عندما يخجل الإنسان يبحث مسرعا عن مخرج ليتواري فيه عن الأنظار , أو يفتعل قولا أو عملا ليصرف انتباه المشاهد أو المستمع عن لحظات الضعف التي يمر بها . فعندما ظهرت غادة التحرير التي سحلتها الأيادي الغاشمة وعرتها الأيادي الآثمة علي مرئ ومسمع من عيون العالم عبر صفحات الشبكة العنكبوتية أحرجت الرجال والنساء علي حد سواء, وهذا ما جعلني أتواري خجلا منذ هذه الواقعة , لكن الكثيرين سارعوا بأقوالهم التافهه وتفسيراتهم البلهاء لا لشييء الإ لصرف الأنظار عن لحظات الضعف التي أصابتنا جميعا والتسليم بالأمر الواقع , ذلك الواقع المرير الذي فهمته غادة التحرير وعبرت عن رفضها له مضحية بنفسها لعلها تجد من يساندها أو يفهم دوافعها لكنها خيبة الأمل التي أصبحت جزء من حياتنا . فكل من شاهد هذه الواقعه لا يملك الإ أن يشكرها علي شجاعتها التي فقدها الكثيرين منا اللهم إلا الذين حاولوا إنقاذها فهم من منعوا سقوط ورقة التوت عن رجال مصر. ولكن تري من عراها وكشفها هل هو من أشجع الرجال أم هو من أحط الرجال وأكثرهم خسة وندالة سيقول بعض الساذجين إن زميله سترها أليس في ذلك شهامة ومروءة أقول لهم إن من سترها لا يقل خسه ونداله عن من كشفها ولو كان يتحلي بالشجاعة لمنع صاحبه من البطش بها والتعدي عليها "" عراني وبكي وسبقني وأشتكي"" وكأن هذا المشهد يحمل في طياته رساله لكل من يشاهده بأن العسكر وحدهم هم من يملكون كشف عورة هذا الشعب ولا أحد غيرهم يملك سترها , فهم يملكون العقاب لمن عصي والثواب لمن أطاع . فإن كانوا كذلك فأين هم ممن كشفوا عورة شعب بأكمله بعد أن نهبوا كرامته وثروته. محاولات لا تنتهي من أجل القضاء علي الثوار وتشويه صورتهم لكن شاءت ارادة الله أن تستمر حرارة التحرير مستمدة نورها من عيون الأبطال الذين فقدوا أبصارهم بطلقات الغدر وفي مقدمتهم الدكتور أحمد حرارة الذي أراد الله أن يكون إسمه ورسمه وصبره رمز من رموز الثورة , فاسمه حرارة ورسمه صمود وتحدي وصبره أمل يستمد منه الثوار طاقتهم لاستكمال مشوار الحرية , فهم يرون الطريق بقلوبهم وعقولهم قبل عيونهم "إنها عين البصيرة" فهل يخجل من أنار الله عقله بالمعرفة وقلبه بالبصيرة " إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور"