ابراهيم امين مؤمن دموع بلا خطايا.... انا اسمى شهيد . اشعر بعاطفة حب ومودة تحتبس فى قلبى الوليد . من زمن عتيق, وهى تطرق باب القلب تود التحرر والانفلات حتى تصل لمستقرها ومستودعها وهو الحبيب . فتحبه وتعشقه, وتعطه وتمنحه, وتستقر ثم تمتزج فى الدم والعرق والروح . وتسري وتدور , فى العروق وحتى حبل الوريد . فخرجت ابغى مطلبى ............ على شاطئ بحر يفور , وجدت فتاة ترتفع وتنخفض قفزا بالقدم تريد الطير مع الصقور .وعلى راسها تاج من الصفيح المصقول. قلت لها اتحبين القمم ؟ وتحبين الملك والخدم ؟ وقصر يناطح السحاب والغيم ؟ وابدلك بتاج الملوك, بدلا من هذا الصفيح المصقول. فانا القمم والخدم والغيم . قالت انى احبك حبين , حب الجسد وحب الروح . خذنى ............ فشيدت لها قصرا فى السحاب , ووهبتها الخدم والارقاء, وقلدتها تاج الملوك , وقلت لها هيت لكى يا فتاة القصور. قالت ؛ وهبتنى كل شئ فهل تبقى لك شئيا ؟؟ قلت لا لم يتبقى شيئا, فانا عارى افلس ولكن بك املك كل شيئ. قالت؛ اخرج مطرودا يا معتوها فى الحب المزعوم. فانفجرت العين بدموع بلا خطايا . بل انفجرت بعد احسان و منح وعطايا . فخرجت حتى وصلت للبحر ووجدته ما زال يفور. وجلست على صخرة ابكى . ما ابكى على ملكى ولا مالى ولكن ابكى على قلبى . انا وحدى ابكى. لابد ان ابحث على ملك غير ملكى , واعود بتاج غير تاجى وصولجانا غير صولجانى , وفتاة اخرى غير فتاتى , فلابد ان لا يعرف الياس طريقى ... فمضيت سائرا حتى بلغت قرية ارضها قحطاء, وسماؤها صفراء وسحابها غاضت خلف السماء . فاستوقفنى حالها , وقلت ادخل فيها , واستكشف ما فيها .. فجلست الى احد كبرائها , وسالته ما لها ؟؟؟ فقال لى ؛ انها قرية اودعت الثقة فى رجل منهم, فقلدوه الحكم. بعد ان تودد اليهم ووعدهم بالامن والمال والكساء والدواء وهذا كان الطعم. فلما ملك زمام القرية , عم البلاء , وكثر الفساد , وانحدر الاقتصاد , وطويت الارض من تحت اقدامهم ونقصت وذهبت الى الجيران . فباع الارض , وهتك العرض , واستباح الفرج , وكل هذا وما زال يقول ؛ انا المخلص الامين , والقوى المتين , واريد ان احرركم ممن يريدوا ارضكم, وينهبوا اموالكم , ويخفضوا رؤسكم ... فلما انتهى الرجل من كلامه تذكرت جلستى فوق صخرة البحر الثائر . وعدتنى وغدرت , وحاكم القرية وعد وغدر . دموعى بلا خطايا , بل جاءت بعد منح العطايا . ودموعهم بلا خطايا , بل جاءت بعد الوعد من بين الثنايا. فتراءت لى صورة تعبر افاق الزمان . فيها صراخ الطفل الوليد. من ابكاه؟؟؟؟؟ وانفجار الحجر وبكائه على المظلوم . من ابكاه؟؟ وصريخ المستغيث ولا مغيث . من ابكاه؟؟؟ وبكاء السماء والارض بعد رحيل التقى العفيف . من ابكاهما؟؟؟ كلها دموع بلا خطايا . ولابد من القصاص والخلاص. لابد من القصاص والخلاص ............. لابد ان تتوقف العيون عن البكاء , وان تجرى الدموع فى عيون الطغاة والغادرين . لابد ان يتوقف نزيف دماء الدموع من اعين الابرياء. لابد ان استرد قصرى وملكى من الغادرة الحمقاء . ولن يتوقف شئ ولا يعود الملك الا باللجوء الى رب الارباب . لابد ان نتوقف برهة لنحاسب انفسنا , ماذا قدمنا لله لكى يغثنا ؟؟؟ قدمنا اهواء سرت فى اجسادنا , وتقاليد واعراف شكلت مجتمعاتنا . قفلنا كل باب فى وجه اليتيم , وما اطعمنا المسكين, واكلنا الربا واضعنا الدين. ثم نبحث اليوم عن الخلاص .. هيهات هيهات . فانى تنصرون ؟؟؟ انى تنصرون ؟؟؟ وانا شاهد وشهيد . ماذا فعلت بغادرتى حيال القصر المكين . انى ضعيف والضعيف يضيع حقه ولو كانت دموعه تحرك الناس والحجر والطين.