لماذا نكتب ، سؤال مسكون بالسؤال وكل سؤال مسكون بالسؤال سؤال حي ؟ هل نكتب من اجل أن نبيع ما نكتب للناشر حتى يسدد ديونه ؟ هل نكتب لأن الكتابة هي الشكل الأمثل في التعبير عن أفكارنا ؟ هل نكتب من اجل أن تتجلى أفكارنا في مقالات تعبر عن الواقع ، وتلامس ما يمكن أن نتصور من خلال أداة تدعى اللغة ، واللغة كمفردات وان لم تبطن بالفكر والتصور الذاتي كمحطة للتجربة الإنسانية تعبر عن حساسية الكاتب في إدراك أسرار النفس البشرية سوف تكون اضعف من التعبير عن الواقع أو إسقاطاتها على المجتمع ؟ هل نكتب كرد جميل لكل شهيد وشهيدة استشهدوا نيابة عنا ، ولكل جريح و جريحة جرحوا نيابة عنا ، ولكل اسبر وأسيرة اسروا نيابة عنا وأحرجونا من حالة اليأس والبؤس وجعلوا لحياتنا معنى هل نكتب للأرامل والثكالا والأيتام الذين يدفعون ضريبة الدم نيابة عنا . هل نكتب لأننا لا نجيد فعل أي شيء آخر ؟ هل نكتب لنلسن وليس لنطبق ؟ لكن في البداية ، وفي الأصل والنهاية ، يمكن القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أو العنصرية ، أنه لا يوجد في كل من يكتبون ألان كاتب واحد يستطيع أن يدعي انه الخوارزمي ، ويمكن ان يجسد كل ما يكتب في لوغاريتمات . ولا يوجد في كل من يكتبون ألان كاتب واحد يستطيع أن يدعي انه مايكل انجلو ، ويمكن إن يلون أفكاره بالفرشاة على جداريات العالم . ولا يوجد في كل من يكتبون ألان رجل قانون واحد يستطيع ان يدعي انه بابنيان ( اميليوس بابنيوس ) الحقوقي الكنعاني السوري شهيد العدالة الذي قال للإمبراطور كركلا الذي قتل أخيه الإمبراطور غيتا أن القتل أهون من تسويغ القتل ، ودفع حياته ثمنا لذلك . ولا يوجد في كل من يكتبون ألان فيلسوف واحد يستطيع أن يدعي انه سقراط الذي كان يقول أن التربية الخلقية أهم للإنسان من خبزه وثوبه . ولا يوجد في كل من يكتبون ألان كاتب واحد يمكن أن يقول للحاكم ما قاله الملك ملكشاه لوزيره العادل الحكيم نظام الملك ، قد رددت الأمور كلها كبيرها وصغيرها إليك فأنت الوالد ، وقد كانت هذه العلاقة بين الملك والوزير سبب ازدهار الدولة السلجوقية وبلوغها ذروة المجد . ولا بوجد في كل من يكتبون ألان عمر الخيام الذي قال إن لم يكن حظ الفتى في دهره إلا الردى ومرارة العيش الردي سعد الذي لم يحى فيه لحظة حقا واسعد منه من لم يولد . ولا يوجد في كل من يكتبون ألان كاتب واحد يكتب وهو يعرف أن الكتابة الموضوعية قد تؤدي بالكاتب إلي السجن أو القتل أو الموت بالجوع أو الموت بالبرد . لكن الشهداء وحدهم هم وحدهم نسيج وحدهم وبين البشر لا يحسبون ، ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين يعيشون أعمارا بعد أعمارهم ، ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين استشهدوا من اجل أن يهزموا الموت ، ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين كتبوا بالدم حتى يعيدوا تلوين خارطة الوطن في داخلنا ، ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين استشهدوا حتى يحيا الوطن ، ويحرسون الوطن حتى بعد رحيل أجسادهم . ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين كتبوا بدمائهم على صفحة الوطن حتى نتعلم معنى الكتابة بالدم ، لأن الكتابة بالدم هي الحياة ، وهي فن الحياة الذي يعلمنا أن في داخلنا مشاعر وطنية وإنسانية وقدرات وإمكانيات وطاقات غير عادية إذا أعطيناها الفرصة ان تكتب على صفحة الوطن بالدم سوف تغير حركة التاريخ ومسار التاريخ . ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين استشهدوا حتى نتعلم ان طريق الثورة طريق مفروشة بالدم ، ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين استشهدوا حتى نتعلم ان حركة التاريخ لا تسير من تلقاء نفسها ولكنها تحتاج إلى طاقة ، والطاقة هي قوة الشباب . وألان وبعد ان وصلت إلى ما وصلت ، كيف يمكن أن أكتب عن الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان ( أبو محمد ) ، كيف يمكن أن يكتب إنسان عن إنسان استطاع ان يهزم رعب الموت ، وكيف يمكن ان يكتب إنسان عن إنسان هزم الخوف من الرصاص ، أي روح قدسية تلك التي كان يمتلكها الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان ، أي نفس زكية تلك التي كان يمتلكها الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان في لحظة مواجهة الموت وجها لوجه ، أي بطولة هذه التي تعجز الكتابة عن وصفها ، أي كلمات يمكن ان توازي وتزن بطولة الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان ، وهل يبقى للكلمات من معنى أمام هذه الروح القدسية ، وهذه النفس الزكية ، وهذه الإرادة القوية ، وهل يبقى للكلمات شيئا أمام زفاف الشهيد في موكب زفاف ملكي تختلط فيه الدموع بالزغاريد ، وهل يبقى للكلمات من معنى أمام ابتسامة الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان التي كانت تلخص كل ما يمكن ان تقوله الكلمات في موكب الوداع . لقد كان الشهيد القائد إسماعيل احمد احمد درويش مصطفى خليل حجازي الشهير بالشيخ إسماعيل أبو القمصان قائد صقور فتح في غزة ، وعندما استشهد القائد عماد عقل في 24 تشرين الثاني 1993 قال الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان كلنا عماد ، لقد طلقنا الخوف ثلاث ، والقسم ان نثار للشهيد القائد عماد . وكان الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان قد تعرف على الشهيد القائد عماد عقل في سجن النقب ، لقد كان الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان إنسان في وحدة متماسكة ، وكثرة تتفاعل في واحدة ، لأنه كان يرى ان لا وجود لأي إنسان يحيا على شكل مستقل عن المجتمع ، ولأن الإنسان لا يتمثل في فرديته ، ولكنه يتمثل في مجتمعه وإنسانيته ، لأنه عضو في كيانه الاجتماعي ، وعضو في كيانه الإنساني ، لأن اجتماعية الإنسان لا تنتج عن فردية الإنسان ، ولكنها تنتج عن عضوية الإنسان في كيانه الاجتماعي ، ولأن إنسانية الإنسان لا تنتج عن فردية الإنسان ، ولكنها تنتج عن عضوية الإنسان في كيانه الإنساني ، لأن قانون الوجود يقتضي الكثرة في واحد . لذلك كان الشيخ إسماعيل كثرة تتفاعل في واحد ، ولذلك يمكن القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أو التعصب أن الشيخ إسماعيل كان إنسانا ممتلئ إنسانية ، وفلسطينيا ممتلئ وطنية ، وعربيا يمتلك منسوب وعي كامل في مفهوم العروبة ، ومسلما يمتلك منسوب وعي كامل في مفهوم الإسلام . وهكذا يمكن القول ان الشيخ إسماعيل أبو القمصان كان روح ملهمة ورأس مفكر ويد ضاربة ، ولذلك خطط وقاد العديد من العمليات