منذ زمن بعيد دأبت قوى الشر وشياطين الأنس على أعداد خطط وسيناريوهات محكمة ساعد على تنفيذها عملاء متخصصون فى دراسة شخصيات كل شعب على حدة للتعرف على الطريقة الأنسب للتعامل مع هذا الشعب وحكومته-- مستغلين بالطبع معاناة الفرد فى الماضى من مشكلات الفقر والجهل وأنتشار الأمراض – وقاموا بعرض أستشارات وآراء وخطط للأنقاذ ومبشرين بمستقبل مشرق لو تم التوافق على ما تقدمه حكومات وهيئات ومنظمات أجنبية تدس السم فى العسل فى كل المجالات الأجتماعية والأقتصادية والسياسية وكانت الموافقة حاضرة حتى بدون عمل أى دراسات أو قراءات متأنية لها ... كان الأفراط فى المديح والأطراء سائدا بنسبة عالية فى وطننا العربى- كما نعلم جميعا - لدرجة جعلت ميزان الثقافة فى تلك العصور يميل دائما الى تبجيل وتعظيم كافة القادة والزعماء وأصحاب السلطة والمال ---- ولم يعد هناك مجال لمن يعارض المدح بل أصبح المعارضون منبوذ ين فى بلادهم سنوات طويلة صابرين واثقين من عدالة السماء وما نادت به جميع الأديان من أن الصدق فى كل شىء والحقائق الواضحة فى كل الأمور هو من أسس الأخلاق الحميدة التى تنا دى بها كل الأديان...... وهو ما يجعلنا نطالب بأعادة تدوين التاريخ الصحيح وفقا للمنهج العلمى الصحيح وتنقيته من الأخطاء والشوائب والخزعبلات بواسطة العلماء والخبراء الشرفاء من أبنائنا ومن جامعاتنا ومراكز أبحاثنا المتميزة دائما والآن نلاحظ ونحذر من كثرة المديح وكلمات الشكر الزائدة عن الحد بشكل كبير – فنجد على سبيل المثال لا الحصر الأطراء والمدح للمسئولين عن مهرجان ما أو نجاح مشروع بعينه أو الكشف عن المجرمين أو الأشادة بأى تقدم فى المجالات المختلفة .... أقتصاديا أوأجتماعيا أوسياسيا – فهذا واجب وظيفتهم التى يتقاضون عليها مرتباتهم ولا شكر على واجب ..!! أن المدح المعتدل الواجب أحيانا هو المطلوب مننا جميعا مراعاته – وأن الأفراط فيه يؤدى الى الأكتئاب والغرور والكبرياء والنفاق والكذب والكثير من الأمراض النفسية – فالكمال لله وحده ..... ويحضرنى الآن ما قاله الأمام على بن أبى طالب لمن بالغ فى مدحه " والله أنى أقل مما قلت – وأعظم مما فى قلبك " والله الموفق والمستعان نبيل شبكة مستشار ثقافى سابق – المنصورة