عادل حسان سليمان يوم عرفة هذا اليوم العظيم فى تاريخ المسلمين بل فى تاريخ البشرية لانه يوم الحج الاعظم وهنا أحب أن أقول إن ليوم عرفة مزايا عديدة، وفضائل كثيرة، فهو يوم عظَّمه الله ورفع قدره وجعل الوقوف في ذلك اليوم ركناً من أركان الحج؛ بل الحج كله وإليك بعضاً من فضائله: 1. أن الله قد أقسم به: ومن المعلوم أن العظيم لا يقسم إلا بعظيم وعلى أمر عظيم قال الله - تعالى-: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِسورة الفجر(الآية 3) قال ابن عباس - رضي الله عنه -: "الوتر يوم عرفة والشفع يوم الذبح" وهو قول عكرمة والضحاك وهو اليوم المشهود الذي قال الله فيه: وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ سورة البروج(الآية 3) ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير إلا استجاب الله له ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه)1. 2. أنه يوم عيد لأهل الموسم فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً!! قال: أي آية؟ قال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا (3) سورة المائدة. قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم بعرفة يوم جمعة"2 قال ابن حجر - رحمه الله -: "التنصيص على أن تسمية يوم عرفة يوم عيد" وقد نقل الكرماني عن الزمخشري أن العيد هو السرور العائد، وأقر ذلك فالمعنى: "أن كل يوم شرع تعظيمه يسمى عيداً"3، وقال ابن رجب - رحمه الله - في لطائف المعارف ما معناه: "أن العيد موسم الفرح والسرور وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم إذا فاز وبإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم لهم عليها مغفرته: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَسورة فالغافل يفرح بلهوه وهواه والعاقل يفرح بمولاه"4. 3.أن الله أخذ فيه الميثاق فعن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني يوم عرفة وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذرثم كلمهم قُبلاً قال: أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلى يقوله: بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ 4.أن الله يباهي بأهل عرفات ملائكته ويعمهم بالرحمة والغفران فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم: انظروا إلى عبادي هؤلاء جاءوني شعثاً غبراً) وعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة وإنه يدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء. 5.أن الدعاء فيه مستجاب: فعن طلحة بن عبيد الله بن كريز أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك. 1. أن من صامه إيماناً واحتساباً فإن الله يكفر بذلك ذنوب سنتين فعن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والباقية). 2. أن الله جعل الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج بل هو أهمهما فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (الحج عرفة) قال ابن رشد: "أجمعوا على أنه ركن من أركان الحج وأن من فاته فعليه حج قابل وقال ابن قدامة المقدسي: "والوقوف ركن لا يتم الحج إلا به إجماعاً" من أحوال الصالحين في يوم عرفة: · كان حكيم بن حزام يقف بعرفة ومعه مئة بدنة مقلدة ومئة رقبة فيعتق رقيقه فيضج الناس بالبكاء والدعاء يقولون: "ربنا هذا عبدك قد أعتق عبيده ونحن عبيدك فأعتقنا" · وقف الفضيل بعرفة والناس يدعون وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة قد حال البكاء بينه وبين الدعاء فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء وقال: واسوءتاه منك وإن عفوت · و دعا بعض العارفين بعرفة فقال: " اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصيبة على تركك القبول مني