العسكرية ضد المستوطنات الصهيونية التي كانت تقوم على ارض مسروقة من الشعب الفلسطيني في ايلي سيناي واسديروت ودوغيت ونيسانيت ونيتساريم وكفارداروم ، ومركز شرطة مخيم جباليا بإشراف عماد عقل قائد كتائب القسام ، وبوابة المجلس التشريعي ، والتصدي للاقتحامات الصهيونية في قطاع غزة ، وقصف المواقع العسكرية الصهيونية والمستوطنات الصهيونية لقذائف الانيرجا والهاون ، والاشتراك من موقع القيادة الميدانية في كل الانتفاضات الفلسطينية ، وإقامة مصنع للسلاح وتصنيع قنابل الانيرجا والعبوات الناسفة ، ولكن السلطة وخاصة جهاز الأمن الوقائي وبتعليمات من العدو الصهيوني هاجمت المصنع وصادرت جميع محتوياته ، وعندما اعتقل الشيخ إسماعيل من منزله في مخيم جباليا صادر الأمن الوقائي سلاحه الخاص وهو عبارة عن باروده ام 16 مطورة ، وهي سلاح الجندي الصهيوني ايلان سعدون الذي اختطفته مجموعة من كتائب القسام في عام 1989 ، وكان القائد إسماعيل أبو القمصان قد اشتراها من المجاهد القسامي عبد ربه أبو خوصة . وقد كان حلمه رحمه الله هو تدمير أسطورة الدبة العمياء ، الدبابة الصهيونية الميركافاه وتحويل هذه الدبابات إلى قبور متحركة ، وقد جهز فعلا عبوة ناسفة لذلك ، إلا ان شرف الشهادة على شرف فلسطين كان قد سبق ، ولكن حلم القائد الشهيد كان قد تحقق في استخدام عبوته الناسفة في تدمير هذه الدبة العمياء دبابات الميركافاه وتحويلها إلى قبور متحرك . وكان حلمه أيضا ان يرى أن الوحدة الوطنية الفلسطينية قد تحققت ، وأن يرى الفصائل وقد غادرت عقلية كل ما هو في خارجها انحراف في التفكير وسوء في التقدير ، وأن لا يكرر التاريخ أشخاصه ومأساته ، وان لا يصبغ المثقفون وجوههم بالألوان الفصائلية ، وأن يكون الإنسان الفلسطيني نفسه هو نفسه سبب وجوده ، وأن لا يكون الإنسان نفسه هو نفسه مجرد شيء يقيم في جسده ، وان يسحب الشعب الفلسطيني الاعتراف بحق الكيان الصهيوني في الوجود على 78 % من ارض فلسطين ، وإلغاء اتفاقية أوسلو وكل ما تفرع منها وخاصة التنسيق الأمني واتفاقية باريس واتفاقية المعابر ، وان يرى قيادة فلسطينية واحدة ، ومجلس حربي فلسطيني واحد ، وغرفة عمليات فلسطينية واحدة ، وبرنامج سياسي فلسطيني واحد ، وثورة تصاعدية ، لأن ما أخذ بالدم والحديد والنار لا يمكن ان يرجع إلا بالدم والحديد والنار . ولذلك كان موقفه الاستراتيجي المبدئي عندما شارك في تأسيس لجان المقاومة الشعبية ( حركة المقاومة الشعبية ) وجناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين ( كتائب الناصر صلاح الدين ) مع رفاقه القادة جمال أبو ستمهدانه وياسر زنون وأبو عبير عبد العال وأبو يوسف القوقا في 28 أيلول 2000 مع انطلاقة الشرارة الأولى للانتفاضة الثانية ، ان الألوية ( الحركة ) إطار شعبي كفاحي ينطلق من فلسطين إلى فلسطين ، وان فلسطين كل وكل ما هو كل للكل ولا يجوز لأي جزء ان يقرر نيابة عن الكل ، وأن الشعب الفلسطيني شعب واحد لا يتجزأ في الداخل والخارج ، وان المقاومة بكل أشكالها بلا سقف أو حدود هي الخيار الاستراتيجي ، ومن يشكك في المقاومة يشكك في حقه في فلسطين . وقدم ترجم القائد الشهيد موقفه ذلك في التنسيق مع كتائب القسام في قصف المستوطنات الصهيونية في غلاف غزة ، وقد تطور هذا التعاون في عملية