الدكتورة ريهام عاطف قرأت فى الأخبار عن إنشاء أكشاك للفتوى في المترو. يا له من خبر عظيم، فبدلا من قراءة أخبار عن إصلاح منظومة الصحة وتطوير التعليم وزيادة الرواتب والمعاشات نقرأ أخبار عن أكشاك للبان أقصد للفتوى!!! وكأن مشاكل المصريين تلخصت في أكشاك للفتوى بحجة أن هذا يساعد في تجديد الخطاب الديني!!! لقد أصبحت الروحانيات في منزلة اللبان. عندما يرى بعض المسلمين الجهلة تلك الأكشاك- وهم كثيرون- حولهم في العديد من محطات المترو ألن يشعروا بمزيد من الفخر لانتمائهم للإسلام؟ ألن يفكروا في أن الدولة أقامت أكشاك خصيصا لهم لأنه دين الدولة ودين الحق حسب فهمهم وساعتها سيرفض رؤية المسيحي بجانبه. وماذا عن المسيحى الذي يرى أنه أصبح داخل دائرة الإسلام حتى في محطات المترو وما شعوره والدولة فضلت الإسلام على دينه حتى فتحت أكشاك للفتوى؟ ألن يساعد هذا على إشعال روح التعصب وزيادة الكراهية والعنف؟ وكل ذلك بحجة تجديد الخطاب الديني!!! أما السبب الخفي، فهو توغل الأزهر وانتشاره وتمكنه من السلطة الدائمة. إن ذكاء الدولة يبهرني، فهل سيذهب الارهابي إلى تلك الأكشاك للحصول على فتوى؟ وماذا عن القرى وسكانها؟ أليس الأزهر- الذي لم يرضى أن يُكفر داعش وأأمته المصادر المرجعية لداعش- هو مصدر تلك الفتاوي؟ إذا، فكيف ستساعد تلك الأكشاك على نشر روح التسامح؟ وعجبي. إن هناك آلاف من اللآراء وكل عِمه تأخذ بفتوى شكل يعني كل كشك هيصدر فتوى شكل ويمكن يكون هناك شيوخ متعصبة ومتطرفة تدعوا لقتل غير المسلم مما يساعد بدوره على نشر بؤر الإرهاب. إن ما يحدث لهو كوميديا سوداء ويؤكد أن مصر كلما يتقدم الزمن كلما تتربع على عرش عصور الظلام. عيني عليكي يا بلد... مش مكتوب لك لا تقدم ولا استقرار... حكومة منكوبة وقرارات مخبولة...