لا شك أن حادث مسجد الروضة بقرية بئر العبد أدمى القلوب؛ كما أدمى القلوب من قبل حادث كنيستى طنطا والأسكندرية وحادث الواحات وغيرها من الحوادث . لكن حادث مسجد الروضة ورغم فظاعته وقسوته إلا أنه إشارة إلى أن هؤلاء القتلة يلفظون أنفاسهم الأخيرة فقد شتت المصريون عقولهم ولِمَ لا ؟!فمصر التى هزمت الهكسوس والتتار والصليبين لا تستسلم أبداً ، والضربات التى توجه إليها تزيدها قوة وصلابة وهذا ما أعمى أعين هؤلاء الإرهابيين فقتلوا براءة الاطفال ولم يرحموا ضعف الشيوخ . إن المتابع لسلسلة المجازر التى يقوم بها هؤلاء الإرهابيون يجدهم قد استهدفوا فئات الشعب المختلفة محاولين شق الصف ، فضربوا الضباط والجنود من الشرطة والجيش فوجدوهم أكثر صلابة ومقاومة ، وقد ضربوا المسيحيين فى كنائسهم لضرب الوحدة الوطنية فوجدوا أنها ازدادت وقويت. ودخلوا على مسجد المسلمين بزعم محاربة الصوفية للإيقاع بين أهل السنة والصوفية مثلما فعلوا فى العراق بين السنة والشيعة معتقدين أن الاختلاف بين الصوفية والسنة مذهبي فوجدوهم على قلب رجل واحد لأن الاختلاف بينهم فى الأحكام وهو أحرى أن ينضبط . والسؤال بعد أن نال الجميع من هذا الشر جيش وشرطة وشعب بقطبيه مسلم ومسيحى ورغم ذلك فهم صامدون كصمود رجال الجيش والشرطة فى المواجهة ، هل ستظل الدوله تعتمد على محور واحد تحارب به هذا العدو وهو المحور الأمني والذى لا يمكن بأى حال أن ينجح هذا وحيداً فى القضاء على الإرهاب إن لم يسبقه محوران مهمان وهما محاربة الفكر بالفكر وتعمير سيناء ، هذان المحوران إذا سبقا المحور الأمني سيتم القضاء على الإرهاب . أما إذا ظلت الدولة ترتكز فى محاربة الإرهاب على محور واحد وهو المحور الأمني فالنتائج ستكون بعيدة المدى بخلاف الخسائر التى سنتكبدها جميعاً . ولكي نكون أكثر جدية لابد أن ندرك أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر, والفكر الباطل لا ينتزع إلا بالفكر الحق وما انتشرت المناهج المنحرفة والأفكار المتطرفة إلا بالتشكيك فى المنهج الصحيح. فكل محاولات محاربة الفكر بالفكر لدينا عبارة عن نظريات ومشاريع وشعارات لا تتجاوز الحناجر دعاوى تجديد الخطاب الدينى ودعاوى الوسطية وفى نفس الوقت مشايخ يملأون الفضائيات بالفتاوى الشاذة وعلمانيون يتطاولون على العلماء والكل يفتي فى دين الله كما يروق له. نريد نشر الفكر الحق الذى يُحدث مناعة للمجتمع ضد الفكر الضال اعلموا أنه لن يندثر الفكر الباطل إلا إذا تعاون المجتمع بأكمله وسعى لنشر المنهج الإسلامي الصحيح لذا يجب تفعيل دوركل المؤسسات الدينية في المساجد والمنابر، والمؤسسات التعليمية جامعات ومدارس، والمؤسسات الاجتماعية كالجمعيات الأهلية ومراكزالثقافة، والمؤسسات الإعلامية المرئية منها والمسموعة والمقروءة ، الجميع عليهم أن يتحدثوا عن الإسلام، عن الاعتدال، عن المنهج الديني الصحيح، المحب والمعطاء، وزَرعْ ثقافة قبول الآخر المختلف عنا، وتنمية ثقافة حسن الظن، والابتعادعن التشكيك فى ثوابت الدين . يبقى جزء أخير وهام وهو بمثابة المحور الثاني بعد محور محاربة الفكر بالفكر وهو تعمير سيناء والحقيقة هناك غموض فى هذا الشق فالحكومات تتعاقب حكومة تلو الأخرى وقيادة تلو القيادة منذ تحرير سيناء وكلهم يؤكدون أن أهم أهدافهم تحقيق التنمية الشاملة فى سيناء ولا تجد إلا مشاريع لا تكتمل . لا أحد يجيب هل هناك عائق أمام إتمام المشاريع التى تستهدف تعمير سيناء؟؟ . لماذا لم يُستكمل خط السكك الحديدية الذى بدأ فى عام ألفين وواحد ثم توقف ؟ لماذا لا نجعل سيناء امتداداً للوادي ونعالج الخلل السكاني بها بدلاً من التهجير الذى تتحدثون عنه؟ أسئلة كثيرة تدور حول هذا المحور الإجابة عليها والوقوف على معوقات التعمير بسيناء ومحاسبة المسؤول عن تعطيل المشاريع التى تستهدف تعمير سيناء يجب أن تكون محل نقاش وإيجاد حلول جذرية لها . إن تعمير وتنمية سيناء كاملة سيعمل على تغير مناخ المنطقة الذى يترعرع فيه الإرهاب .دعوات من الرئيس لجعل مدينة بئر العبد من المدن التى يشار إليها بالبنان نتمنى أن تشمل هذه الدعوة باقى مدن وقرى سيناء والا يظهر لنا من يعوق مسار التنمية فى سيناء الحبيبه فالتحرير الحقيقى لسيناء سيكون بالتنمية والتعمير.