فوز طلاب فنون جميلة حلوان بالمركز الأول في مسابقة دولية مع جامعة ممفيس الأمريكية    أمين "حماة الوطن" يكشف عن استعدادات الحزب لانتخابات "الشيوخ"    رئيس النواب يفتتح الجلسة العامة لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة    وصل ل 4900 جنيه.. سعر الذهب اليوم في مصر يرتفع بمنتصف تعاملات الأحد    أسعار البيض اليوم الأحد بالأسواق (موقع رسمي)    رئيس "اقتصادية النواب" يستعرض مشروع قانون ملكية الدولة    مجلس النواب يوافق على مشروع قانون تنظيم ملكية الدولة في الشركات    عاجل- السيسي يناقش مع مؤسسة التمويل الدولية دعم القطاع الخاص في ظل الأزمات الإقليمية    دمار هائل جنوب تل أبيب.. آثار القصف الإيراني على إسرائيل |فيديو وصور    طهران تؤكد استمرار الهجمات على إسرائيل وتصفها ب"الرد المشروع"    قتل نائبة وأصاب ثانيا.. مسلح يستهدف نواب أمريكا وقائمة اغتيالات تثير المخاوف    تدخل عاجل ل إمام عاشور بعد إصابته وخروجه من المونديال    محمد صلاح يحتفل بعيد ميلاده ال33 ب "تورتة صغيرة"    "برغوث بلا أنياب".. ميسي يفشل في فك عقدة الأهلي.. ما القصة؟    خطوط مميزة وهمية.. سقوط تشكيل عصابي للنصب على المواطنين في القاهرة    الداخلية تضبط 6 ملايين جنيه من تجار العملة    ماذا قالت إيمي سمير غانم عن أغنية "الحب وبس" ل فضل شاكر    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    المؤتمر السنوي لمعهد البحوث الطبية يناقش الحد من تزايد الولادة القيصرية    لأول مرة عالميًا.. استخدام تقنية جديدة للكشف عن فقر الدم المنجلي بطب القاهرة    ضبط 59804 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة في حملات مكثفة على الطرق والمحاور    إيران تتهم أمريكا بالتورط في هجوم إسرائيل.. وتتوعد بالرد    إقبال كثيف على فعاليات مكتبة مصر العامة بالدقي خلال الأيام الماضية    حميد الشاعري يعود.. طرح برومو أغنيته المنتظرة «ده بجد ولا بيتهيألي»    «الزناتي» يفتتح أول دورة تدريبية في الأمن السيبراني للمعلمين    جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعى بكليات الجامعة ومعاهدها    ضبط أكثر من 5 أطنان دقيق في حملات ضد التلاعب بأسعار الخبز    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    تحرير 146 مخالفة للمحلات لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    ارتفاع سعر الدولار اليوم الأحد 15-6-2025 إلى 50.81 جنيه أمام الجنيه المصرى    استمرار القصف المتبادل.. ارتفاع عدد قتلى إسرائيل في اليوم الثالث للتصعيد مع إيران    البابا تواضروس يترأس قداس الأحد في العلمين    الأنبا إيلاريون أسقفا لإيبارشية البحيرة وتوابعها    السجن المشدد 7 سنوات لمتهم بتعاطى المخدرات في قنا    ضبط تشكيل عصابي تخصص في النصب على المواطنين بزعم توفير خطوط محمول مميزة بالقاهرة    اتحاد نقابات المهن الطبية: اليوم صرف معاشات يونيو 2025.. وندرس زيادتها    فيلم سيكو سيكو يحقق أكثر من ربع مليون جنيه إيرادات ليلة أمس    معهد وايزمان جنوب تل أبيب: تضرر عدد من منشآتنا جراء قصف إيرانى ليلة أمس    «أمي منعتني من الشارع وجابتلي أول جيتار».. هاني عادل يستعيد ذكريات الطفولة    بعد جهود استمرت 5 سنوات متحف سيد درويش بالإسكندرية ميلاد جديد لفنان الشعب    «فين بن شرقي؟».. شوبير يثير الجدل بشأن غياب نجم الأهلي أمام إنتر ميامي    اعتماد النظام الأساسى لاتحاد شركات التأمين المصرية    