عميرة ايسر -تعكس تصريحات الأمين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني،والذي يحاول في كل خرجاته الإعلامية الهجومية في كل مرة، وضد أقطاب المعارضة السياسية الممثلين لقمة مازا فران، كرئيس حزب طلائع الحريات الأستاذ على بن فليس،أو جيلا لي سفيان رئيس حزب جيل جديد،أو المركزة في الآونة الأخيرة ضد المدير العام لمخابرات الجزائرية الأسبق، وأهم الفاعلين في الساحتين السياسية والعسكرية الجزائرية ،والإقليمية، لمدة تزيد عن 25سنة,حيث وجه له تهما خطيرة هذه المرة ،تعكس مدى الحقد والإمتعاض من الرجل، الذي لا زال له الكثير، من الأتباع ،والمؤيدين داخل الأجهزة الأمنية,وعلى رأسها جهاز المخابرات ،والجيش وكذلك العديد منها سواء في السلطة، والمعارضة،,عمار سعيدانى: الذي إتهم الجنرال الفريق محمد مدين ،هذه المرة أنه من كان يقف وراء القلائل السياسية والإحتجاجات ،التي وصلت إلى حد الإحتراب الداخلي الطائفي في مدينة غرداية,التي عرف تاريخها الممتد لأزيد من 600سنة من التعايش السلمي بين المذهب الإباضي، والمالكي، وذلك لضغط على جناح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ،وبعض المقربين منه,كمستشاره السعيد بوتفليقة ،المتهم من طرف قيادات كبيرة وتاريخية، داخل الأفالان,ومنهم عبد الكريم عبادة، وعبد الرحمن بلعياط ،وغيرهم,وبأنه من يقف خلف الإتيان بعمار سعيدانى ،على رأس الحزب,ليجعله مجرد دمية، يحركها كيف يشاء لينفذ إستراتيجيته .التي يهدف من خلالها إلى إسكات الأصوات المعارضة ،في حزب السلطة ،من أجل تمرير مشاريع معينة داخل قبة البرلمان ،تضمن تكريس مزيد من نفوذه وسيطرته على مقاليد الحكم في البلاد,كما يرى عدة ملاحظين، وقارئين للخارطة السياسية الجزائرية الحزبية,ولكن مازاد الطين بلة وأدخل سعيدانى في متاهة سياسية، لن يخرج منها بسهولة هذه المرة" وهو إتهامه صراحة الجنرال محمد مدين، مرة ثانية بأنه من يقف خلف المعارض الجزائري، والمرشح للرئاسيات سنة 2014,السيد رشيد نكاز الذي يحظى بشعبية لدى شريحة واسعة ،عند الشباب الجزائري ،الطامح لإحداث تغييرات وإصلاحات عميقة وجدية ،في بنية وهيكلية النظام السياسي والاقتصادي والقضائي في البلاد، التي فشلت كل الحكومات المتعاقبة، كما يرى أقطاب المعارضة الجزائرية منذ 1962في إحداث تنمية مستدامة شاملة، تحقق طموح الشعب الجزائري في العيش الرغيد في وطنه,ولكن الشيء الذي لم يكن عمار سعيدانى يتوقعه هذه المرة".أنْ يمنحه المعارض الجزائري رشيد نكاز ،الذي تخلى عن جنسيته الفرنسية ،وجواز سفره الفرنسي بعدما أقر الدستور الجزائري ،في أحد بنوده مادة تمنع مزدوجي الجنسية من الترشح لشغل المناصب العليا والقيادية في الدولة ، حتى مجرد الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في أي إستحقاقات إنتخابية مقبلة,رشيد نكاز طالب عمار سعيداني ،بالتراجع عن تصريحاته المسيئة له وطالبه بالاعتذار، علنا عنها قبل الفاتح من نوفمبر الجاري,وإلا فانه سيلجأ للقضاء لحسم هذه المسالة. -ليس هذا فحسب ،بلْ أن هناك أصواتاّ بدأت تعلو داخل الحزب العتيد، ومنهم صوت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، تدعو فيها صراحة إلى سحب الثقة، من الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ،السيد عمار سعيدانى، ودعت قيادة اللجنة المركزية وأعضاءها ،إلى اتخاذ الخطوات المناسبة في هذا الاتجاه,بل إن السخط ضده إمتد ليطال العديد من المحافظات الحزبية التي تسانده ،وبدأت تدور في كواليسها أحاديث عن ضرورة الانقلاب السلمي عليه,وبدعم من الحركة التقويمية للافا لان، التي لها الكثير من المناضلين والقيادات، داخل الحزب العتيد المحسوبة عليها,وقد وصفت هذه التصريحات لعمار سعيداني في الإعلام الجزائري، بأنها محاكمة مستعجلة لفريق محمد مدينْ أمام الرأي العام الوطني، وبالطبع فإن تصريحات, نارية كهذه ستكون لها في المستقبلْ، عواقب وإرتدادات وخيمة على جناح عمار سعيداني، ومن يدعمه لأن الفريق محمد مدينْ الذي إستقال منْ منصبه، لتجنيب البلاد، مصير ليبيا أو سوريا .لا تزال بيده العديد ،من الأوراق التي لم يستعملها بعد. -فالرجل الغامض، والذي يعتبر أحد العقول الجبارة في الدولة الجزائرية ،رغم أنه قد أصبح خارجها رسميا,ولكن الرجل بالتأكيد له حسابات أخرى,ستظهر تدريجيا في الأشهر، وربما السنوات القليلة القادمة,في ظل أزمة اقتصادية خانقة وتردي في الأوضاع المعيشية وإرتفاع حاد في الأسعار، بالنسبة لسلع والخدمات ,والإحتجاجات التي أندلعت ضدها في العديد من المدن، والولايات على غرار واد سوف، وبجاية وغيرها,فعمار سعيدانى الذي يريد أن يكون مرشح الحزب القادم، لخلافة عبد العزيز بوتفليقة للوصول إلى قصر المرادية" ومن أجل ذلك عمد إلى شن هجوم إعلامي ،كاسح ضد السيد: عبد العزيز بلخادم الأمين العام السابق للأفلانْ ،والذي له الكثير ممن يدعمونه للعودة ،مجددا لرئاسة الحزب,ولكن هذا أمر مستبعدْ ,لأن الرئيس الشرفي لحزب جبهة التحرير الوطني ،رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ،حتى وإنْ كان مريضاً إلا أنهُ يعارض بشدة حتى مجرد إستقباله فضلا عنْ تعيينه مجدداً في منصب الأمين العام للأفالانْ,وإزاحة عمار سعيدانى ،بالتالي الذي إتهم عبد العزيز بلخادم :بأنه منْ يقف خلف مشاكل الحزب، وبأنه منْ أسرة لم تحمل السلاح ،يوما في وجه الاستعمار الفرنسي,للدفاع عن البلاد ،في سنوات الاستعمار إبانْ الثورة التحريرية ،المباركة التي إندلعت شرارتها، الأولى في 1نوفمبر1954,وهذه التصريحاتْ التي أطلقت موجة من الاحتجاجات ،ووقفات عارمة في ولاية الأغواط ،مسقط رأٌس بلخادم ,فعمار سعيداني الذي تعدى كل الخطوط الحمراء ،المتعارف على أنها من التقاليد العريقة لحزب منذ الاستقلال، فلم يسبق مطلقا أنْ إتهم أحد أمناءه العامين السابقين، بأنه عميل مبطن للإستعمار الفرنسي,أو هوجمت عائلته أو تاريخها الثوري ،كما يحدث مع السيد عبد العزيز بلخادم، الذي حتى وإنْ كنت تختلف معه في التوجهات ،أو المنطلقات، الفكريةٌ أوْ الإيديولوجية ،أوْ المنطلقات الحزبية,يشهدُ كل من يعرفه منْ في الآفلان أوْ حتى خارجها، بأنه منَ المناضلين القدماءْ، في الحزب ومنذ عهد الرئيس الراحل ،هواري بومدين رحمه الله، وهذه من الحقائق، التي يجب ذكرها، سواءً أحببتَ الرجل أم كرهتهُ,وكانَ وقتها منْ إطارات الحزب ،وكوادره الشابة ,فالأمانة العامة لحزب ،أوْ الخلافات التنظيمية أوْ الشخصية، لا تعطى الحق لسيد عمار سعيدانى، بالتهجم على