لقد تعلمت أن لكل فعل رد فعل وأن المعطيات لابد لها من نتائج فمن ينظر الى حال الناس وينزل الى الاحياء والقرى ويشاهد أشكال الناس وحياتهم ومدى الحاجة الى المال والضغط النفسى لعدم توفر المال الذى يلبى الاحتياجات الاساسية من المعيشة سوف يعلم أن المواطن لم يعد لديه صبراً على الاحداث فهو قد تحمل البطش والظلم والقهر فى الانظمة السابقة وقد فاض به الكيل أعتقد أن البركان على وشك الانفجار ... المواطن يقف حالياً أمام أرتفاع الاسعار مكتوفى الايدى لا يستطيع أن يوفر أحتياجاته وأحتياجات أبنائه من مأكل ومشرب ومسكن فهو أصبح يقف على حافة البركان وإذا انفجر هذا المواطن فلن يستطيع أحد أن يقف أمامه لانه فى الظروف الحالية يعتبر نفسه ميت فإذا لم يموت من الرصاص فسوف يموت من الجوع وهناك أسباب واضحة أمام الجميع ستؤدى الى انفجار البركان . الارتفاع الجنونى فى أسعار المواد الغذائية وفى اسعار الدواء وفى الملابس وفى كافة إحتياجات البيت من إرتفاع فى سعر فواتير الغاز والمياه والكهرباء وشعوره بالظلم والقهر فكيف له أن يعيش فى ظل هذا الجشع وهذا الغلاء . إنتشارجشع التجار وانعدام وجود الرقابة الفعلية من جانب الحكومة وعدم سيطرتهم على الوضع وعلى هؤلاء التجار . فشل الحكومة فى تقديم حلول للشعب وتوفير الفرصة فى أن ينعم المواطن بحقه فى العيش وفى السكن وفى العلاج وفى الامان وراحة البالوالغريب أن الحكومات تعلم الداء وتقف عاجزة عن توفير الدواء . لذلك أستطيع أن أقول إن الطريق الى ثورة الجياع والفقراء قادمة لو أستمر وضع البلاد بهذا الشكل فلقد تحمل المواطن إنقطاع الكهرباء ونقص البنزين وقلة المال وكل الأحداث التى سمعنا عنها وتم معايشتها خلال السنوات السابقة ولكن عندما يتعلق الامر بلقمة العيش فالامر صعب . أعتقد أنه لو قامت الثورة لن يستطيع أى شخص أو جهة أن تقف فى طريقها فهى سوف تكون نابعة من الظلم والقهر والغلاء وقلة الحيلة وكما يقال عض قلبى ولا تعض رغيفى ، فهذه الثورة لن يقودها المثقفون أو السياسيون أو أصحاب المصالح ولكن سوف يقودها المواطن المطحون فى كل مكان فى مصر الذى عاش الجوع وأيقن إنه لن يستطيع الحياة فسوف يحارب من أجل البقاء . إن صبر المواطن الغلبان والفقير وصبرمحدودى الدخل قد نفذ ولم يعد يتحمل المزيد من الارتفاع الرهيب الذى يحدث فى الاسعار فى كافة الإتجاهات فإن وجبة الفقير التى كانت تتكلف عشرة جنيها أصبحت الان تتكلف ثلاثون جنيها وأكثر ، والدخل ثابت ولاتوجد وظائف وأتعجب من نظرة الحكومة للوضع وكأنها تعيش فى كوكب أخر وليس فى مصر التى انهارت وتصدعت من مظاهر الرشوة والفساد والربح بأى شكل . أيتها الحكومة المصرية أنزلى إلى ارض الواقع وأتركى الكراسى والمكيفات والمبانى العالية لكى تتعرفى على معاناة شعبك والذى تحمل الكثير من الفساد والرشوة والمرض والجهل وجشع التجار وظهور الامراض . سعادة رئيس الحكومة أنزل إلى المحافظات إلى الشوارع إلى الحارات والأزقه وأنظر بعينك على أحوال الناس أنظر الى الفقراء لكى تعلم المعاناة التى يعيش فيها المواطن فكيف لهذا المواطن الذى لم يعد متوفر له لقمة العيش أن ترهقه فى ارتفاع اسعار الكهرباء والمياه وفرض ضرائب . لكن لن أتعجب من نظرة المسئولين للوضع فى مصر ولنظرتهم الى أحوال الناس الغلابة لإنه ليس جديد علينا فكم حكومة جائت وكم حكومة رحلت وتبقى المعاناة ، ولكن كيف للمسئولين فى مصر اللذين يعيشون فى الفلل والشقق الفاخرة ومتوفر لهم الخدم والحشم والشاليهات والسيارات الفخمة أن يشعر بما يعانيه المواطن ، فالوزير لم يمشى فى الشمس أو نقع بيته من المطر أو عاش فى بيت أيل للسقوط أو نام يوماً بدون طعام أو لم يجد المال لكى يذهب الى الطبيب ويشترى الدواء أو وقف مكتوفى الايدى أمام أبنائه لدفع مصاريف المدرسة أوبكى قلبه قبل عينيه عندما يطلب إبنه شيئاً وهو عاجز عن تحقيقه له. لقد تحمل هذا الشعب مالم يتحمله شعب أخرفثورة الجياع التى حدثت فى فرنسا والتى حدثت نتيجة غطرسة العائلة المالكة وعدم شعورها بإحتياجات المواطن ليست بعيدة فى هذا الزمان عن مصر فالظروف حالياً متشابهة وإن يكن وضع مصر أخطر وأصعب من وضع فرنسا أنذاك . إن الفرصة ما زالت سانحة أمامكم أيها المسئولين لكى تنقذوا مصر من تلك الثورة ومن ذهاب البلد فى إتجاه اللاعودة وذلك سيتحقق من خلال الرقابة على جشع التجار والتحكم فى ارتفاع الاسعار والقضاء على السوق السوداء للدولار ومن توفير السلع الغذائية للمواطنيين . إنزلوا الى المصالح الحكومية والى مناطق العمل الذى يعلم الجميع أنه لن ينهى أوراقه بدون أن يقوم بالدفع للموظف وأن يتم العمل على محاربة الرشوة والفساد ولن يحدث هذا بالكلام ولكن بالفعل وأن يكون هناك قانون فورى ومغلظ حتى يتعظ الاخرون . وأنتم أيها النواب الذى أختاركم الشعب لتمثلوه كفاكم أستعراض وخناقات وإتحدوا من أجل هذا الشعب ، وأنتم أيها الاعلاميون مصير هذا البلد فى أيديكم فأنتم تملكون منبراً فى التأثير على الناس فأجعلوا برامجكم هادفة وفى صالح الشعب وليس فى صالح المعلن والاعلانات . لابد من تكاتف الجميع شعباً وحكومة من أجل تحسين الوضع فى بلدنا وأن نخرج من ذلك النفق المظلم الى النور ....