استيقظ وارتدى ملابسه التي لا يملك غيرها، جذب الجورب إلى الأمام وقام بثني الجزء الأمامي تحت أصابع قدميه، حتى لا يظهر الجزء المقطوع تحت كعبيه، وبصق على الحذاء الذي لا يملك غيره وقام بتلميعه، أنه يوم ينتظره وكأنه ذاهباً للقاء حبيبته التي طال الشوق لها، وماذا بعد...؟ تقابل وقواد وآخذ منه المعلوم رغيف كفتة وعلبة سجاير ومبلغ 20 جنية مصري، وماذا بعد.....؟ هل منًا من يتصور ماذا بعد أن يعود هذا المسكين فرحاً طروباً منفرج الأسارير، ورغيف الكفتة قد تلوث بأحبار الجريدة التي غلفت به. ليست قصة خيالية ولكنه واقع اليم، وأليكم البداية: أيقظ زوجته التي غالباً نامت دون إفطار، وأعطاها رغيف الكفتة الذي ظل محتفظاً به – أنتصف ليل القاهرة - من الصباح الباكر، التهمت الرغيف دون أن تغسل يديها فقد لحست أصابعها، وأخذت تعد الماء المغلي لرضيعها بعد أن أبتاع لها الزوج حليب بودرة للرضيع، نفث دخان سيجارته وضحك ملئ شدقيه، ضحك بجنون هستيري حتى البكاء، وقال من بين دموعه: (كمان 4 سنين هاناكل كفتة تاني) لست وحدك فقيراً، دائماً يوجد الأفقر عزت عبدالمجيد سويسرا – زيورخ