علاء أبوحقه أتي دور الدكتور سعد الدين الهلالي ليحدثنا عن إنسانية وأخلاق قتلة الإمام الحسين وأهل بيت النبي .. مشيرا إلى أن الإمام الحسين وأهل البيت لجئوا إلى السيف فأضطر عبيد الله ابن زياد إلى قتالهم عملا بقوله تعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ) .. فبعد مرور عام على محو رأي نائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامى القائل أن الحسين بن علي اجتهد وأخطأ في خروجه ضد يزيد بن معاوية .. جاء رأي الأستاذ الدكتور الهلالي بمبلغ علمه متحدثا في هذه المسألة على هذا النحو .. وكل الاحترام والتقدير له ولكل أستاذ أزهري وافقه الرأي .. ولا شك في أن رأي سيادة الدكتور الهلالي هو رأي خاطئ كما أري .. يستوجب رده بالعلم وإظهار الصحيح .. لكن قبل الرد والتصحيح أعرض جانب مما قال سيادته في قصة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء لعله يصحح ما أذيع أمس السبت 17/7/2016 في حلقة برنامج على مسئوليتي .. فقد قال سيادته نصا : ( الحسين راح في 80 من أهل بيته .. كان يزيد أرسل إلى والى الكوفة عبيد الله ابن زياد وهيعملوا مشكلة وهيطالبوا بالانفصال .. فحاول انك تهدي الجو معاهم .. وتخليهم يقروا بالخلافة .. عشان ميبقاش فيه يعمل زي أخوه .. ( وأعادها ) يعمل زي أخوه .. وبالفعل التقاهم في كربلاء .. عرض عليهم البيعة ليزيد .. ومفيش داعي للمشاكل .. واللى انتو عايزينه .. يعنى خلي الخليفة واحد .. وانتوا هتاخدوا ولاية والا بتاع .. لكن مفيش داعي ان تطلبوا الخلافة الكبرى أو الحكم العام .. قالوا دوننا السيف .. مين اللى طالب السيف ؟ ال 80 .. فأضطر عبيد الله ابن زياد إلى المواجهة .. أضطر إلى المواجهة .. فكُتب في التاريخ أيه ؟ أن تم قتل سيدنا الحسين ومن معه إلا النساء .. كون هؤلاء لا يتقتلون النساء دي ما بتدلش على دلالة إنسانية شوية .. ثم قالوا والأطفال فشيء طبيعي إن الأطفال بردة كذلك .. كونهم مَيُقتلوش دليل على أن اللي بيقتل عنده يعني لمسة إنسانية .. أهه فيه جزء من الأخلاق أهه .. مبيقتلش الأطفال ولا النساء .. من ضمن اللذين لم يقتلوا زين العابدين .. علي زين العابدين ... ولكنه كان مريضا فلم يقاتل فتركوه .. دا برده بيدل على أن عبيد الله ابن زياد كان عنده لفتة إنسانية ... مما يدل على أن عبيد الله ابن زياد لما قاتل سيدنا الحسين ومن معه فرز اللذين يقاتلونه من الذين لم يقاتلونه .. بدليل أنه نجي مين ؟ علي زين العابدين .. وسنة 23 سنة .. وكمان فرز النساء عن الرجال .. لم يقاتل النساء .. إذا .. كان القتال كان مواجهة وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ) سيادة الدكتور .. لقد عرضت القصة من وجهة نظر يزيد بن معاوية بقولكم ( كان يزيد أرسل ... ) .. فاتخذت سيادتكم جانبه في عرض المسألة دون أن تتخذ جانب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والذي حدثنا عنها وتفاصيلها غيبا قبل حدوثها .. فهل نما إلى علم سيادتكم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدثنا عن الإمام الحسين وعن آل البيت عليهم السلام فردا فردا وعن معاوية وعن يزيد وعن بني أمية .. فإن كنت تعلم فألومك في عدم ذكرك هذه النصوص .. وإن كنت لا تعلم فأقدم لسيادتكم يدي بنصوص شريفة أوضحت قصة سيدنا الإمام الحسين وخروجه إلى كربلاء أعيدها لكم كما خرجت من فم النبي إلى الدكتور ياسر برهامي في مقال ( الحسين بن علي في شهر ولادته لرد ومحو قول ياسر برهامي ) والمحفوظ على محرك البحث الإخباري مصرس .. وأضيف عليه لسيادتكم هذه الأسطر .. أقول فيها أولا : من أدرك النصوص الشريفة فقد أدرك الصحيح .. ومن تركها ترك الصحيح .. وكما تعلم سيادتكم أن بني أمية هم أول الملوك .. وأول ملوكهم كان معاوية كما قال بنفسه .. فلم يكن معاوية يوما ما خليفة للمسلمين كما قلت سيادتكم : أنه كان خليفة على الشام وكان علي عليه السلام خليفة على العراق فقولكم هذا دفعني إلى سؤال سيادتكم .. من منهما كان الخليفة الرابع ؟ فإن قبلت يد العون وصححت رأيكم .. أن عليا هو الخليفة فقد وافقت أهل بدر ووافقت المبايعين تحت الشجرة .. ومن قبلهم وافقت قول النبي فيما روي أبو أيوب الأنصاري : ( إن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم - يعني معاوية وأصحابه - وعهد إلينا أن نقاتل مع علي المارقين فلم أرهم بعد ) .. وإن أستمر رأي سيادتكم أن معاوية كان الخليفة فقد خالفت معاوية نفسه والذي قال كما في مصنف ابن أبي شيبة ( أنا أول الملوك ) .. و من قبله خالفت نصا شريفا قال فيه النبي ( الخلافة ثلاثون سنة , ثم تكون بعد ذلك ملكا ) .. فكنت أتوقع أن تترك سيادتكم الأقوال المرسلة وتسير مع النبي في نصوصه الشريفة لتقول أن الحق كان مع علي .. ومعاوية أول من أسقط حكم الخلافة .. و أول من أقام الحكم الملكي العاض .. ثانيا : النتيجة التي توصلت لها باجتهادكم تقول ( إذاً ) قتال جيش يزيد للحسين وأهل البيت كان عملا بقوله تعالى : ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ) .. هي نتيجة غير صحيحة واجتهاد خاطئ تصادم مع نص شريف صحيح لإمام أهل السنة والجماعة وفيه نظر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى علي والحسن والحسين وفاطمة فقال: ( أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ) .. ففي أي فسطاط وقف هؤلاء .. فسطاط السلم لأهل البيت ورسول الله .. أم فسطاط قتالهم وقتلهم ليبرهنوا على حربهم أهل البيت ورسول الله .. وهذا النص يدفعني للومكم على قناعتكم أن قتل هذا الفسطاط لآل بيت رسول الله وتلطيخ سيوفهم بدمائهم الذكية دون نسائهم وأطفالهم قد برهن على جانب من أخلاقهم ولمستهم الإنسانية .. فهذه ليست مسألة فقهية حملت عدة أقوال مما تتقنها سيادتكم .. فإن كان ذلك كذلك فقد تصادمنا مع نص لأحمد ولمسلم قال فيه النبي: ( إذا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ منهما ) .. وتصادمنا مع نص البخاري في تاريخه قال النبي فيه عن معاوية: ( إذا رأيتموه على المنبر فاقتلوه ) .. وتصادمنا مع نص صحيح قال فيه النبي: ( من قاتل عليا على الخلافة فاقتلوه كائنا من كان ) .. فقد قاتل الإمام الحسين الخليفة الآخر معاوية عملا بقول النبي مع أبيه ومع أخيه .. وأستمر من بعدهما في الجهاد عملا بما قال النبي حتى قتلته الفئة التي أسماها النبي الباغية .. ليذبحه أحد جنودها والذي وصفه النبي بالكلب الأبقع كما في قوله الشريف: ( كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دم أهل بيتي ).. النبي أخبر عن هذا الكلب وطلب من المسلمين نصرته كما أخرج البغوى ، وابن السكن ، وابن منده ، والباوردى ، وابن عساكر قوله الشريف: ( إن ابنى هذا يعنى الحسين يقتل بأرض من أرض العراق يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره ) .. النبي طلب نصرته وأصحاب اللمسات الإنسانية بحسن أخلاقهم لم يكتفوا بقتله وسبعة عشر من أبناء النبي ليتركوا هذا الكلب يذبح أمامهم سيدهم الإمام الحسين .. والله لو أدركوا قيمة سيدنا الحسين ما قاتلوه وقتلوه .. أنما ناصروه ونصروه.. وما تركوه لهذا الكلب و يحملوا رأسه الشريفة مرفوعة من كربلاء إلى الكوفة أمام بناته ونساء وأطفال أهل البيت.. ثالثا : قول سيادتكم أن سيدنا الحسين عليه السلام سكت عشرون عاما على حكم معاوية .. هو قول يجب تصحيحه .. فالإمام الحسين عليه السلام احترم كبقية المسلمين شروط الصلح التي عقدها سيدنا الإمام الحسن مع معاوية بين فئتين عظيمتين من المسلمين والمتضمن أنه ليس لمعاوية أن يعهد لأحد عهدا بالخلافة من بعده .. أو كما جاء في البند الثاني من نص المعاهدة وفيها : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن على ، معاوية بن أبى سفيان : صالحه على أن يسلم اليه ولاية المسلمين : 1 على أن يعمل فيها بكتاب الله تعالى ، وسنة رسول الله ، وسيرة الخلفاء الصالحين. 