رغم كل ما يقال هنا وهنا إلا أنني أرى أن حزب التحرير الإسلامي هو الحزب الإسلامي العالمي الوحيد الذي يحمل استراتيجية حقيقية من اجل الوصول إلى استئناف الحياة الإسلامية بشكلها الصحيح والتي تعتمد على ركنين أساسيين وهما العمل على نشر الوعي بين الجمهور المسلم حول العالم ومن ثم السعي من خلال ذلك لإقامة الخلافة الإسلامية الراشدة من منطلق الحكم بالشريعة الإسلامية على منهاج الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ومن خلال عدم القبول بأي شكل من الأشكال بالحلول الجزئية من منطلق شرعي يحرم التدرج بالأحكام الشرعية تحت أي ظرف من الظروف وهنا نجد أن الحزب بقي يحمل نفس النهج منذ أن تأسس على يد الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله ولم ينزلق كغيره من الأحزاب والجماعات الإسلامية بمستنقع الحلول الجزئية والدخول في دهاليز البرلمانات العربية والإسلامية ومن ثم الدخول في أنظمة الحكم العلمانية. وهنا من حقي أن أسال ما هو السر وراء سكوت هذا الحزب على هرولة جماعة الإخوان المسلمين باتجاه الديمقراطية التي تتعارض مع الأحكام الشرعية من منطلق نظرة إسلامية بحتة بشكل لا يدع مجال للشك وبشكل يضع العديد من علامات الاستفهام على هذا الحزب وتحديدا في فلسطين حيث يراد أن تتأسلم الاتفاقيات باسم جماعة الإخوان المسلمين على يد حركة حماس, وحيث وقف هذا الحزب أمام كل السياسات للسلطة الوطنية رغم أنها تعرف على نفسها أنها تعمل من منطلق علماني وديمقراطي ولم تعرف على نفسها يوما على أنها سلطة تريد أن تسترجع الحقوق والثوابت من خلال منظور إسلامي بحت وذلك نتيجة للظروف التي أحاطت بها منذ نشأتها. إن الخطورة التي يقف الآن حزب التحرير أمامها وتكاد تكون بياناته السياسية خالية منها هو أن جماعة الإخوان المسلمين باتت ديمقراطية أكثر من الدول التي صنعت الديمقراطية وباتت تعمل من خلال تفاهمات واضحة المعالم مع الإدارة الأمريكية بهدف اسلمة منطقة الشرق الأوسط على أنقاض الثورات العربية للوصول إلى اسلمة هذه المنطقة من ناحية المظهر بعيدا عن جوهرها الذي بات علمانيا أكثر من الدول الأوروبية وهنا تكمن الخطورة لان هذه الجماعة تعد من أهم واكبر الجماعات الإسلامية حول العالم وهي بالضرورة ستكون حجة على أي نظام إسلامي أو حكم إسلامي قادم في المستقبل. وأخيرا إن من أهم الواجبات الشرعية التي يجب على حزب التحرير أن يكشفها وان يكون بالمرصاد لها هو توعية المجتمع الإسلامي عموما والمجتمع الفلسطيني بشكل خاص من خطورة الخطوات التي تعمل بموجبها جماعة الإخوان المسلمين حول العالم ومدى توافقها مع الشريعة الإسلامية بدل السكون في المربع الأول وهو الهجوم المتواصل على السلطة الوطنية التي تخضع تحت الاحتلال ولن تكون في يوم من الأيام حجة لأي نظام إسلامي قادم وذلك وبكل بساطة لأنها لم تعرف على نفسها بأنها جماعة إسلامية كحركة حماس التي لطالما رفع قادتها كتاب الله العظيم وقالوا هذا هو دستورنا وسرعان ما تحول هذا الكتاب العزيز بيدهم إلى كتيب يحمل احد القوانين الوضعية في بعض الأقطار العربية أو في فلسطين ويا رضا الله ورضا الوالدين.