تلقى الشعب المصرى نبأ سقوط عبد المنعم الشحات المرشح لدائرة المنتزه بالإسكندرية وصاحب التصريحات التى أثارت حفيظة وامتعاض الكثيرين ومنها الديمقراطية حرام وأدب نجيب محفوظ دعارة والحضارة المصرية حضارة عفنه , بفرح شديد وتبادل الجميع من كافة أطياف المجتمع المصري حتى من يدعمون التيار السياسي المتأسلم التهاني . و فاز فى المقابل المحامى الاخوانى حسنى دويدار المنتمى لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. ولعل عبد المنعم الشحات هو الشخص الوحيد الذي نجح في جعل مسيحي وليبرالي مصر يمنحون أصواتهم لجماعة الإخوان المسلمين في سابقة هي الأولى من نوعها وتحت شعار نص العمى ولا العمى كله ! وحقيقة لا أدرى سبب وجيه لهذا الفرح ولكنى بالمقابل وعلى عكس الجميع أوجه تحية من القلب للمهندس عبد المنعم الشحات الرجل الصادق الصريح المباشر الذي لا يجيد التلون والتملق و الكذب و الخداع السياسي ولكنه أعلن عن منهجه بوضوح تام وصراحة يحسد عليها . فرحت الكثيرون بسقوط عبد المنعم الشحات أنستهم أن هناك 20 فى المائة من مقاعد مجلس الشعب بجملة 35 مقعدا فى المرحلة الأولى فقط من الانتخابات كلهم عبد المنعم الشحات !! وان هذه النسبة الكبيرة مرشحه للصعود في بقية المراحل وان التيار السلفي السياسي على الرغم من حداثته إلا انه حقق نصرا كبيرا لتوغله فى الشارع المصري منذ فتره طويلة ودخوله بيوت الملايين من خلال مئات القنوات التلفزيونية الدينية الممولة نفطيا و التي نادينا مرارا وتكرارا بضرورة منعها لخطورتها على المواطن المصري وتحريضها على الفتنة الطائفية وغيرها من الجرائم الممارسة فى حق المرأة باسم تطبيق شرع الله ! عبد المنعم الشحات أو المنظومة الفكرية التي ينتمي إليها هو نفسه محمد حسان ذو الشعبية الجارفة في الشارع المصري والذى خطب أول أمس فى احد مساجد المنصورة وأم 20 الف شخص من المصليين وقد حسد البعض الموتى اللذين صلى عليهم الشيخ البركة في المسجد وتمنوا لو كانوا مكانهم ! لعل البعض لا يعرف أن الشيخ البركة محمد حسان السلفي هو أول من أفتى بسرقة وبيع الآثار الفرعونية ارثنا الحضاري العظيم إذا ما وجدها شخص تحت أرض ملك له وطمس معالمها ! http://www.youtube.com/watch?v=b8o_VyqIrfI عبد المنعم الشحات هو نفسه أبو اسحق الحوينى الذي دعا إلى عودة الجهاد والغزوات لحل مشاكلنا الاقتصادية وجلب المال والغنائم من بلاد الكفر مثل سويسرا والمانيا وفرنسا والنرويج وأسر الشقراوات من السبايا!! وصاحب خطابة الشهير وجه المرأه كفرجها عوره يجب سترها ! http://www.youtube.com/watch?v=3JJ03mZXlXU http://www.youtube.com/watch?v=x7sK7XlkLAI عبد المنعم الشحات هو نفسه الشيخ مازن الذى يطل علينا فى بيوتنا من خلال قناة الناس والذي حث على ضرب وتكسير عظام المرأة إذا ما خالفت كلام زوجها مستندا على قصه من قصص السلف الصالح! http://www.youtube.com/watch?v=_et9kkc2ugE وغيرهم كثيرون ممن يدخلون بيوتنا يوميا ويغسلون عقول أبناءنا فى خطة هدفها سعودة مصر, ينتمون إلى نفس المنظومة الفكرية السلفية الوهابية التى ربحت 35 مقعدا فى الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب ! فلم يأتي الرجل الصادق الصريح عبد المنعم الشحات بكلام من عنده ولكنها فتاوى وفكر يدعى إتباع القران والسنة ويقدم النقل على العقل ويقدس تفسيرات ومرويات بشرية أسدل على أصحابها القدسية وأتبعهم ونعتهم بالسلف الصالح ! لم يكن عبد المنعم الشحات هو أول من وصف أدب نجيب محفوظ بالدعارة بل وكفر نجيب محفوظ نفسه بعد إصدار روايته الشهيرة أولاد حارتنا فقد أعترف الشاب الذي