رجالات ،الدولة السابقينَ، أوْ الحاليين، ومنهم "السيد أحمد أويحي "،مدير ديوان الرئاسة، والأمين العام لتجمع الوطني الديمقراطي، شريك الآفلان في تنفيذ برنامج الرئيس ومخططه الخماسي ,فالقراءة السياسية المتأنيةُ ،لخطاب عمار سعيداني، تقولُ بأنَ الرجل يحاولُ بعثً عدة رسائل مشفرة، ربما أهمها الاستمرارُ، في سياسة الهاء، المتبعة منْ طرف السلطة السياسية ،وحكومتها لإشغال الشعب عنْ المشاكل الحقيقية ،التي يتخبط فيها ،في ظل انخفاض أسعار النفط، الذي يُؤثر بشكل كبير على الموازنة، العامة للدولة وكذلك فإنَ منْ يقفونَ خلف الرجل يحاولونَ توجيهَ ضربة قاصمة ،لجنرال محمد مدينْ,وإفهامه بأنَ دوره قد إنتهى فعلياً,ومحاولة حشره في الزاوية ،لكي لا يكون لهُ، أي دور مستقبلي في إختيار خليفة بوتفليقة ،المقبل الأمر الأخرْ، وهو أنَ عمار سعيدانى، يحاول أنْ يثبت بأنهُ رجل المهمات الصعبة. -وبأنهُ يستطيع الهجوم على أي منْ خصومه السياسيينَ في الوقت ،والمكان ،المناسبين,فهو بذلك يوجه رسالةً إلى كل منْ يعاديه ،في الحزب أوْ في الحكومة بأنهُ سيستهدفهمْ إنْ أرادَ ذلك,وبالتالي عليهم أنْ يصمتوا أ وْ أنْ يعودوا إلى جحورهمْ خاسئين,أما أخر رسالة بعث بها، في رأي كانتْ للمؤسسة العسكرية، متمثلة في نائب وزير الدفاع ورئيس الأركانْ الفريقْ القايد صالح مفادها: أني الرجل القوى في الجهاز الحزبي والمؤسساتي لدولة,ويمكن أنْ تمتد شراكتنا لنبلور، تحالفا إستراتيجيا ،ونقود بالتالي المرحلة سويا,وربما يبرم معه إتفاقا ،سريا لكيْ يصبحَ مرشح الجيش الذي تربطهُ علاقات وثيقة مع العديد ،منْ جنرالاته وقادته الذين يمكن، أنْ يروا فيه أفضل منْ سيدير، دفة السياسة الرسمية الجزائرية,ويحتفظ بنفوذهم ،وسلطتهم، وكذلك مصالحهم الاقتصادية والإستثمارية ،ومناصبهم العسكرية ،بعيداً عنْ سلطة، ونفوذ السعيد بوتفليقة، الذي إستعملهُ عمار سعيداني، لكيْ يصلَ إلى سدة الحزبْ، كما إستعمل قبل 20سنة خلتْ، ضباط جهاز المخابراتْ، لكيْ يتدرج في مناصب المسؤولية، فيه منْ عضو بسيط ،إلى رئيس المجلس الشعبي الوطني,قبل أنْ ينقلبَ عليهم ،ويختار جناح بوتفليقة ،ويصبح أميناً عاماً لجبهة التحرير الوطني ،وربما يفعل نفس الشيء، مع السعيد بوتفليقة ،الذي يعتبر شخصية مكروهةَ، لدى أوساط، ونخب سياسية، وعسكرية كثيرة,وركيزته الوحيدةَ، هي أخوهُ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ،فإنْ ذهبْ,فإنَ إحتمالَ بقاءه في السلطة ،كمستشار لرئيس ضعيفة جداَ,وليس صحيحا ،ما يروج بأنهُ، من يحكم البلادَ,وبأنهُ سيستمرُ في ذلك حتى بعد رحيل أخاهُ الرئيس,لأن تاريخ الجزائر السياسي، على الأقل، قد عودنا منذ عهد الرئيس أحمد بن بلة ،رحمه الله تعالى,أنَ كل رئيس، عندما يخرج، فإنَ كل رجالاته والمقربين منه، ينتهي نفوذهم بمجرد، إنتخابْ رئيس غيره للبلاد,والذي يعمل بدوره، في المقابل على تشكيل، فريق خاص به ،من الرجال المخلصينَ,وسعيد بوتفليقة ،لنْ يكون إستثناءاً عن القاعدة بالتأكيد,والأيام والأشهر القليلة، حبلى بالمفاجآت ،فهل سيكون عمار سعيداني، أحدَ الفاعلين في الساحة السياسية الوطنية، في السنوات القليلة,القدر وحدهُ، ربما كفيل، بالإجابة عنْ هكذا أسئلة. عميرة أيسر-كاتب جزائري