء معين ؛ مهما كانت قيمته ؛ والسؤال الأهم هو هل ما سأكسبه يوازي ما سأخسره في مقابله ؟! إذا قررت الأم الخروج إلى العمل فيجب عليها أن تسأل نفسها أولاً : هل لديها القدرة على رعاية بيتها وأطفالها رعاية حسنة مع خروجها للعمل .. فإذا وجدت أنها تستطيع فلتفعل .. وإلا فلتحدد أيهما الأهم بيتها وزوجها أم عملها .. هذا إذا كان عملها هذا بالطبع من النوع الذي يتطلب تفرغ وجهد جهيد سيؤثر بالسلب الشديد على بيتها ! نفس الوضع بالنسبة للمرأة عندما تنطلق لتحقق أهدافها في هذه الحياة .. يجب عليها أن تسأل نفسها : ما هو الهدف الذي تريد تحقيقه بالتحديد .. وكيف ستحققه .. وما هى الأشياء التي بوسعها التنازل عنها للوصول إلي هدفها هذا .. وأخيراً هل يستحق الهدف المنشود العناء والتعب والمشقة من أجل الوصول إليه ! إن الرجل الذي يقطع ألف ميل من أجل يشتري علبة سجائر هو رجل أحمق .. والمرأة التي تعتقد أن تعريها وتبرجها سيوصلها إلى أهدافها هى إمرأة بلهاء ! فالتعري والتبرج لن يحقق للمرأة إلا إنها ستكون هدفاً وصيداً ثميناً لكل الصائدين والخبثاء ومعدومي الضمير التعري والتبرج ليس إلا تعبيراً عن رخص المرأة في نظر نفسها وإعتبارها لنفسها إنها ليست إلا قطعة لحم .. العجيب أن النساء يرفضن أن يعاملهن الرجال كمجرد أجساد بلا عقول .. ثم يقمن بأنفسهن بالتأكيد على هذه النظرة ! فتجد المرأة أو الفتاة تخرج إلى عملها صباحاً .. لكن ليس قبل أن تلطخ خلقتها بنصف طن من الأحمر والأبيض والأخضر .. ثم تلوم الرجل إذا غازلها أو تعرض لها ! الحقيقة إنك يا عزيزتي من أعطيتيه الفرصة وعزمتيه على نفسك ! فلو كنت ترتدين ملابس محتشمة وتتأنقين بإعتدال دون ألوان صارخة أو ملابس لافتة للنظر فلن يقترب منك أحد ! قد يأتي قائل ويقول : هذه الكاتبة كذابة .. فنحن نري فتيات محجبات بل ومنقبات يتم التحرش بهن .. وأنا أقول إن هذا صحيح.. ولكن هذا أيضاً إستثناء وشيء قليل .. والأغلب هو التحرش بذوات البنطلونات الضيقة والتنورات القصيرة والماكياج الصارخ .. لماذا ؟! لأن الرجال يشعرون أن الفتاة أو المرأة التي تخرج بهذا الشكل هى فتاة مستهترة أو متساهلة يسهل التعامل معها .. أو يشعرون بلغة أسهل بأنها ( صيدة سهلة ) وتلك النظرة يشترك فيها الرجال من أقلهم مركز ومكانة حتى أكثرهم ثقافة وعلماً ! وها أنا أقولها على الملأ : أى رجل يدعي أن تبرج المرأة وملابسها المثيرة ومساحيقها لا تؤثر على نظرته لها هو كذاب كذاب كذاب ! لا يوجد رجل يري إمرأة ترتدي ثياباً خارجة إلا وطمع فيها وأحس أنها سهلة ورخيصة ! كل الرجال كذلك .. كلهم .. جربي أن تبتسمي لزميلك في العمل مرة على مرة .. ستجدي أنه بعد فترة تزيد جراءته في التعامل معك .. جربي أن ترتدي ثياب خارجة وتلطخي خلقتك بالمساحيق الصارخة .. ستجدي أن كل الرجال سيطمعون فيك .. وأولهم مدعي الثقافة والتحرر وحرية المرأة !! لذلك أمرنا الإسلام بالإحتشام .. لأنه يراك إنسان من مخلوقات الله المكرمة وليس قطعة لحم .. ولأنك لست قطعة لحم فأنت تحتشمي وتلتزمي بالزي الذي لا يخالف شريعة