هالة السيد في إطار احتفائه بالذكرى السنوية الأربعين هذا العام وتكريسها لتسليط الضوء على محنة اللاجئين ورفع مستوى الوعي العام للأزمة الانسانية العالمية، أعلن اليوم مدير عام صندوق الاوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، السيد سليمان جاسر الحربش، عن منح جائزة أوفيد السنوية للتنمية لعام 2016 لللاجئة السورية دعاء الزامل، البالغة من العمر 20 عاماً، والتي فرّت من منزلها في مدينة درعا جراء تصاعد قمع النظام وحدة القصف والحرب والاحوال الأمنية المتدهورة أملاً في الوصول إلى السويد حيث بعض أقاربها، وما شهدته من مآسي خلال رحلتها المروعة التي حصدت مئات الأرواح من الأبرياء، وتفانيها في إنقاذ طفلة رضيعة من الغرق، وذلك باعتبارها رمزاً قوياً للبطولة والصمود والمثابرة من أجل حياة آمنة ومستقبل أفضل. وقد قام معالي رئيس المجلس الوزاري وزير المالية الجزائري، السيد عبد الرحمن بن خلفه، بتسليم الجائزة، وقيمتها 100 ألف دولار أمريكي، خلال المراسم الرسمية التي أُقيمت خصيصاً بهذه المناسبة على هامش اجتماعات مجلس أوفيد الوزاري، الذي عَقَدَ دورته السنوية السابعة والثلاثين هذا العام في الثاني من شهر يونيه/حزيران في مقر أوفيد بالعاصمة النمساوية، فيينا، في جو عام من الاحتفالات بالذكرى السنوية الاربعين لإنشائه. وفي كلمته الافتتاحية خلال مراسم تسليم الجائزة، أوضح السيد الحربش أن اختيار الشابة دعاء الزامل يأتي تقديراً للبطولة التي أبدتها حين ظلت تحمل بين ذراعيها طفلة تبلغ من العمر سبعة عشر شهراً على مدى ثلاثة أيام في عرض البحر، ورضيعة تبلغ من العمر عاماً واحداً لم تكتب لها النجاة، دون طعام أو مياه وتحت رحمة البرد والرياح والتيارات القاسية بعد أن غرق المركب الذي كانت تستقله في أواخر سبتمبر/ ايلول 2014، في حادثة مفجعة أودت بحياة أكثر من خمسمائة شخص، من بينهم خطيبها، كانوا يحلمون بالوصول إلى أوروبا. وأضاف السيد الحربش أن صمود الشابة دعاء الزامل واصرارها على البقاء على قيد الحياة بالرغم من المعاناة التي تعرضت لها خلال رحلتها المميتة في البحر المتوسط ومحاولتها إنقاذ الطفلتين من الغرق في ظرف عصيب يهدد حياتها لهو حقاً عمل بطولي شجاع ومصدر إلهام للكثيرين. ونوه السيد الحربش بأن جائزة أوفيد للتنمية هذا العام تأتي انطلاقاً من حرص أوفيد على تكريس احتفالاته بمرور أربعين عاماً على تأسيسه لتسليط الضوء على محنة اللاجئين والتضامن معهم، ومشاركة العالم قصة اللاجئة دعاء الزامل لرفع مستوى الوعي العام للأزمة الانسانية العالمية، التي حصدت الآلاف من أرواح الأبرياء، حيث غرق خلال العام الماضي فقط أكثر من 3,770 لاجئ في ظروف مأساوية في البحر المتوسط على أعتاب أوروبا، ومعظمهم من الأطفال والنساء الساعية إلى حياة آمنة ومستقبل افضل، والتي اعتبرها على حد قوله "مسؤولية مشتركة حتى النهاية". وأكد السيد الحربش على ان الجائزة السنوية للتنمية، التي أطلقها أوفيد عام 2006، تهدف في المقام الأول إلى تعزيز رؤيته المتمثلة في تحقيق التنمية المستدامة المتمركزة حول بناء القدرات البشرية من خلال مهمته في العمل على تعزيز الشراكة بين بلدان الجنوب في انحاء العالم بغية القضاء على الفقر والحاجة، ويعمل لهذه الغاية مع حكومات البلدان النامية ومؤسسات قطاعها الخاص. وأشار السيد الحربش إلى أن أوفيد، بالإضافة إلى ما تقدَّم، قد عمد إلى دعم اللاجئين منذ إنشائه عام 1976 من خلال برنامج المنح الذي يرفد بالهبات المالية عدداً من المنظمات غير الحكومية التي توفر المساعدات اللازمة للاجئين بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى التابعة لهيئة الاممالمتحدة (الاونروا)، وكذلك المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين. واعلن السيد الحربش قرار مجلس محافظي أوفيد بإنشاء صندوق باسم اللاجئة دعاء الزامل،التي تم لم شملها برعاية مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين، لاستكمال دراستها ولصالح أمثالها من الضحايا اللاجئين المنكوبين الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات الانسانية فضلاً عن زيادة التوعية بهذه الأزمة العالمية. ومن جانبها، أعربت الشابة دعاء الزامل عن شكرها وامتنانها بهذه الجائزة التي ستمكنها والناجين معها من مواصلة الدراسة والتعافي من الصدمة التي ألمَّتْ بهم، وأكدت على أن هدفها الذي أنصب على انقاذ الطفلتين هو ما زاد من إصرارها على البقاء على قيد الحياة. وعبرت الشابة دعاء الزامل عن امتنانها لحكومة السويد التي منحتها وأسرتها حياة آمنة وبداية جديدة. وقالت أنها تكرس هذه الجائزة لكل الرجال والنساء والأطفال الذين فقدوا أرواحهم خلال رحلتهم معها في البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا. وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم إطلاق جائزة أوفيد السنوية للتنمية تشجيعاً للمنظمات والأفراد ممن يساهم عملهم في دعم التنمية المستدامة والتخفيف من حدة الفقر. ومن بين الشخصيات والمؤسسات التي حازت على الجائزة سابقاً: مستشفى سرطان الاطفال في القاهرة، وهي أول مستشفى خيري لعلاج أورام الاطفال بالمجان في مصر؛ مركز كاكينيا للتميز في كينيا وجامعة أشيسي في غانا تقديراً لمبادراتهما التعليمية في أفريقيا؛ السيدة مالالا يوسف زاي، تقديراً لنضالها الشجاع لدعم حق الفتيات والنساء في وادي سوات في باكستان في الحصول على التعليم؛ الدكتور مازن الهاجري، الجراح الإماراتي المتخصص في زراعة قوقعه الأذن تقديراً لجهوده الإنسانية وإجرائه عمليات جراحية لا حصر لها للأطفال الصم في غزة؛ الدكتور محمد يونس، مؤسس بنك الفقراء في بنجلادش لتوفير التمويلات الصغيرة والنهوض بالفقراء من براثن الفقر؛ منظمة بارتولينا سيسا للإتحاد الوطني للفلاحات من السكان الأصليين في بوليفيا؛ ووزارة شؤون المعتقلين والأسرى المحررين في السلطة الفلسطينية"، تقديراً لجهودها في تعزيز برامج إعادة تأهيل الأسرى والمحررين، وهي تمثل الهيئة الوحيدة التي تعمل في فلسطين لتيسير إعادة تأهيل السجناء السياسيين السابقين وإعادة إدماجهم في المجتمع.