فعلها الشعب المصري العظيم وتوج بطلا في منافسات العدو نحو الديمقراطية . ترك ساحات الاختلاف وهزم الخوف وتغلب علي البلطجية واستعاد ارادته و رغبته في التحول الي الديمقراطية واصم اذنه عن دعوات المقاطعة التي اطلاقها دعاة التطرف الثوري الذين يريدون تجميد الوضع عند المشهد الثوري و التقوقع خلفة رافضين السير قدماً نحو التحول الديمقراطي بشكل شرعي و ب إرادة شعبية . الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر علي مدي يومين كانت بمثابة الابن البكر للثورة المصرية والثمرة الأولي في رحلة الحصاد الثوري . يعتبر ما حدث في المرحلة الاولي للانتخابات البرلمانية صفعة قوية علي وجه المخربين الذين نصبوا انفسهم حماة للثورة معتقدين ان ميدان التحرير فقط هو ممثل الشعب وانهم بمقدورهم استغلال الشعب والعزف علي اوتار العاطفة والشعارات متناسين ان الثورة قامت من اجل اسقاط نظام ديكتاتوري عفن ولن يسمح الشعب مره اخري لأحد ان يلعب بمقدراته و استغلال ثورته ممن ينصبون انفسهم اوصياء علي الشعب والثورة لتحقيق اهداف رخيصة بعد ان باعوا انفسهم في اسواق العهر السياسي. كذلك ادحض المصريون المؤمرة التي كانت تحاك من اجل تأجيل الانتخابات وابعاد مصر عن الدخول في مرحلة البناء والاستقرار . ولم تفلح اعمال البلطجة وارهاب الشعب واحراق البلد والوقيعة بين السلطات الامنية والجيش والشعب . في إثناء المصريين عن عزمهم السير في طريق الديمقراطية والحرية وتشكيل برلمان ثوري يعبر عن ارادة الشعب. فلم يكن أكثر المتفائلين يتوقع هذا العرس الديمقراطي الذي شهدته 9 محافظات مصرية وخاصة بعد سلسلة الاضطرابات و الفوضى و الانفلات و الاحتكاكات و البلطجة و نعيق البوم وقرع طبول الخراب لم يكن اكثر المتفائلين يتوقع ان تمر انتخابات المرحلة الأولي بهذا الشكل الحضاري والتنظيمي الراقي في ظل اقبال جماهيري غير عادي وسط حراسة وتأمين من رجال القوات المسلحة خير اجناد الارض. فالمشهد الذى ظهر به المصريون فى اداء المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان كشف مدي قدرة أبناء هذا البلد علي تجاوز الصعاب ورسم مستقبلهم ان ارادوا ذلك اذا توفرت لهم الظروف المناسبة . كشف اقبال المصريين علي المشاركة الانتخابية والقدرة التنظيمية كذب ادعاء ابواق النظام السابق ان مصر غير مؤهلة للديمقراطية وممارسة الحقوق السياسية . وجه الناخبون خلال عملية التصويت رسالة الي العالم ان الشعب المصري قادر علي اعادة امجاده واستعادة ريادته وانه قادر علي تشكيل خريطة المستقبل بالعزم والارادة وان هذا الشعب قادر علي تسجيل صفحات ناصعة من تاريخه تضاف الي سجله الحضاري الذي سطره منذ قديم الازل . وجه الشعب رسالة للعالم انه لا يقبل الوصاية او الحماية وانه قادر علي النهوض بالوطن . بعيدا عن الخوض فى العملية الانتخابية ومقدماتها ونتائجها ففي هذه الانتخابات البرلمانية لم يخسر احد وخرج الجميع فائزا بهذه التجربة البرلمانية الحقيقية الجديدة علي الشعب فجاءت المشاركة المجتمعية أعلى من المتوقع ونجحت الجهات المعنية وفى مقدمتها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الداخلية ومعهما الشعب فى توفير مناخ ملائم لعصر الديمقراطية التي تدخل مصر فيها أولى مراحله. وبعيدا عن بعض المخالفات البسيطة مثل تاخر بعض القضاة في فتح اللجان ولصق الدعاية للمرشحين في لجان اخري واستخدام الشعارات الدينية و طائفي كما حدث في اسيوط . بعيدا عن هذه التجاوزات التي نتمني ان تختفي في المرحلة الثانية والثالثة حتي لا تفسد العرس الانتخابي فقد نجح المصريون بامتياز مع مرتبة الشرف فى امتحان الديمقراطية، وفى كسب الرهان، و التحدى فى قهر أية مخاوف وصعوبات للإدلاء بأصواتهم، وإثبات استحقاقهم للحرية والديمقراطية. هذه الروح التي ظهر بها شعب مصر العظيم جعلتنا نشعر ب التفاؤل ان شعب مصر قادر علي الخروج من نفق التبعية والطائفية والخلاف والاختلاف الي آفاق الحرية والديمقراطية . فشعب مصر دائما قادر علي الخروج من الازمات بشكل يذهل العالم فمعدنه الاصيل يظهر في اصعب الاوقات . الشعب المصري قادر علي تطهير البلاد من بقايا النظام وكذلك مدعي البطولة الثورية . وتدشين نظام سياسي واقتصادي واجتماعي جديد قائم علي الحرية والعدل والمساواة . حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم. اوعاد الدسوقي كاتبة واعلامية [email protected]