2 ليس لمعاوية أن يعهد لأحد عهدا ، بل تكون الخلافة للحسن من بعده ، أو يكون الأمر شورى بين المسلمين الحكم بالشوري. وقد نقض معاوية شروط الصلح في خطبة تضمنها نص جاء في المعجم الكبير للطبراني قال فيه معاوية: ( أنا قد بايعنا يزيد فبايعوا ) .. وهذا الإعلان كان فيه نقض معاهدة الصلح التي التزم سيدنا الإمام الحسين بشروطها عشرون عاما حتى تولي يزيد ابن معاوية فخرج إليه بالفعل بعد توليه .. حفاظا على الخلافة وتحقيقا لمبدأ الشورى .. ولوقف تبدل الدين ومنع تغيير السنة من جانب بني أمية ..استكمالا لمسيرة أخيه الحسن عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عملا بقوله تعالي : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ... الآية ) .. فاستمر سيدنا الحسين على قتال الفئة الباغية .. فلم يكن خروجه لا من أجل افتعاله المشاكل ولا من أجل الانفصال كما قلت سيادتكم بلا نص شريف يؤكد قولكم . وأخيرا : المداخلة التي قال فيها المتحدث : ( الدكتور الهلالي أتكلم كلام كتير أوى مسيء جدا لأهل البيت.. مش معني إن إحنا نحارب الدولة الصفوية أو دولة الملالي في إيران أو الشيعة إن إحنا نغلط في آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ولا يجوز إطلاقا إن إحنا نشكك في وجود الرأس الشريف لسيدنا الإمام الحسين في القاهرة .. الراجل أستاذ في جامعة الأزهر وله كل الاحترام والتقدير لكن مش ممكن أبدا أنه يشكك في أشياء ثابتة تاريخا قطعيا .. إذا كان هو ميعرفش دي مشكلته لكن عيب أوي يتكلم في برنامج لشهور ونسبة مشاهدته عالية جدا .. ويشكك في وجود سيدنا الإمام الحسين في القاهرة ويشكك في إيمان ملايين من الصوفيين بوجود سيدنا الإمام الحسين رأسه الشريفة في القاهرة .. دا راجل بيعمل فتنة في هذا الوطن ) هذه المداخلة كما عبرت عن رأيه فقد عبرت عن غيره أيضا .. وأنا كأحد أفراد أهل السنة والجماعة أؤيد قول هذا الرجل .. وهو قول يستحق رد أوسع من سيادة الدكتور الهلالي يوضح اتجاهاته الفكرية .. فردكم بأننا جميعا نصلي على آل البيت خمس مرات في اليوم .. هو قول توافق مع ما نفعله جميعا .. ومع ما يفعله الشيعة وقد اختلفنا معهم في مسائل .. و توافق أيضا مع ما يفعله الإرهابيين من داعش وغيرهم المعروفين بتفجير المشاهد والغير معترفين بوجود رأس الحسين في مشهده بالقاهرة .. وفي ختام مقالي أقول نحن أولي من الشيعة بأهل البيت .. وحب أهل البيت .. والتمسك بأهل البيت .. وزيارة أهل البيت .. وتثبيت وجودهم في مصر .. والابتعاد عن التشكيك في وجودهم .. فلسنا أمام مسألة فقهية اختلفت فيها الأقوال .. ولسنا في حاجة إلى فرقة واختلاف وتنازع فيما بيننا .. فليس معني اختلافنا مع الشيعة أن نعرض آراء خالفت النصوص الشريفة بزعم الحياد وعرض العلم و نخفي نصوص شريفة أظهرتهم أهل الحق في حروبهم وفي غير حروبهم دون جدال لتمحو هذه الآراء .. وتأمرنا بذكرهم وحبهم والتمسك والاعتصام والأخذ بهم ككتاب الله كما قال النبي فيما أخرج الترمذى وابن ماجه والطبرانى : ( أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتى أهل بيتى ) باحث إسلامي علاء أبوحقه