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد الجديدتين والساحل الشمالي    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    أشرف داري: الحظ حرمنا من الفوز على إنتر ميامي    محافظ أسيوط يفتتح وحدتي فصل مشتقات الدم والأشعة المقطعية بمستشفى الإيمان العام    توافد طلاب الدقهلية لدخول اللجان وانطلاق ماراثون الثانوية العامة.. فيديو    حظك اليوم الأحد 15 يونيو وتوقعات الأبراج    وكيل الأزهر يشكِّل لجنة عاجلة لفحص شكاوى طلاب العلمي من امتحان الفيزياء    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    مجدي الجلاد: الدولة المصرية واجهت كل الاختبارات والتحديات الكبيرة بحكمة شديدة    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    كأس العالم للأندية 2025.. العجيزي يحذر لاعبي الأهلي قبل مواجهة إنتر ميامي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اسماعيل أبو القمصان الاسم الحركي للتاريخ والثورة
نشر في شباب مصر يوم 04 - 01 - 2018

لماذا نكتب ، سؤال مسكون بالسؤال وكل سؤال مسكون بالسؤال سؤال حي ؟
هل نكتب من اجل أن نبيع ما نكتب للناشر حتى يسدد ديونه ؟
هل نكتب لأن الكتابة هي الشكل الأمثل في التعبير عن أفكارنا ؟
هل نكتب من اجل أن تتجلى أفكارنا في مقالات تعبر عن الواقع ، وتلامس ما يمكن أن نتصور من خلال أداة تدعى اللغة ، واللغة كمفردات وان لم تبطن بالفكر والتصور الذاتي كمحطة للتجربة الإنسانية تعبر عن حساسية الكاتب في إدراك أسرار النفس البشرية سوف تكون اضعف من التعبير عن الواقع أو إسقاطاتها على المجتمع ؟
هل نكتب كرد جميل لكل شهيد وشهيدة استشهدوا نيابة عنا ، ولكل جريح و جريحة جرحوا نيابة عنا ، ولكل اسبر وأسيرة اسروا نيابة عنا وأحرجونا من حالة اليأس والبؤس وجعلوا لحياتنا معنى
هل نكتب للأرامل والثكالا والأيتام الذين يدفعون ضريبة الدم نيابة عنا .
هل نكتب لأننا لا نجيد فعل أي شيء آخر ؟
هل نكتب لنلسن وليس لنطبق ؟
لكن في البداية ، وفي الأصل والنهاية ، يمكن القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أو العنصرية ، أنه لا يوجد في كل من يكتبون ألان كاتب واحد يستطيع أن يدعي انه الخوارزمي ، ويمكن ان يجسد كل ما يكتب في لوغاريتمات . ولا يوجد في كل من يكتبون ألان كاتب واحد يستطيع أن يدعي انه مايكل انجلو ، ويمكن إن يلون أفكاره بالفرشاة على جداريات العالم . ولا يوجد في كل من يكتبون ألان رجل قانون واحد يستطيع ان يدعي انه بابنيان ( اميليوس بابنيوس ) الحقوقي الكنعاني السوري شهيد العدالة الذي قال للإمبراطور كركلا الذي قتل أخيه الإمبراطور غيتا أن القتل أهون من تسويغ القتل ، ودفع حياته ثمنا لذلك . ولا يوجد في كل من يكتبون ألان فيلسوف واحد يستطيع أن يدعي انه سقراط الذي كان يقول أن التربية الخلقية أهم للإنسان من خبزه وثوبه . ولا يوجد في كل من يكتبون ألان كاتب واحد يمكن أن يقول للحاكم ما قاله الملك ملكشاه لوزيره العادل الحكيم نظام الملك ، قد رددت الأمور كلها كبيرها وصغيرها إليك فأنت الوالد ، وقد كانت هذه العلاقة بين الملك والوزير سبب ازدهار الدولة السلجوقية وبلوغها ذروة المجد . ولا بوجد في كل من يكتبون ألان عمر الخيام الذي قال
إن لم يكن حظ الفتى في دهره إلا الردى ومرارة العيش الردي
سعد الذي لم يحى فيه لحظة حقا واسعد منه من لم يولد .
ولا يوجد في كل من يكتبون ألان كاتب واحد يكتب وهو يعرف أن الكتابة الموضوعية قد تؤدي بالكاتب إلي السجن أو القتل أو الموت بالجوع أو الموت بالبرد .