الإسلام ولا تفرطي في زينتك ولا تتبرجي .. ساعتها ستجدي أن الجميع سيتعاملون معك على أنك إنسانة .. موظفة أو طبيبة أو مدرسة أو أى شيء .. ولن يعاملك أحد على أنك قطعة لحم أبداً .. قطعة اللحم تباع وتشتري ولها ثمن محدد .. أما الإنسان فهو كائن عاقل حر مكرم عند الله وعند الناس وليس له ثمن لأنه ليس سلعة .. المرأة التي تعرض نفسها بفجور على الناس ليست إلا سلعة .. مهما غلا ثمنها فهي رخيصة .. ومهما كثر من يطلبون ودها فهى ، في عيونهم ، مثلها مثل الكرسي أو المنضدة أو السيارة .. سلعة قابلة للبيع ، قابلة للشراء ، قابلة للمقايضة.. وإلا فلماذا يصر من يدعون التحضر على أن أناقة الرجل في البذلة الكاملة أما أناقة المرأة ففي العري والملابس المثيرة الكاشفة ؟! لأنهم في الحقيقة لا يرون فيها إلا سلعة .. قطعة لحم يجب أن تُعرض على الزبائن والمشترين والزوار .. ومن حق الرجل ، الزبون ، أن يعاين السلعة ويري كل ما فيها ويقلبها إذا شاء ! آمال هو هيشتري سمك في ميه ؟! لذلك يطنطن مدعو التحضر والرقي والعصرية حول حرية المرأة .. والمصيبة أنهم يعتبرون تعريها وتبرجها هو أول مظاهر الحرية والتقدم والمدنية .. بينما كل هذه في الحقيقة هى مظاهر العبودية ! فالمرأة التي تخرج إلى الشارع بثياب أو بزينة خارجة لا تفرق في شيء عن الجواري اللائي كن يُعرضن في أسواق الرقيق ويقوم النخاسون بتزينهن وإلباسهن الثياب المبهرجة وعرضهن على المشترين كما تُعرض البهائم وكما تُعرض السلع والبضائع لا تكوني سلعة تُباع وتشتري .. لا تكونى قطعة متاع أو قطعة أثاث .. لا تدعي الرجل يخدعك ويوهمك أن تعريك وتبرجك هو دليل حريتك وتحضرك .. لا والله يكذبون عليكي .. يكذبون عليكي .. إنما هم ذئاب خاطفة وسفلة يريدون منك أن تكوني رخيصة مبتذلة لينالوا منك مشتهاهم في كل وقت وفي كل مكان .. يردون منك أن تتبرجي اليوم .. وغداً ترتدي الملابس الضيقة والمثيرة والقصيرة .. وبعد غداً تتعرين وتكشفين عن مفاتنك لتكوني جاريتهم المجانية التي يحصلون عليها دون دفع ثمن ! يريدونك متاحة لهم في كل وقت بلا زواج ولا علاقة مشروعة ولا حقوق لك عليهم يريدونك قطعة لحم سائغة يمضغونها متى شاءوا .. ويلفظونها عندما يملونها ويشبعون منها الرجل الذي يحب إمرأة .. الرجل الذي يحب إمرأة ويحترمها لا ينظر إليها إلا على أنها زوجة المستقبل .. وأى شيء خلاف ذلك هو كذب وتلون وخداع حرباوات .. أى شيء خلاف ذلك هو تحقير لك وإزدراء لإنسانيتك ولكرامتك وإنتقاص من التكريم الذي من الله عليك وعلى جنس البشر به أى شيء خلاف ذلك يكون مهانة لك ومرارة وعواقب وخيمة ستتحملين وحدك مرارتها وآلامها وعذابها وعندك " مارلين مونرو " عاشت ما عاشت ، وتمتعت وأمتعت ملىء أيامها ولياليها .. ولكن لأنها سلعة .. لأنها مجرد قطعة لحم ماتت وحيدة عارية وسط الظلام ، مقتولة أو منتحرة ، كالكلب المنبوذ بدون أن تجد جوارها أحداً يحبها بصدق ، أو يخاف عليها بصدق وليس هناك بواكي لها ولا لأمثالها .. فقطع اللحم ليس أكثر ولا أرخص منها في هذا الزمان ! kassasmanal.blogspot.com