مستشار/ أحمد عبده ماهر بعد رسالة وصلتني قررت البحث عما ورد بالتفاسير عن هذه الآية بسورة يس، يقول تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } يس55؛ إن تفسير هذه الآية يُعبر بحق عن حُمق الفكر السلفي البدائي عن معنى الشغل والانشغال بالجنة، أو ربما عبَّر عن حقيقة المدسوسات على الفقه السلفي الذي يزأر به دعاة السلفية، ويعتبرونه وأنفسهم من أرقى العلوم والفكر، وما أراه إلا فكرا بدائيا لابد له من الرحيل. ومن الطبيعي أن يكون لكلماتي وقع قاس على أشياخ السلفية بالعصر الحديث، الذين يفتنون الناس بقولهم ان منهاجهم القرءان والسُنَّة بفهم سلف الأمة، فيا ليتهم ابتعدوا قدر الإمكان عن كثير من منقولات السلف التراثية، وليحكِّموا عقولهم فيما بين أيديهم من التراث. والآن لنبدأ رحلة تفسير تلك الآية مع التفاسير المختلفة والمتخلفة المنطق في تفسير بعض الآيات وبخاصة تلك الآية، وهي التفاسير التي يُقدسها الناس ليل نهار ولا يحيدون عنها. فالشغل الذي تصوروه لأهل الجنة هو فض أبكار العذارى من الحور العين،... تصوروا ألا يمكن أن يكون تفسير تلك الآية عن الشغل إلا التلذذ بالعملية الجنسية بفض أغشية البكارة، هل هذا هو ما استهدفه الله لمتعة نفوسهم أم إنه انحطاط التفسير عن أن يصل لأي ظل من حقيقة شغل أهل الجنة، أو قل هو التفسير بالهوى، وحتى لا أُتهم بأني أخترع هذا من عند نفسي، وحتى تعلموا بأن دعوتي لتنقية التراث من العبث السلفي المقدس في محلها، سأستعرض لكم بعض ما ورد ببعض التفاسير عن تلك الآية الكريمة. أولا: تفسير بن كثير::- ---------- قال عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المُسَيّب، وعِكْرِمَة، والحسن، وقتادة، والأعمش، وسليمان التيمي، والأوزاعي في قوله: { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } قالوا: شغلهم افتضاض الأبكار. وقال أبو حاتم: إنما هو افتضاض الأبكار. ثانيا تفسير الماوردي::- ---------- قوله عز وجل : { إن أصحاب الجنة اليوم في شُغُل فاكهون } فيه أربعة أقاويل :أحدها : في افتضاض الأبكار ، قاله الحسن وسعيد بن جبير وابن مسعود وقتادة . ثالثا: التفسير الوجيز::- ---------- { إن أصحاب الجنة اليوم في شغل } بافتضاض الأبكار { فاكهون } ناعمون فرحون مُعجبون رابعا: تفسير السمرقندي::- ----------- قال الفقيه أبو الليث رحمه الله : حدّثنا محمد بن الفضل بإسناده عن عكرمة في قوله : { فِى شُغُلٍ فاكهون } قال في افتضاض الأبكار . خامسا:تفسير أبو السعود::- ----------- ......وإمَّا أنَّ المرادَ به افتضاضُ الأبكارِ. سادسا:تفسير ابن عبد السلام::- -------------- { شُغُلٍ } عما يلقاه أهل النار، أو افتضاض الأبكار، أو الطرب أو النعمة. سابعا:تفسير الألوسي::- ---------- وعن ابن عباس . وابن مسعود . وقتادة هو افتضاض الأبكار وهو المروي عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه ، وفي رواية أخرى عن ابن عباس ضرب الأوتار. ثامنا: تفسير البحر::- --------- ....وبعضهم خص هذا الشغل بافتضاض الأبكار قاله ابن عباس. تاسعا: تفسير البغوي::- ----------- .....واختلفوا في معنى الشغل، قال ابن عباس: في افتضاض الأبكار (1) ، وقال وكيع بن الجراح: في السماع. عاشرا: تفسير الثعالبي::- ----------- وقوله تعالى : { إِنَّ أصحاب الجنة اليوم فِى شُغُلٍ } قال ابن عباس وغيره : هو افْتِضَاضُ الأبكار .