لكن الشهداء وحدهم هم وحدهم نسيج وحدهم وبين البشر لا يحسبون ، ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين يعيشون أعمارا بعد أعمارهم ، ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين استشهدوا من اجل أن يهزموا الموت ، ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين كتبوا بالدم حتى يعيدوا تلوين خارطة الوطن في داخلنا ، ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين استشهدوا حتى يحيا الوطن ، ويحرسون الوطن حتى بعد رحيل أجسادهم . ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين كتبوا بدمائهم على صفحة الوطن حتى نتعلم معنى الكتابة بالدم ، لأن الكتابة بالدم هي الحياة ، وهي فن الحياة الذي يعلمنا أن في داخلنا مشاعر وطنية وإنسانية وقدرات وإمكانيات وطاقات غير عادية إذا أعطيناها الفرصة ان تكتب على صفحة الوطن بالدم سوف تغير حركة التاريخ ومسار التاريخ . ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين استشهدوا حتى نتعلم ان طريق الثورة طريق مفروشة بالدم ، ولأنهم وحدهم هم وحدهم الذين استشهدوا حتى نتعلم ان حركة التاريخ لا تسير من تلقاء نفسها ولكنها تحتاج إلى طاقة ، والطاقة هي قوة الشباب . وألان وبعد ان وصلت إلى ما وصلت ، كيف يمكن أن أكتب عن الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان ( أبو محمد ) ، كيف يمكن أن يكتب إنسان عن إنسان استطاع ان يهزم رعب الموت ، وكيف يمكن ان يكتب إنسان عن إنسان هزم الخوف من الرصاص ، أي روح قدسية تلك التي كان يمتلكها الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان ، أي نفس زكية تلك التي كان يمتلكها الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان في لحظة مواجهة الموت وجها لوجه ، أي بطولة هذه التي تعجز الكتابة عن وصفها ، أي كلمات يمكن ان توازي وتزن بطولة الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان ، وهل يبقى للكلمات من معنى أمام هذه الروح القدسية ، وهذه النفس الزكية ، وهذه الإرادة القوية ، وهل يبقى للكلمات شيئا أمام زفاف الشهيد في موكب زفاف ملكي تختلط فيه الدموع بالزغاريد ، وهل يبقى للكلمات من معنى أمام ابتسامة الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان التي كانت تلخص كل ما يمكن ان تقوله الكلمات في موكب الوداع . لقد كان الشهيد القائد إسماعيل احمد احمد درويش مصطفى خليل حجازي الشهير بالشيخ إسماعيل أبو القمصان قائد صقور فتح في غزة ، وعندما استشهد القائد عماد عقل في 24 تشرين الثاني 1993 قال الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان كلنا عماد ، لقد طلقنا الخوف ثلاث ، والقسم ان نثار للشهيد القائد عماد . وكان الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان قد تعرف على الشهيد القائد عماد عقل في سجن النقب ، لقد كان الشهيد القائد إسماعيل أبو القمصان إنسان في وحدة متماسكة ، وكثرة تتفاعل في واحدة ، لأنه كان يرى ان لا وجود لأي إنسان يحيا على شكل مستقل عن المجتمع ، ولأن الإنسان لا يتمثل في فرديته ، ولكنه يتمثل في مجتمعه وإنسانيته ، لأنه عضو في كيانه الاجتماعي ، وعضو في كيانه الإنساني ، لأن اجتماعية الإنسان لا تنتج عن فردية الإنسان ، ولكنها تنتج عن عضوية الإنسان في كيانه الاجتماعي ، ولأن إنسانية الإنسان لا تنتج عن فردية الإنسان ، ولكنها تنتج عن عضوية الإنسان في كيانه الإنساني ، لأن قانون