أسقطنا النظام ......و أسقطنا هيبة الدولة...... و للأسف فى طريقنا لاسقاط مصر و نسير بخطى ثابتة لذلك. عندما أسقطنا النظام ، كنت أعتقد أننا فى طريقنا للتحول الديمقراطى من أجل العيش و الحرية و الكرامة الانسانية ، كنت أعتقد أننا ننهض بمصر لتأخذ مكانتها التى تستحقها بين دول العالم ، و اعتقدت أيضا أن ماحدث انجاز سياسى سيتبعه بالضرورة انجاز اقتصادى و اجتماعى و ثقافى و تقدم فى كل المجالات ، و أن كل شىء قوى فى السابق سيصبح أقوى بعد الثورة ، لم أكن أعلم أبدا أن اسقاط النظام ، سيكون طريقا لاسقاط هيبة الدولة من خلال الهجوم على أهم مؤسساتها ، و الهجوم على وزارة الداخلية و العاملين بها من أجل زعزعة الأمن الداخلى لمصر و نشر الخوف و الفزع بين المصريين ، و الهجوم على مؤسسة الدفاع من أجل زعزعة الأمن الخارجى لمصر و احداث فتنة بين الشعب و الجيش ، لم أكن أعلم أننا فى انتظار المزيد من الضحايا و المصابين بدءا من أحداث البالون ، و ميدان العباسية و أحداث ماسبيرو و أحداث شارع محمد محمود وحتى كارثة شارع الشيخ ريحان و قصر العينى . لم أكن أعلم أن تتمكن الأيادى الخفية و المعادية لمصر من احداث الوقيعة بين الشعب و الجيش أصدق مافى الثورة . لم أكن أعلم أن تخسر مصر الكثير و الكثير خلال شهور قليلة بدءا من أرواح أبناءها ، و كنوز المتحف المصرى التى نهبت و لم نعلم عنها شيئا حتى الآن ، و تخفيض حصة مصر من مياه نهر النيل ، و انتشار الجواسيس هنا و هناك ، و تفجير خط الغاز بالعريش سبع مرات ، و ظهور أصحاب الأجندات الخاصة ، و تهريب الأسلحة من ليبيا الى مصر ، و خسارة البورصة مليارات الجنيهات ، و زيادة السحب من الاحتياطى ، و زيادة الدين الخارجى ، و ضرب السياحة ، و توقف عجلة الانتاج ، لم أكن أعلم أننا نسير للخلف بدلا من السير قدما . لم أكن أعلم أن تخسر مصر ماضيها و حضارتها التى حافظت عليها البشرية منذ آلاف السنين على أيدى مجموعة من الأطفال المشاغبين لم تتجاوز أعمارهم ال18 عام و اللذين يطلق عليهم _ جهلا _ ثوار و متظاهرين ، بعدما أشعلوا النيران فى المجمع العلمى لتأكل النار هذه الكنوز التاريخية التى لن تعوض ، هل تبقى من مصر شيئا بعد أن سلبناها كل ماتملك من أبناء و آثار و نيل و تاريخ ؟ لا أعتقد أن مسلسل الفوضى هذا سينتهى الا اذا تعاملنا بشدة وحزم مع هؤلاء المجرمين و الا فالعواقب ستكون وخيمة فى الفترة القادمة . نحن تعودنا بعد كل خطوة جيدة فى طريق الديمقراطية ، أن نسقط فى كارثة جديدة حتى لا نهنىء على شىء و لا نجنى ثمار ماحققناه. انتظروا المزيد من الضحايا و المصابين مع بداية العام الجديد فى ليلة رأس السنة ، و بعد المرحلة الثالثة من الانتخابات ، و فى الاحتفال بيوم 25 يناير القادم ، و بعد انتخابات مجلس الشورى ..................الخ ، و أتمنى أن يخلف الله ظنى و تكون الأحداث الأخيرة هى الأخيرة و الآخرة.