د/ عاصم عبد المجيد كامل تعتبر الأسرة اللبنة الأولى فى بناء المجتمع ومن أجل بناء مجتمع متقدم يمتلك القدرة على المنافسة والتأثير العالمى فى ظل العولمة التى فرضت نفسها على كل المجتمعات وفى كل جوانب الحياة الثقافية والاقتصادية وغيرها , فإنه ينبغى الاهتمام بالدور الذى يمكن أن تلعبه الأسرة لتحقيق أهداف المجتمع , ومن بين هذه الأهداف تربية وتنشئة الطفل القادر على الإبداع , ولابد من الإشارة إلى أن الدور الذى تقوم به الأسرة فى هذا الصدد هو دور محورى ورئيسى وذلك لأن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل تعتبر حاسمة لتنمية القدرات الإبداعية , ويبدأ دور الأسرة منذ بداية الحمل , فالاهتمام بالجنين والحفاظ على صحة الأم , وحصول الأم على كافة العناصر الغذائية الضرورية لنمو الجنين هى أولى المهام التى ينبغى على الأسرة أن تقوم بها , يعقبها الاهتمام بالطفل نفسه منذ ولادته بتقديم الرعاية الصحية اللازمة والاهتمام بالرضاعة الطبيعية قدر الامكان وبعد الفطام تحرص الأم على تقديم العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل . أما عن الجانب النفسى فمن بين العوامل التى تؤثر فى نمو الإبداع لدى الطفل نجد :- - تشجيع الطفل على الاستكشاف والبحث والعمل على تنمية حب الاستطلاع لديه . - الحرص على تقديم الدعم النفسى للطفل وتنمية مشاعر حب متبادلة بين الطفل وأفراد الأسرة. - البعد عن أساليب العقاب التى تبنى على التخويف , مع الحرص على إتاحة الفرصة للطفل لكى يجرب ويخطأ , لأن الخوف من الوقوع فى الخطأ خوفا من العقاب من شأنه أن يقضى على الإبداع. - تدريب الطفل على المرونة فى التفكير , وترك مساحة من الحرية له لاتخاذ القرارات . - إطلاق العنان لخيال الطفل وقراءة القصص الخيالية والتى تتميز بوجود مواقف وأفكار إبداعية بها . - إشراكه فى أنشطة رياضية وفنية وعلمية , وتشجيعه على الابتكار فيها . - تقديم التعزيز المادى والمعنوى له حينما ينتج أفكارا إبداعية تتسم بالمرونة والطلاقة والأصالة. - خلق جو من الألفة والدفء الأسرى والبعد عن المناخ الأسرى الذى يتسم بكثرة المشاحنات والخلافات . فى النهاية يجب التأكيد على أن الدور الأسرى لا يزال هو أهم الأدوار خاصة فى المراحل الأولى من عمر الطفل , ويجب أن تحرص الدولة على عقد دورات تثقيفية و عقد ورش عمل لتدريب الأباء والأمهات على الأساليب المختلفة لتنمية الإبداع لدى أطفالهم.