شاليط في 25 حزيران 2006 وهي عملية من أكثر العمليات تعقيدا حيث استهدفت العملية قوة صهيونية مدرعة من لواء جفعاتي قي موقع كرم أبو سالم ، حيث نجح الفدائيون في التسلل عبر نفق ارضي ، وانتهى الهجوم بقتل جنديين صهيونيين وجرح حمسه آخرين وأسر الجندي شاليط ونقله إلى غزة . وهكذا كان الشهيد القائد إسماعيل وكل شهداء فلسطين يكتبون مسيرة الحرية والعودة بالدم ، رحم الله القائد الشهيد الذي كان يرتفع فوق الجزئيات الصغيرة من اجل الوطن وحرية الوطن والمواطن . ولم يتحدث حتى ولو مرة واحدة عن نفسه وعن أسره واعتقاله ثلاث مرات في سجون العدو الصهيوني ، وعن إصابته في مواجهة مع جيش الاحتلال في الانتفاضة الأولى ، وبالذات في يوم استشهاد القائد الوطني الفلسطيني خليل الوزير نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية في 16 نيسان 1988 ، وعن بيع مصاغ زوجته ليشترى السلاح ، وعن طرده من وظيفته واعتقاله في سجون السلطة ، وهكذا كان الشيخ إسماعيل حبيس السلطتين الصهيونية والفلسطينية ، وطريد السلطتين الصهيونية والفلسطينية . ولكن الشيخ القائد إسماعيل كان اكبر من السجن والسجان ، واكبر من المطاردة والمطاردين ، واكبر من الرتبة والراتب . لأنه كان إنسان ممتلئ إنسانية ، ومواطن ممتلئ وطنية ، وقائد يصنع أفكاره في عقله وليس في بطنه ، ولذلك كان يؤمن ان قضية فلسطين في الأصل والنهاية هي قضية وطنية في الهوية ، ولكنها فضية عربية إسلامية عالمية في الماهية ، وأن هكذا قضية لا يمكن حلها إلا بتصفية احد الطرفين وجود وجذورا في فلسطين ، ومن هنا كانت الإستراتيجية تقتضي تثوير الضفة الفلسطينية الخزان البشري الأكبر في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ، وتثوير الداخل الفلسطيني في الجليل والساحل والمثلث والنقب ، وهكذا يمكن فتح ست جبهات ضد العدو الصهيوني في مسرح عسكري ليس له أي عمق استراتيجي ، وهكذا يمكن ان تبدأ المقاومة الشعبية ( اللاعنف ) الذي يجب ان يتطور إلى الكفاح المسلح ، واللاعنف سلاح الأقوياء ومنهج الأنبياء ، وأداة قوة وإستراتيجية للتحرر ، وفعل يستند إلى المبادئ ، وكثيرا ما كان اللاعنف يلعب الدور الحاسم في التحريض على حشد الدعم المعنوي والسياسي لتغيير الأوضاع الاجتماعية والسياسية ، وهذا يعني أن شروط نجاح المقاومة السلبية ( اللاعنف ) هي مشاركة الشعب كله ، والتحلي بالشجاعة والإصرار والإرادة ، وعدم الخوف وفلسفة اللاعنف تقوم على قاعدة لا عنف لا خوف ، ووجود القيادة في مقدمة الشعب ميدانيا ، ووجود إستراتيجية ذات أهداف قابلة للتحقيق ، ووجود حركة تؤمن بذلك وتتكيف مع التغيرات ، وذلك بالإضافة إلى استخدام اللاعنف كفن من فنون القوة ، وكنشاط يقود إلى العدالة والسلام ، وكإستراتيجية مصممة للاستعمال ضد خصم عنيف يمارس العنف ولا يعترف بوجود الطرف الأخر وحقوقه ، وقديما قال المتنبي الظلم من شيم النفوس فإن وجدت ذا عفة فلعله لا يظلم ، ومن أسلحة اللاعنف الاحتجاج والتدخل اللاعنفي ، والإضرابات والعصيان المدني ، والإعلام وعدم التعاون مع العدو على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية ، ولكن المقاومة الشعبية مراتب والكفاح المسلح أرقى هذه المراتب ، لأن المقاومة الشعبية تفتح الباب واسعا أمام مشاركة كل