كثيرا ما يتم وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن على أنه الرئيس الأمريكي الأكثر كرها للإسلام والعرب ،وربما كان هناك تفاؤل كبير بعد تركه المنصب واعتلاء أوباما له وهو ذا الأصول الإسلامية حيث تردد أنه سيكون أكثر اعتناء بالمنطقة ومشكلاتها ،ولكن بمرور الوقت اتضح العكس وتم تأكيد ذلك من خلال التقرير الذي نشره موقع أمريكان ثينكر والذي أكد أن الرذيس الأمريكي الحالي أقر مخطط شرير لتقسيم دول المنطقة معتبرا أن جماعة الإخوان المسلمين هي خير من ينفذ هذا المشروع وهو المخطط الذي رفضه بوش من قبل كشف موقع أمريكان ثينكر الأمريكي أنه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر كافحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأبن لتعريف وتحديد العدو وتقرير كيفية التغلب عليه, وأضاف الموقع أن إدارة بوش قررت الحفاظ على العلاقات الجيدة مع العرب وخاصة المملكة العربية السعودية تماما كما فعلت على مدار نصف قرن سابق على الرغم من تورط عدد كبير من العرب في تنفيذ الهجوم ،وهو ما دفعه إلى توجيه رسالة إلى العالم الإسلامي في 17 سبتمبر من نفس العام قال فيها: إن الإرهاب ليس الوجه الحقيقي للإسلام فهو دين سلام وهؤلاء الإرهابيين لا يمثلون السلام إنما يمثلون الشر والحرب ..لكن "بوش" في نفس الوقت أعلن عن سياسة مفادها أنه لن يفرق بين الإرهابييين الذين ارتكبوا هذه الأفعال وأولئك الذيم يؤونهم , وفي يوم 20 سبتمبر من نفس العام قال: إن عدو أمريكا ليس أصدقائها المسلمين الكثيرين فلم يكن لدى واشنطن أعداء من العرب ولكن عدوها هو شبكة راديكالية من الإرهابيين وكل حكومة تدعمهم. وأكد على أنه سيتم اعتبار أي أمة لا تزال تأوي أو تدعم الإرهاب من قبل الولاياتالمتحدة نظاما معاديا , وهكذا بدأت السياسة الأمريكية تقسم المسلمين إلى مسالمين وآخرين متطرفين. ونقل الموقع عن محلل سياسة الأمن القومي جاريث بورتر قوله في عام 2008. إنه بعد ثلاثة أسابيع من 11 سبتمبر أنشأ وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد هدفا عسكريا رسميا بالتخطيط لإزالة نظام صدام حسين بالقوة وأيضا قلب نظام الحكم في إيران وسوريا وأربع دول أخرى في الشرق الأوسط وفقا لوثيقة استند عليها والتي سربها وكيل وزارة الدفاع السابق دوجلاس فيث في كتاب له خاص بقرارات الحرب على العراق وأشار فيث أيضا إلى أن هذا الهدف العدواني كان يعنى بإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط بالقوة العسكرية أو التهديد باستخدام القوة والتأييد صراحة لكبار القادة العسكريين في البلاد المستهدفة وأكد فيث أن الهدف الرئيسي ليس كما تم إعلانه وقتها وهو القضاء على تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن ولكن كان إنشاء أنظمة جديدة في عدد من الدول ومساعدة السكان المحليين للتخلص من الإرهاب والأنظمة التي تدعمه كما ترى أمريكا ووفقا لفيث فإن رامسفيلد ونائب وزير الدفاع بول وولفويتز كانا يريدان تنفيذ هذه الخطة في كل من العراقوإيرانوسوريا وليبيا والسودان والصومال لكن بوش لم يوافق على أن يكون الهدف الصريح له تغيير النظام في إيرانوسوريا والأربع دول الأخرى التي تم اقتراحها إلا أن حرب العراق لم تسر على ما يرام وبحلول عام 2006. طالب بوش بتعيين لجنة لدراسة وتقييم الوضع برئاسة جيمس بيكر ،وخلص تقرير اللجنة الذي صدر في عام 2007. إلى أن الاستقرار في البلاد أصبح أمرا بعيد المنال وأن الوضع يتدهور ،وأوصت بأن يكون للدول المجاورة بما فيها إيرانوسوريا دورا دبلوماسيا لإعادة الاستقرار إلا أن بوش قرر عدم اتباع هذه التوصيات ،وبدلا من ذلك قام بدعم القوات في العراق وفقا لدعوات الجنرال بترايوس والسناتور جون ماكين كما رأت لجنة بيكر أن الوضع في العراق يرتيط بشكل وثيق بالصراع العربي الإسرائيلي ومن هنا كان يجب أن يكون هناك التزام متجدد ومتواصل من جانب الولاياتالمتحدة لتحقيق سلام عربي إسرائيلي شامل على جميع الجبهات ومنها لبنانوسوريا ،حيث كان بوش قد التزم في عام 2002. بتنفيذ حل الدولتين ويتضمن هذا الالتزام محادثات مباشرة إسرائيل ولبنانوفلسطينوسوريا لكنه في الواقع لم يقدم أي اقتراح يمكن أن يوصل إلى حل نهائي حيث لم يكن هناك أي توقع بأن الفلسطينيين يمكن أن يتخلوا عن وجهات نظرهم الوحدوية فيما يتعلق بالحدود والمستوطنات واللاجئين والقدس ولكن في يناير من عام 2009 ومع بداية عهد باراك أوباما دعا للقاء الرئيس محمود عباس رئيس فلسطين ليكون من أوائل القادة الأجانب الذين التقى بهم وطالب بالإنخراط فورا من أجل تحقيق تسوية دائمة عربية فلسطينية وهكذا بدأ أوباما العمل وفقا لتوصيات لجنة تقييم الوضع في العراق التي رفض بوش تبنيها ،وأكد كما فعل بيكر أن الصراع العربي الإسرائيلي كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بكل قضايا الشرق الاوسط وشرع في الضغط على إسرائيل ووضع ثقله لدعم فكرة حدود 67 كموضوع رئيسي لرسم الحدود المستقبلية للمبادلات وتقسيم القدس وتبرأ مما قاله بوش بأن الكتل الاستيطانية ستبقى مع إسرائيل وأكد أنه سيتم تسوية النزاع وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242. ،كما ذهب أبعد من ذلك لإجبار إسرائيل على تجميد البناء شرق خط حدود 67. بما في ذلك القدس وكانت دولة الاحتلال قد ضمت على مدار ثلاثة عقود العديد من الأراضي وسمحت بالنمو الطبيعي للمستوطنات وقبل ديسمبر من عام 2011 أوفى أوباما بوعده بسحب القوات الأمريكية المتبقية من العراق مما أدى لوجود فراغ سمح بصعود وهيمنة داعش على البلاد وتحولت إدارة أوباما أيضا إلى تنفيذ خطة رامسفيلد لتغيير النظام والذي رفض بوش التصديق عليها ،حيث ساعد على دعم المعارضة في كل بلد ومساعدتها على خلع الحكام المستبدين ،لكن الرئيس الأمريكي الحالي قرر استبدال هؤلاء الحكام الذين كانوا علمانيين بالإخوان المسلمين أو غيرهم من الإسلاميين ولفت الموقع إلى أن خطة رامسفيلد المقترحة كانت قبل تحول النصر في العراق وما تم الأخذ في الأعتبار هو أنه ليس هناك معارضة موحدة وليس هناك رغبة في الديمقراطية ،لكن أوباما تجاهل هذا الدرس معتقدا أن جماعة الإخوان تستطيع أن تفرض نفسها على كل المعارضة وبالتالي يمكنها خلق الاستقرار وفي ديسمبر من عام 2003. تخلت ليبيا عن امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل ،وتفكيك برامج الأسلحة الكيميائية والنووية التي تمتلكها،كما دفعت تعويضات اسقاط الطائرة بان أمريكان فوق لوكيربي ،كما تخلى القذافي عن الإرهاب ونتتيجة لذلك تحسنت علاقاته مع أمريكا والاتحاد الأوروبي ولكن رغم ذلك قرر أوباما فيما بعد بالاشتراك مع كل من بريطانيا وفرنسا وقطر خلع نظام القذافي حيث تم القيام بعمل عسكري لإزالة نظامه مما مهد في النهاية إلى وفاته،ومن وقتها لم يعد هناك استقرار في ليبيا ومختلف القبائل هناك واصلت القتال وكانت المنظمات الإرهابية المعادية للغرب التابعة للحهاد العالمي المستفيد الرئيسي من الاضطرابات ،ولم تتوقف الفوضى العنيفة عند الحدود الليبية ،بل امتد التشدد السياسي الديني وانتشر بحر من الأسلحة المتطورة لجيران ليبيا الأفارقة والعرب مع آثار وخيمة على أوروبا وكان أوباما قد ألقى خطابا رئيسيا إلى العالم الإسلامي في القاهرة في يونيو من عام 2009. وأطلق على هذا الحدث بداية جديدة وأصر على وجود الإخوان وكانت وقتها محظورة من قبل نظام مبارك وبعد فترة كان هناك ضغط شعبي عليه للتنحي واضطرت البلاد إلى إجراء انتخابات مبكرة أتت بجماعة الإخوان المسلمين وتم انتخاب محمد مرسي ممثلا عن الجماعة في يونيو من عام 2012. واستمر في منصبه لمدة عام حتى تم الإطاحة به بمساعدة الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي الذي تولى الرئاسة فيما بعد ،لكن هذا الأمر لم يروق لأوباما الذي كان يعتمد على الإخوان المسلمين لقيادة البلاد ،وحاول دعم مرسي للعودة للحكم ولم يدعم السيسي ،بالضبط كما فعل مع مبارك ،مما اضطر الرئيس المصري الحالي للتقرب من روسيا أما الزعيم الثالث الذي أراد أوباما الإطاحة به كان بشار الأسد رئيس سوريا ففي للبداية حاولت إدارة الرئيس الأمريكي التوسط من أجل التوصل لاتفاق سلام بينه وبين إسرائيل ولكن هذه الجهود لم تنجح وبعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا طالب أوباما بالإطاحة بالأسد ودعم الاخوان المسلمين في البلاد والجماعات الإسلامية الأخرى لكن هذه الخطة لم تنجح ،وحاول الاستعانة بصديقه أردوغان ولم ينجح الأمر أيضا مما اتاح الفرصة لروسيا ليكون لها دور أكبر لكن مع ذلك لم يدعم أنقرة ضد موسكو وفي نفس الوقت لم يعد هناك وجود ملموس لجماعة الاخوان في البلاد وأصبحت روسيا حاليا هي من تتصدر المشهد في سوريا وأصبح أوباما لاعبا صغيرا ولكنه لا يزال يدعم الحل السلمي في البلاد،والواقع أن كل من إيرانوروسيا سوف يدعمان انتخابات مبكرة في البلاد لان العلويين الذين يمسكون زمام الحكم لا يتعدى عددهم 20٪ من نسبة السكان ،كما أن موسكو ترغب في الإبقاء على أسطولها في البحر المتوسط وكذلك الإبقاء على قاعدتها الجوية هناك ،وفي نفس الوقت إيران ترغب في الإبقاء على العلويين في المشهد السوري لأنهم يعدوا حلفاء لها بسبب انتمائهم للمذهب الشيعي كذلك ترغب في أن يكون هناك تعاونا بينهم وبين حزب الله الشيعي أيضا والانتخابات هي السبيل الوحيد لذلك ويبقى أن نرى ماذا ستفعل كل من روسياوالولاياتالمتحدة والسنة في المنطقة منع داعش سواء تم تقسيم العراق إلى ثلاث أقسام أم لا وهي دولة للأكراد الذين يتمتعون نسبيا بالحكم الذاتي والثانية للشيعة والذين تبلغ نسبتهم حوالي 60٪ من عدد السكان والثالثة للسنة وفي هذه الحالة قد ينضم كل من سنة العراق وسنة سوريا في دويلة واحدة إذا اتفقوا على ذلك وكل هذه التحولات تعني أن أوباما اختار أن يتبع السيناريو الأسوأ للمنطقة والذي رسمه رامسفيلد وبيكر واعترض عليه بوش الذي أراد أن يبقى على الجيش الأمريكي في العراق وزاد تعاونه مع السعودية وفعل الرئيس الحالي العكس حبنما اتفق مع طهران وقى علاقته بها على عكس رغبة الرياض كما أن بوش أراد أن يحارب الإرهاب والأنظمة التي تدعمه ولكن أوباما أراد الإطاحة بكل من مبارك والقذافي والأسد ليضع محلهم أنظمة إرهابية أو تدعم الإرهاب ،كما دعم جماعة الإخوان المسلمين التي تم اعتبارها من قبل بريطانيا وعدد من الدول الأوروبية كمنظمة إرهابية مما يعني أنه فعل كل ما هو أسوأ للشرق الأوسط ومن الأدلة الأخرى التي ظهرت مؤخرا والتي تثبت أن إدارة أوباما كانت تدعم بشكل كبير نظام الإخوان بمصر على اعتبارها مدخلا لها للسيطرة على كل الشرق الأوسط من خلال هذه الجماعة ما تم نشره من البريد الاليكتروني الخاص بوزيرة خارجية أمريكا السابقة هيلاري كلينتون والذي تضمن عدد كبير للرسالات الموجهة إلى الرئيس الإخواني محمد مرسي حيث أكدت في إحداها أنها ستدعم سعي نظام الإخوان للحصول على قرض صندوق النقد الدولي لمنح البلاد مبلغ مالي قيمته 4.8. مليار دولار لانقاذ الاقتصاد المتدهور الذي كان من شأنه أن يقضي على أمل الجماعة في الاستمرار في حكم مصر حيث أكدت خلال الرسالة على ضرورة وأهمية اتمام هذه الإجراءات وكانت الرسالة تحت عنوان (مصر) بتاريخ 17. يناير من عام 2013 وقالت كلينتون في الرسالة «فكرت أن أكتب فى هذه الرسالة خلفية موجزة قد تكون مفيدة»، مضيفة: «الأحد الماضى عقدت اجتماعات فى القاهرة مع رئيس الوزراء ومسئولين مصريين آخرين لمناقشة الحالة الاقتصادية الحرجة فى مصر واحتمالات التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد والمساعدات الأمريكية، وشارك فى الاجتماع السفيرة الأمريكية السابقة فى مصر، آن باترسون، وبيل تايلور، ومارا رودمان فى العديد منها، وأعضاء فريق سفارتنا». واختتمت «كلينتون» رسالتها مؤكدة أنها تحدثت مع المسئولين فى الصندوق وشرحت لهم مدى أهمية القرض لمصر، قائلة: «أعتقد أن المصريين يحاولون بجدية إجراء إصلاحات وكسب تأييد الرأى العام، ومع ذلك، فهم يواجهون قضايا تقنية خطيرة، ويخشون من المعارضة الشعبية للكثير مما يجرى مناقشته مع الصندوق»