الوجود يقتضي الكثرة في واحد . لذلك كان الشيخ إسماعيل كثرة تتفاعل في واحد ، ولذلك يمكن القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أو التعصب أن الشيخ إسماعيل كان إنسانا ممتلئ إنسانية ، وفلسطينيا ممتلئ وطنية ، وعربيا يمتلك منسوب وعي كامل في مفهوم العروبة ، ومسلما يمتلك منسوب وعي كامل في مفهوم الإسلام . وهكذا يمكن القول ان الشيخ إسماعيل أبو القمصان كان روح ملهمة ورأس مفكر ويد ضاربة ، ولذلك خطط وقاد العديد من العمليات العسكرية ضد المستوطنات الصهيونية التي كانت تقوم على ارض مسروقة من الشعب الفلسطيني في ايلي سيناي واسديروت ودوغيت ونيسانيت ونيتساريم وكفارداروم ، ومركز شرطة مخيم جباليا بإشراف عماد عقل قائد كتائب القسام ، وبوابة المجلس التشريعي ، والتصدي للاقتحامات الصهيونية في قطاع غزة ، وقصف المواقع العسكرية الصهيونية والمستوطنات الصهيونية لقذائف الانيرجا والهاون ، والاشتراك من موقع القيادة الميدانية في كل الانتفاضات الفلسطينية ، وإقامة مصنع للسلاح وتصنيع قنابل الانيرجا والعبوات الناسفة ، ولكن السلطة وخاصة جهاز الأمن الوقائي وبتعليمات من العدو الصهيوني هاجمت المصنع وصادرت جميع محتوياته ، وعندما اعتقل الشيخ إسماعيل من منزله في مخيم جباليا صادر الأمن الوقائي سلاحه الخاص وهو عبارة عن باروده ام 16 مطورة ، وهي سلاح الجندي الصهيوني ايلان سعدون الذي اختطفته مجموعة من كتائب القسام في عام 1989 ، وكان القائد إسماعيل أبو القمصان قد اشتراها من المجاهد القسامي عبد ربه أبو خوصة . وقد كان حلمه رحمه الله هو تدمير أسطورة الدبة العمياء ، الدبابة الصهيونية الميركافاه وتحويل هذه الدبابات إلى قبور متحركة ، وقد جهز فعلا عبوة ناسفة لذلك ، إلا ان شرف الشهادة على شرف فلسطين كان قد سبق ، ولكن حلم القائد الشهيد كان قد تحقق في استخدام عبوته الناسفة في تدمير هذه الدبة العمياء دبابات الميركافاه وتحويلها إلى قبور متحرك . وكان حلمه أيضا ان يرى أن الوحدة الوطنية الفلسطينية قد تحققت ، وأن يرى الفصائل وقد غادرت عقلية كل ما هو في خارجها انحراف في التفكير وسوء في التقدير ، وأن لا يكرر التاريخ أشخاصه ومأساته ، وان لا يصبغ المثقفون وجوههم بالألوان الفصائلية ، وأن يكون الإنسان الفلسطيني نفسه هو نفسه سبب وجوده ، وأن لا يكون الإنسان نفسه هو نفسه مجرد شيء يقيم في جسده ، وان يسحب الشعب الفلسطيني الاعتراف بحق الكيان الصهيوني في الوجود على 78 % من ارض فلسطين ، وإلغاء اتفاقية أوسلو وكل ما تفرع منها وخاصة التنسيق الأمني واتفاقية باريس واتفاقية المعابر ، وان يرى قيادة فلسطينية واحدة ، ومجلس حربي فلسطيني واحد ، وغرفة عمليات فلسطينية واحدة ، وبرنامج سياسي فلسطيني واحد ، وثورة تصاعدية ، لأن ما أخذ بالدم والحديد والنار لا يمكن ان يرجع إلا بالدم والحديد والنار . ولذلك كان موقفه الاستراتيجي المبدئي عندما شارك في تأسيس لجان المقاومة الشعبية ( حركة المقاومة الشعبية ) وجناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين ( كتائب الناصر صلاح الدين ) مع رفاقه القادة جمال أبو ستمهدانه وياسر زنون وأبو عبير عبد العال وأبو يوسف القوقا في 28 أيلول 2000 مع انطلاقة الشرارة الأولى للانتفاضة الثانية ، ان الألوية ( الحركة ) إطار شعبي كفاحي ينطلق من فلسطين إلى فلسطين ، وان فلسطين كل وكل ما هو كل للكل ولا يجوز لأي جزء ان يقرر نيابة عن الكل ، وأن الشعب الفلسطيني شعب واحد لا يتجزأ في الداخل والخارج ، وان المقاومة بكل أشكالها بلا سقف أو حدود هي الخيار الاستراتيجي ، ومن يشكك في المقاومة يشكك في حقه في فلسطين . وقدم ترجم القائد الشهيد موقفه ذلك في التنسيق مع كتائب القسام في قصف المستوطنات الصهيونية في غلاف غزة ، وقد تطور هذا التعاون في عملية شاليط في 25 حزيران 2006 وهي عملية من أكثر العمليات تعقيدا حيث استهدفت العملية قوة صهيونية مدرعة من لواء جفعاتي قي موقع كرم أبو سالم ، حيث نجح الفدائيون في التسلل عبر نفق ارضي ، وانتهى الهجوم بقتل جنديين صهيونيين وجرح حمسه آخرين وأسر الجندي شاليط ونقله إلى غزة . وهكذا كان الشهيد القائد إسماعيل وكل شهداء فلسطين يكتبون مسيرة الحرية والعودة بالدم ، رحم الله القائد الشهيد الذي كان يرتفع فوق الجزئيات الصغيرة من اجل الوطن وحرية الوطن والمواطن . ولم يتحدث حتى ولو مرة واحدة عن نفسه وعن أسره واعتقاله ثلاث مرات في سجون العدو الصهيوني ، وعن إصابته في مواجهة مع جيش الاحتلال في الانتفاضة الأولى ، وبالذات في يوم استشهاد القائد الوطني الفلسطيني خليل الوزير نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية في 16 نيسان 1988 ، وعن بيع مصاغ زوجته ليشترى السلاح ، وعن طرده من وظيفته واعتقاله في سجون السلطة ، وهكذا كان الشيخ إسماعيل حبيس السلطتين الصهيونية والفلسطينية ، وطريد السلطتين الصهيونية والفلسطينية . ولكن الشيخ القائد إسماعيل كان اكبر من السجن والسجان ، واكبر من المطاردة والمطاردين ، واكبر من الرتبة والراتب . لأنه كان إنسان ممتلئ إنسانية ، ومواطن ممتلئ وطنية ، وقائد يصنع أفكاره في عقله وليس في بطنه ، ولذلك كان يؤمن ان قضية فلسطين في الأصل والنهاية هي قضية وطنية في الهوية ، ولكنها فضية عربية إسلامية عالمية في الماهية ، وأن هكذا قضية لا يمكن حلها إلا بتصفية احد الطرفين وجود وجذورا في فلسطين ، ومن هنا كانت الإستراتيجية تقتضي تثوير الضفة الفلسطينية الخزان البشري الأكبر في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وتثوير الداخل الفلسطيني في الجليل والساحل والمثلث والنقب ، وهكذا يمكن فتح ست جبهات ضد العدو الصهيوني في مسرح عسكري ليس له أي عمق استراتيجي ، وهكذا يمكن ان تبدأ المقاومة الشعبية ( اللاعنف ) الذي يجب ان يتطور إلى الكفاح المسلح ، واللاعنف سلاح الأقوياء ومنهج الأنبياء ، وأداة قوة وإستراتيجية للتحرر ، وفعل يستند إلى المبادئ ، وكثيرا ما كان اللاعنف يلعب الدور الحاسم في التحريض على حشد الدعم المعنوي والسياسي لتغيير الأوضاع الاجتماعية والسياسية ، وهذا يعني أن شروط نجاح المقاومة السلبية ( اللاعنف ) هي مشاركة الشعب كله ، والتحلي بالشجاعة والإصرار والإرادة ، وعدم الخوف وفلسفة اللاعنف تقوم على قاعدة لا عنف لا خوف ، ووجود القيادة في مقدمة الشعب ميدانيا ، ووجود إستراتيجية ذات أهداف قابلة للتحقيق ، ووجود حركة تؤمن بذلك وتتكيف مع التغيرات ، وذلك بالإضافة إلى استخدام اللاعنف كفن من فنون القوة ، وكنشاط يقود إلى العدالة والسلام ، وكإستراتيجية مصممة للاستعمال ضد خصم عنيف يمارس العنف ولا يعترف بوجود الطرف الأخر وحقوقه ، وقديما قال المتنبي الظلم من شيم النفوس فإن وجدت ذا عفة فلعله لا يظلم ، ومن أسلحة اللاعنف الاحتجاج والتدخل اللاعنفي ، والإضرابات والعصيان المدني ، والإعلام وعدم التعاون مع العدو على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية ، ولكن المقاومة