الشعب كبارا وصغارا ورجالا ونساء ، ومن كل المستويات الاجتماعية والثقافية ، وفي كل الساحات في فلسطين وفي خارج فلسطين ، وأمام العرب والمسلمين والمسيحيين وأحرار العالم ، وتفتح الباب واسعا أمام مشاركة كل الشعب على نحو تتولد فيه شيئا فشيئا حالة مجتمع المقاومة ، وهي الحالة الوحيدة التي تنتصر فيها المقاومة المسلحة على العدو ، لأنها ببساطة الحالة التي توفر الحاضنة الشعبية للمقاومة المسلحة . ولذلك قرر الشيخ القائد إسماعيل ان يذهب إلى الضفة الفلسطينية مع وفيقيه الشهيد محمد صلاح والشهيد على مهنا لترتيب عمل المقاومة الشعبية ، ولكن وما ان دخل الفرسان الثلاثة بعد صلاة المغرب من يوم الأحد 30 كانون أول 2001 إلى الاراضى الفلسطينيةالمحتلة في عام 1948 ، وكل فارس منهم كان يحمل سلاحه ويتزنر بحزام ناسف حتى فوجئوا بإطلاق النار والطلب منهم بتسليم أنفسهم ، ولكن الفرسان الثلاثة ردوا على النار بالنار ، ودارت معركة غير متكافئة في العدد و العدة والعتاد ، وقد أسفرت المعركة عن قتل أربعة جنود صهاينة واستشهاد الفرسان الثلاثة ، واهتزت الأراضي الفلسطينيةالمحتلة على هكذا جريمة لم تكن الأيادي السوداء بعيدة عن نسج خيوطها مع الكيان الصهيوني . وهكذا سطر الفرسان الثلاثة ملحمة الدم والبطولة ، ولكن الرسالة كانت اكبر من كل معنى . رسالة إلى الضمير الفلسطيني والعربي والإنساني ، رسالة الدم ، رسالة تقرر حقيقة ان لا تعادل في اللاتعادل ، لا تعادل بين من يكتب بدم القلب ومن يكتب بحبر السلطة ، لا تعادل بين من يصنع أفكاره في عقله ومن يصنع أفكاره في بطنه ، لا تعادل بين من ضرب ومن هرب ، لا تعادل ببن الولاء الوظيفي بدافع الرفاهية والحاجة والولاء الوطني ، لا تعادل بين من يرفع الراية الوطنية التي تعبر عن الهوية الجماعية للشعب الفلسطيني ومن يرفع راية الفصيل ، لأن غياب الراية الوطنية يعني غياب الوطنية ، والراية الفصائلية تعني الانفصال عن الوطن ، هكذا كان يفكر القائد الشهيد إسماعيل أبو القمصان ، ولذلك كان يرى ان الجنسية رابطة بين الأفراد والسلطة ، ولكن الهوية رابطة بين الشعب والأرض ، ولذلك كان يرى ان الانتماء يجب ان يكون للشعب قبل القيادات ، وللأرض قبل الفصيل والسلطة . رحم الله القائد الشهيد إسماعيل أبو القمصان ورفيقيه القائدين الشهيدين محمد صلاح وعلى مهنا وكل شهداء فلسطين والعزاء أنهم في ضيافة الرحمن . ورحم الله الشهيدين القائدين الشقيقين للقائد الشهيد إسماعيل أبو القمصان الشهيد القائد فايق أبو القمصان ( أبو ثائر ) قائد كتائب الناصر صلاح الدين في شمال قطاع غزة عضو المجلس العسكري لكتائب الناصر صلاح الدين في فطاغ غزة ، والشهيد القائد يوسف أبو القمصان القائد الميداني في كتائب عز الدين القسام ، وابن أخيه الشهيد فايز فايق أبو القمصان وابن أخته الشهيد إيهاب عدنان ابو القمصان . والعزاء كل العزاء للسيدة الماجدة ام الشهداء ، سيدة خنساوات فلسطين ام القائد الشهيد فايق أبو القمصان التي قدمت ثلاثة من الابباء وحفيدين . إلام التي لا تعرف الخوف ، ألام التي صنعت من قسوة الظروف نجاحات وقدمت أبناء وأحفاد شهداء يفخر بهم الوطن ، لأنها نور الفجر ومصباح الحياة ووهج الحب ورمز الحنان والعطاء ، ندعو الله في علاه ان يلبسها ناج المجد وثوب العافية .