شهدت وديان منى المقدسة منذ فجر اليوم الجمعة العاشر من ذي الحجة، حركة استثنائية لملايين حجاج بيت الله الحرام الذين انطلقوا من مزدلفة لأداء شعيرة رمي جمرة العقبة الكبرى، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وبدأت جموع الحجيج رحلتها المقدسة نحو مشعر منى عقب قضاء ليلة المبيت في مزدلفة، حيث تمكنوا من استكمال الركن الأعظم للحج بالوقوف على صعيد عرفات، وسط أجواء إيمانية خالصة تفيض بالدعاء والذكر والتسبيح. وفور وصول الحجاج إلى منى، بدأوا في تنفيذ مناسك يوم النحر المباركة، حيث قاموا برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات، متبعين في ذلك هدي الرسول الكريم، ثم توجهوا لذبح الهدي والتحلل من الإحرام بحلق الرؤوس أو تقصيرها. وأعقب ذلك توجه الحجاج للطواف حول الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة، في مشهد يبرز التنظيم المتقن والخدمات المتطورة التي وفرتها المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتميزت عملية النفرة من مزدلفة إلى منى بالانسيابية والأمان، بفضل الجهود المتواصلة للقطاعات الحكومية المختصة التي عملت على تسهيل حركة الحجيج وضمان راحتهم وسلامتهم طوال رحلتهم الروحانية. ومن المقرر أن يقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة، حيث سيواصلون رمي الجمرات الثلاث (الصغرى والوسطى والكبرى) يومياً، مع الإكثار من الذكر والدعاء، في تطبيق كامل لشعائر الحج كما وردت في السنة النبوية المطهرة. احتفالات عيد الأضحى في الحرم المكي وفي السياق ذاته، احتضن المسجد الحرام صباح اليوم احتفالية مهيبة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث تدفقت أعداد كبيرة من الحجاج والمصلين لأداء صلاة العيد في أقدس بقاع الأرض. وامتلأت ساحات الحرم المكي وأروقته بالمصلين منذ الساعات الأولى للفجر، في مشهد يحبس الأنفاس ويبرز عظمة هذا المكان المقدس وقدسيته في قلوب المسلمين حول العالم. وتعالت تكبيرات العيد في أجواء الحرم، مختلطة بأصوات الدعاء والتضرع، في لوحة إيمانية رائعة تُظهر تلاحم الأمة الإسلامية في أداء الشعائر المقدسة. وحرصت السلطات السعودية على توفير أعلى مستويات التنظيم والخدمات، من خلال توزيع المياه الباردة، وتأمين الممرات الآمنة، وتقديم الإرشادات الضرورية، لضمان أداء الشعائر في أجواء من الطمأنينة والسكينة. وتأتي هذه الفعاليات الروحانية في إطار الجهود الاستثنائية التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن، والتي تعكس التزامها الراسخ بتوفير أفضل الظروف لأداء مناسك الحج والعمرة.