الشعبية مراتب والكفاح المسلح أرقى هذه المراتب ، لأن المقاومة الشعبية تفتح الباب واسعا أمام مشاركة كل الشعب كبارا وصغارا ورجالا ونساء ، ومن كل المستويات الاجتماعية والثقافية ، وفي كل الساحات في فلسطين وفي خارج فلسطين ، وأمام العرب والمسلمين والمسيحيين وأحرار العالم ، وتفتح الباب واسعا أمام مشاركة كل الشعب على نحو تتولد فيه شيئا فشيئا حالة مجتمع المقاومة ، وهي الحالة الوحيدة التي تنتصر فيها المقاومة المسلحة على العدو ، لأنها ببساطة الحالة التي توفر الحاضنة الشعبية للمقاومة المسلحة . ولذلك قرر الشيخ القائد إسماعيل ان يذهب إلى الضفة الفلسطينية مع وفيقيه الشهيد محمد صلاح والشهيد على مهنا لترتيب عمل المقاومة الشعبية ، ولكن وما ان دخل الفرسان الثلاثة بعد صلاة المغرب من يوم الأحد 30 كانون أول 2001 إلى الاراضى الفلسطينية المحتلة في عام 1948 ، وكل فارس منهم كان يحمل سلاحه ويتزنر بحزام ناسف حتى فوجئوا بإطلاق النار والطلب منهم بتسليم أنفسهم ، ولكن الفرسان الثلاثة ردوا على النار بالنار ، ودارت معركة غير متكافئة في العدد و العدة والعتاد ، وقد أسفرت المعركة عن قتل أربعة جنود صهاينة واستشهاد الفرسان الثلاثة ، واهتزت الأراضي الفلسطينية المحتلة على هكذا جريمة لم تكن الأيادي السوداء بعيدة عن نسج خيوطها مع الكيان الصهيوني . وهكذا سطر الفرسان الثلاثة ملحمة الدم والبطولة ، ولكن الرسالة كانت اكبر من كل معنى . رسالة إلى الضمير الفلسطيني والعربي والإنساني ، رسالة الدم ، رسالة تقرر حقيقة ان لا تعادل في اللاتعادل ، لا تعادل بين من يكتب بدم القلب ومن يكتب بحبر السلطة ، لا تعادل بين من يصنع أفكاره في عقله ومن يصنع أفكاره في بطنه ، لا تعادل بين من ضرب ومن هرب ، لا تعادل ببن الولاء الوظيفي بدافع الرفاهية والحاجة والولاء الوطني ، لا تعادل بين من يرفع الراية الوطنية التي تعبر عن الهوية الجماعية للشعب الفلسطيني ومن يرفع راية الفصيل ، لأن غياب الراية الوطنية يعني غياب الوطنية ، والراية الفصائلية تعني الانفصال عن الوطن ، هكذا كان يفكر القائد الشهيد إسماعيل أبو القمصان ، ولذلك كان يرى ان الجنسية رابطة بين الأفراد
والسلطة ، ولكن الهوية رابطة بين الشعب والأرض ، ولذلك كان يرى ان الانتماء يجب ان يكون للشعب قبل القيادات ، وللأرض قبل الفصيل والسلطة . رحم الله القائد الشهيد إسماعيل أبو القمصان ورفيقيه القائدين الشهيدين محمد صلاح وعلى مهنا وكل شهداء فلسطين والعزاء أنهم في ضيافة الرحمن . ورحم الله الشهيدين القائدين الشقيقين للقائد الشهيد إسماعيل أبو القمصان الشهيد القائد فايق أبو القمصان ( أبو ثائر ) قائد كتائب الناصر صلاح الدين في شمال قطاع غزة عضو المجلس العسكري لكتائب الناصر صلاح الدين في فطاغ غزة ، والشهيد القائد يوسف أبو القمصان القائد الميداني في كتائب عز الدين القسام ، وابن أخيه الشهيد فايز فايق أبو القمصان وابن أخته الشهيد إيهاب عدنان ابو القمصان . والعزاء كل العزاء للسيدة الماجدة ام الشهداء ، سيدة خنساوات فلسطين ام القائد الشهيد فايق أبو القمصان التي قدمت ثلاثة من الابباء وحفيدين . إلام التي لا تعرف الخوف ، ألام التي صنعت من قسوة الظروف نجاحات وقدمت أبناء وأحفاد شهداء يفخر بهم الوطن ، لأنها نور الفجر ومصباح الحياة ووهج الحب ورمز الحنان والعطاء ، ندعو الله في علاه ان يلبسها ناج المجد وثوب العافية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.