وقال ابن عباس أيضاً : هو سماع الأوتارِ . حادي عشر: تفسير الجلالين::- --------------- "إنَّ أَصْحَاب الْجَنَّة الْيَوْم فِي شُغْل" بِسُكُونِ الْغَيْن وَضَمّهَا عَمَّا فِيهِ أَهْل النَّار مِمَّا يَتَلَذَّذُونَ بِهِ كَافْتِضَاضِ الْأَبْكَار. ثاني عشر: تفسير الرازي::- ------------ قيل افتضاض الأبكار وهذا ما ذكرناه في الوجه الثالث أن الإنسان قد يترجح في نظره الآن مداعبة الكواعب فيقول في الجنة ألتذ بها . ثالث عشر: تفسير السعدي::- --------------- في شغل مفكه للنفس، مُلِذِّ لها، من كل ما تهواه النفوس، وتلذه العيون، ويتمناه المتمنون. ومن ذلك افتضاض العذارى الجميلات. رابع عشر: تفسير الطبري::- -------------- فقال بعضهم: ذلك افتضاض العذارَى. خامس عشر: تفسير القشيري::- -------------- .....ويقال شَغَلَ نفوسهم بشهواتها حتى يخلص الشهود لأسرارهم على غيبةٍ من إحساس النَّفْس الذي هو أصعب الرُّقباء ، ولا شيء أعلى من رؤية الحبيب مع فَقْدِ الرقيب . سادس عشر: تفسير النسفي::- -------------- وهو افتضاض الأبكار على شط الأنهار تحت الأشجار. سابع عشر: تفسير حقي::- ------------ ثم ان الشغل فُسِّر على وجوه بحسب اقتضاء مقام البيان ذلك منها افتضاض الابكار وفى الحديث « ان الرجل ليعطى قوة مائة رجل فى الاكل والشرب والجماع » ثامن عشر: تفسير مقاتل::- ------------- { فِي شُغُلٍ } يعنى شغلوا بالنعيم ، بافتضاض العذارى عن ذكر أهل النار فلا يذكرونهم ولا يهتمون بهم. تاسع عشر: تفسير فتح القدير::- -------------- وقال قتادة ، ومجاهد : شغلهم ذلك اليوم بافتضاض العذارى . وقال وكيع : شغلهم بالسماع. عشرون: تفسير ابن عجيبة::- --------------- في شغل لا يوصف؛ لِعظم بهجته وجماله . فالتنكير للتعظيم، وهو افتضاض الأبكار، على شط الأنهار، تحت الأشجار، أو سماع الأوتار في ضيافة الجبار . وعن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما قيل : يا رسول الله أَنُفْضِي إلى نسائنا في الجنة ، كما نُفضي إليهن في الدنيا؟ قال : « نعم ، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليُفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء » وعن أبي أمامة سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتناكح أهل الجنة؟ فقال : « نعم ، بِذَكَرٍ لا يمَلُّ ، وشهوة لا تنقطع ، دحْماً دحْماً » قال في القاموس : دحمه كمنعه : دفعُه شديداً . وعن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً » ، وفي رواية أبي الدرداء « ليس في الجنة مَنِّي » وأستهدف من ذلك أن يُعمل كل مسلم عقله في كل ما يُقال له أو يقرأه، ولا يغتر بفقه أو قول منسوب للقدماء لأن كل هذه الأهازيج ما هي إلا موروساوس جنسية تداعب شبق البعض في الدنيا فيتصورون الآخرة ومشتهياتها كالدنيا وشهواتهم. .وأستهدف من ذلك أن يُعمل كل مسلم عقله في كل ما يُقال له أو يقرؤه، ولا يغتر بفقه أو قول منسوب للقدماء لأن كل هذه الأهازيج ما هي إلا موروثات جنسية تداعب شبق البعض في الدنيا، فيتصورون الآخرة ومشتهياتها كالدنيا وشهواتهم. وحيث لم تملك أقوال الصحابة من العناية ما تميز به الحديث النبوي، فلقد احتلت مفاهيم منسوب صدورها للأجلاء مكان الصدارة في عقولنا حتى صارت إرثا تتناقله الأجيال ومنها ما هو فهم جنسي نابع عن شبق غريزي لأنفس ما ارتوت من العلم والفقه قدر رويتها من الهوى والمزاج وقدموهم لنا على انهم علماء وفقهاء كادوا من علمهم أن يكونوا أنبياء بينما الحقيقة أنهم رجال كانوا يلهثون وراء الهوى والمزاج. ---------- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي