لقد أصبحنا فى زمن يتسم بالقوة والسلطة والسيطرة وتغيرت العادات وتغيرت المبادىء فالزحف نحو الهيمنة والسلطة من الأبواب الخلفية بدون شرف أو حق شرعى أصبح مباح ومشروع . سيطر النفاق والخداع على العقول والأفكار وأصبحت الغاية تبرر الوسيلة وأصبحنا ننجرف وراء شهواتنا ورغباتنا دون النظر إلى إعتبارات أخرى . فنحن العرب نتجه فى المخطط الذى تم رسمه من جانب أبناء الشيطان والحليف الأستراتيجى لقوى الشر فى المنطقة العربية والذى توغلت فى المنطقة وفى عقول ضعاف النفوس من زعماء العرب . إحتلال أسرائيل لفلسطين هو تخطيط طويل للسيطرة على المنطقة العربية وعلى الشرق الأوسط ولضمان حماية مصالح أمريكا وبريطانيا وحلفائهم فى المنطقة ، فأنتشر فى المنطقة الصراعات بين الدول العربية ومشاكل الحدود وكذلك أنتشار الأرهاب الممول من قوى الشر وصنع جماعات وطوائف تهدد المنطقة . لقد نجحت إسرائيل فى صنع جماعات إرهابية تابعة لها فى الخفاء تضرب من إستقرار البلاد ونجحت فى توظيف تلك الفئة الضالة التى خدمت المصالح اليهودية وأضرت بمصالح المسلمين وهذا ليس كلاماً إنشائياً فلننظر إلى داعش وغيرها من جماعات الشر والخراب فهم يصوبون أسلحتهم نحو المسلمين ولننظر إلى الأرهاب فى سيناء فهو يصوب رصاصه نحو الجنود المسلمين وليس جنود الأحتلال . ولننظر الى الحوثيين والحرب الطاحنة الأن فى اليمن فلننظر من يدفع الثمن هم الأبرياء والمسلمين العزل فكل هؤلاء الجماعات والمنظمات الأرهابية أختارت النوم فى أحضان العدو . إن أهداف العدو الأسرائيلى فى المنطقة بدأ يتحقق والذى نادى به برنارد لويس ومشروعه الذى نشرته المجلة الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكى البنتاجون والذى يهدف الى تقسيم الشرق الأوسط إلى أقليات ودول صغيرة يسهل السيطرة والتحكم فيها فكان من التقسيم هو تقسيم البلاد العربية كالاتى العراق تقسم الى ثلاثة دول ( دولة سنية دولة كردية دولة شيعية ) السودان تقسم الى دولتين ( دولة زنجية تضم جنوب السودان ودولة عربية تضم شمال السودان ) سوريا تقسم الى ثلاثة دول ( دولة علوية دولة درزية دولة سنية ) مصر تقسم الى دولتين ( دولة قبضية ودولة اسلامية ) والعمل على تفكيك السعودية إلى عدة دويلات صغيرة منفصلة وليست دولة موحدة ولبنان والأردن وغيرها .. ونلاحظ أنهم نجحو فى بعض أهدافهم وتم تدمير العراق وليبيا وسوريا واليمن ولبنان وجارى تفتيت الباقى وقد بدأت عمليات التقسم وإضعاف تلك البلاد العربية ، ونلاحظ أختفاء كلمة العدو الأسرائيى من القاموس العربى وأصبح يقال الكيان الأسرائيلى بدلا من جنود الأحتلال أو العدو الأسرائيلى ، ولم تكتفى تلك البلاد بالتطبيع بل تساعد فى إضعاف أشقائها من خلال الأكاذيب ونشر الفوضى فى تلك البلاد من خلال إعلام فاجر .. إن العدو الصهيونى بمساعدة أمريكا وبريطانيا نجحوا فى خلق الضعف والهزيمة فى نفوس العرب حتى مسمى الشرق الأوسط الذى ننطق به كثيراً وأصبح هو اللفظ الدارج فى حديثنا هم من وضعوه لنا وأصبح امر واقع لإنهم لا يريدون أن يتلفظوا بلفظ العالم العربى والوحدة والقومية العربية . إن العدو الأسرائيلى أصبح يخطط الأن أن يصبح هناك تعاون إقتصادى بينها وبين رؤساء الدول العربية حتى يصبح التطبيع أمر واقع لشعوب تلك الدول وتتحول العلاقة من علاقة دم إلى علاقة تجارة ومصلحة وهى تحارب بكل قوة أى تعاون عربى بعيد عنها بين الدول لإن مكسب العرب فى الإتحاد يعنى خسارة كبيرة وتهديد لوجودهم فى المنطقة فلذلك يسعون إلى أستقطاب بعض الزعماء وعمل إتفاقيات تجارية .. أخيراً : يجب أن نعلم أن ما يحدث فى المنطقة من صراعات وخلافات وإنتشار الأرهاب وعمليات القتل والدمار وتفكك البلاد فإن السبب فيه هو العدو الأسرائيلى وحتى نواجه هذا التوغل وهذا الإرهاب فى المنطقة العربية فيجب علينا جميعاً أن نتكاتف ونتحد مع بعضنا البعض من خلال التعاون الأقتصادى . حان الوقت لكى يتم الإتحاد فعلاً وليس إسماً فلو أصبحت كلمة العرب كلمة واحدة وجميعهم على قلب رجل واحد فلن يقف أمامهم قوى الشر مهما بلغت قوتهم ولكن سياسة فرق تسد هى السياسة الناجحة حتى وقتنا هذا . يجب أن يسعى العرب جميعاً الى التسلح الجيد والتعاون فيما بينهم من خلال تبادل الصفقات والعمل على إدخال التكنولوجيا النووية فى البلاد والإستفادة منها فى توليد الطاقة والحفاظ على علمائنا لتطوير المنطقة العربية . يجب أن نقول للعالم بأكمله وبصوت عالى إن فلسطين أرض محتلة ولنعمل جميعاً على إنتهاء هذا الإحتلال وأن تعلم إسرائيل إنها أغتصبت أرض عربية وليس هناك تطبيع مع الأستعمار ويجب على جميع الرؤساء العرب ألا يكون هناك تطبيع مع العدو الأسرائيلى وألا يكون هناك خداع لشعوبهم . إن الفرصة مازالت قائمة لكى نقف أمام العالم بأكمله وأمام هذا الإحتلال لو تم الإتحاد العربى وعدم الخضوع لهذا العدو الصهيونى وألا نسمح لأنفسنا أن يصبح العدو صديق وألا نعتقد إننا يمكننا النوم فى أحضان العدو بأمان فالمعركة مازالت مستمرة طالما ظلت فلسطين والجولان وأم الرشاش محتلة ..