الحسين عبدالرازق حقل عملاق للغاز تكتشفه الشركة الإيطالية " إيني " قرابة السواحل المصرية , بعدها بشهور قليلة تعثر الشرطة المصرية علي جثة الإيطالي " ريجيني " ملقاة علي قارعة الطريق بالقرب من القاهرة !! وهنا يحضرني مشهد من الفيلم الشهير (الناصر صلاح الدين ) عندما دارحوارٌ بين الأمير كونراد (محمود المليجي) و الملك فيليب (عمرالحريري) حين نظر كونرد إلي فيليب وكان ذلك الأخير قد اعترته الحيرة في تحديد اتجاه سير جنوذ صلاح الدين , قائلا ً " لو رسمنا خط بين هذا الدرع وهذا السيف , لدلنا حتما ًعلي خط سير العرب " ... .. ليجيبه وقد نظرإليه في إنبهار .... عظيم يا كونراد إنك عبقري . وجدت أن الإستعانة بهذا الحوار ضرورية عند محاولتي قراءة مابين السطور في موضوع مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني , والذي أثار جدلاً واسعا ً طيلة الشهور الماضية , ولتكن نقطة البداية في 4 فبراير من العام الحالي عندما تم الإعلان عن أكتشاف جثة "الباحث الإيطالي" ريجيني ملقاة علي قارعة الطريق عند مدينة السادس من أكتوبرغربي القاهرة وبها آثار تعذيب , بعد اختفاءه منذ يوم 25يناير بالتزامن مع حلول الذكري الخامسة لاندلاع الثورة المصرية !! سبق تلك الواقعة بأشهر قليلة , وبالتحديد في يوم 30 أغسطس 2015 الإعلان عن إكتشاف أكبر حقل للغاز علي الإطلاق في مصرعبر شركة الطاقة " الإيطالية إيني " والذي يحتوي علي أحتياطيات أصلية تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي , الأمر الذي توقع معه الخبراء أن يسهم في جذب الإستثمارات , إضافة إلي تأمين احتياجات الدولة المصرية من الغاز . عود ٌعلي بدأ ... وعلي طريقة كونراد , كل ماعلينا القيام به هو رسم خط بين إكتشاف الشركة"الإيطالية" لحقل الغاز العملاق هذا , ومقتل الباحث "الإيطالي" ريجيني . عندها فقط يمكننا الإمساك بطرف الخيط !! الذي لو تتبعناه لأوصلنا حتما ً إلي الهدف الأساسي الذي من أجله تمت جريمة القتل تلك , التي لايساورنا شك في أنها جاءت بغرض تحقيق هدفين إثنين لاثالث لهما ... الهدف الأول بالطبع هو الإساءة إلي سمعة الدولة المصرية دوليا , ً كعملية تكميلية أو جزء جديد من مسلسل تآمرهم لضرب السياحة ولتقليص عدد السائحين الأجانب لمصر. أما الهدف الثاني فهو إفساد العلاقة المصرية الإيطالية , خاصة بعد النجاح غير المسبوق للتعاون المصري الإيطالي في عدة مجالات من بينها , بالطبع مجال التنقيب عن الغاز والتي أثمرت وكما أسلفنا عن اكتشاف ذلك الحقل العملاق !! بالإضافة إلي أن إيطاليا هي الشريك التجاري لمصر , وهي الدولة الثالثة أوروبيا ً من حيث حجم الصادرات المصرية لإيطاليا 717مليون و40ألف جنيه خلال شهر أكتوبر من العام الماضي , تنوعت مابين الألومونيوم والوقود والقطن واللدائن , في حين وصل حجم التبادل التجاري بين مصر ودول شرق وغرب أوروبا 266مليار و232مليون و529ألف جنيه خلال العام الماضي . فهل ستتغير تلك الأرقام بعد أن أدان البرلمان الأوروبي مقتل الباحث ريجيني ؟ هل ستتأثر العلاقات المصرية الإيطالية والتي ظلت لأعوام عدة تنعم بحالة من الإستقرار , بل والتميز خاصة في ظل السعي المشترك من كلا البلدين إلي استعادة الإستقرار في ليبيا ؟؟ وهل ساهمت حالة التخبط التي صاحبت تصريحات الحكومة المصرية مع الأيام الأولي لاكتشاف جثة ريجيني إلي إيصال القضية إلي ماوصلت إليه ؟ هل سيؤثرإستدعاء إيطاليا سفيرها في مصرللتشاور علي العلاقات المصرية الإيطالية ؟؟ هل لتنظيم داعش الإرهابي يد في مقتل الطالب الإيطالي والذي سبق وأن أعلن من قبل عن ضلوعه في حادث تحطم الطائرة الروسية ؟؟ لماذا تزامن اختفاء ريجيني مع حلول ذكري ثورة يناير ؟؟ لماذا ألقيت الجثة علي الطريق الصحراوي في حين امتلاك مصر 680 ألف كيلو متر مربع من الصحراء , أي مايعادل 68%تقريبا ً من مساحة مصر كان بإمكان القاتل أن يجد وبمنتهي الأريحية مايكفيه منها لإخفاء جثة الطالب صاحب ال28 عاما ً ؟؟ هل جاء ذلك نتاج غباء المخططين ؟؟ وهل قمنا بطرح تلك الأسئلة اعتمادا ً علي عبقرية كونراد .. وهوماقمنا به من رسم خط بين اكتشافات شركة إيني ومقتل الباحث ريجيني !! وأخيرا ً نقول ... .. أن كل أزمة تحمل في طياتها فرصة , فلتكن أزمة ريجيني هي فرصتنا لو أحسنا التصرف وتعاملنا مع الموضوع بمزيج من الشفافية والإحترافية لنثبت لشرفاء لعالم أن ما حدث لم يكن ً نتاج عملية قمع أو تعذيب, بل هو جزء من مؤامرة قام بها حفنة من الأشخاص بإيعاذ من قوي شريرة هدفها بالدرجة الأساس هو إفشال الدولة المصرية , وهو مالن يتمكنوا منه أبدا ً بفضل عناية الله واخلاص أبناء مصر الأوفياء.