قام بطعن الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ بقصد أغتياله بأنه لم يقرأ حرفا واحدا مما كتبه نجيب محفوظ, ولكنه سمع قول الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعات الإسلامية بأنه (( من ناحية الحكم الإسلامي فسلمان رشدي الكاتب الهندي صاحب آيات شيطانية ومثله نجيب محفوظ مؤلف أولاد حارتنا مرتدان وكل مرتد وكل من يتكلم عن الإسلام بسوء فلابد أن يقتل ولو كنا قتلنا نجيب محفوظ ما كان قد ظهر سلمان رشدي)) !!!! عمر عبد الرحمن أول من أفتى بكفر السادات و دعا لاغتياله باعتباره مرتدا عن الدين , نظم أنصاره فى مصر حديثا مظاهره حاشده للمطالبة بعودته إلى ارض الوطن !! (( حقيقي اشمعنى عبود الزمر يطلعوه من السجن ويصبح نجم وبطل اعلامى وهو لا )) منع الأزهر لرواية أولاد حارتنا على مدار ما يقرب من نصف قرن ورفضه لطباعتها وتوزيعها لم يقم به عبد المنعم الشحات ! فقد نشرت فى دار الآداب بيروت لأول مره سنة 1962 م وأفرج عنها الأزهر أواخر 2006 اى بعد ما يقرب من 50 سنه من صدورها تحول الحرام بقدرة قادر إلى حلال والممنوع إلى مسموح ! مما يدفعني لسؤال الأزهر وهيئته الرقابية بعد كام قرن من الزمان سوف يتم الإفراج عن كتب المفكر الحداثى الدكتور نصر حامد ابو زيد وكتب الدكتورة نوال السعداوى؟؟ وغيرهما من آلاف الكتب والإبداعات التى لازالت قيد الاعتقال ؟! تحاول جماعة الاخوان المسلمين استغلال الموقف كما عاهدناها وتصور نفسها على إنها تيار معتدل مقارنة بالجماعة السلفية ونجحت خطتها إلى حد كبير فى كسب المزيد من الأصوات !! والحقيقة فان كثيرين من الجماعة ينتمون الى الفكر السلفي كما صرح الشيخ خالد عبد الله فى لقاؤه مع عمرو أديب بأن عصام العريان سلفى ! بل أن ما قاله عبد المنعم الشحات في حرمة الديمقراطية وتكفير أدب نجيب محفوظ والحضارة الفرعونية لا يساوى واحد فى المائة مما قاله سيد قطب منظر جماعة الإخوان المسلمين فى كتابه معالم في الطريق والذي يعد دستورا للجماعة ,وقد كفر فيه المجتمع ككل ودعا لمقاطعته وكفر فيه النظام الديمقراطي وحرمه لان الديمقراطية تعنى حكم الشعب لنفسه بينما الحاكمية ل الله و الإسلام لم يعرف سوى الشورى لأهل الحل والعقد و التى تختلف عن الديمقراطية والتصويت فى صناديق الاقتراع الذي يقوم به مباشرة العوام. ولعل النظر لافعال حركة المقاومة الفلسطينية حماس التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين يؤكد صدق ما نقول فقد نفت فى البداية ولازالت تدخلها فى الحريات الشخصية تماما كما نفى أمين عام جماعة الإخوان فى لقاءه التلفزيوني على قناة التحرير تدخله فى الحريات الشخصية فى مصر ! فحماس بعد أن أحكمت سيطرتها على غزه فرضت الحجاب على المحاميات و على الفتيات فى جميع مراحل التعليم وفصلت بين الجنسين فى المدارس ومنعت الاختلاط في الرحلات الطلابية ومنعت ارتداء ملابس البحر بل وصل الأمر لحد منع ركوب النساء وراء أزواجهم على الدراجات النارية وتشديد الرقابة على مقاهي الانترنت وإنشاء لجان الفضيلة التى تقوم بعمل مشابه لعمل هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر السعودية وغيرها من التدخلات السافرة في حريات وحياة الناس الشخصية ! و فى النهاية يمكنني القول بأن الفرق بين أخوان بديع وسلفى الشحات أو لنكن أكثر دقة الفرق بين حزب الحرية والعدالة الإخوانى وبين حزب النور السلفي هو تماما كالفرق بين الحرباء المعروفة بذكائها وقدرتها على التلون والتبدل والاندماج في كافة البيئات والظروف و بين التمساح الذي يختفي تحت الماء ويظهر مره واحده لفريسته بشكل واضح وصريح !