أصبحَت السلطة في #مصر_والشام بعد مقتل #توران_شاه على أيدي المماليك فاجتمَع رأْيهم على تنصيب زوجة أستاذهم سلطانة على البلاد وهي من حيث الأصل والنشأة أقربُ إلى المماليك كما قال بعض المؤرخين ولذا اعتبرَها #المقريزي أُولَى سلاطين المماليك في مصر وقال إنها "أوَّل مَن حكم #مصر من ملوك التُّرك المماليك... وقد واجَهت السلطانة الجديدة عدَّة مشكلات استطاعَت أن تجتاز بعضها ووقفَت عاجزة أمام بعضها الآخر فقد تمكَّنت من مواجهة خطرِ #الفرنجة بعقْد معاهدة معهم بعد حرب طويله فرحَلوا عن البلاد وتعهَّدوا بعدم العودة إليها ودفَعوا فِدْية كبيرة مقابل الإفراج عن #مَلِكهم وأسْرَاهم.... ونَجَحت في إدارة البلاد إلى حدٍّ كبير فضرَبت السكَّة باسْمها وأقامَت #المملوك_عز_الدين_أبيك أكبر المماليك الصالحيَّة ووزير زوجها وزيرًا لها بعد أن وضعت فيه ثقتها.... ولكنَّ العقبة الكَؤُود التي لَم تستطع اقتحامَها هي كونها امرأةً فحاوَلت أن تتغلَّب على هذه المشكلة بوسائلَ شتَّى منها إخفاء اسْمها واتِّخاذ ألقاب تقرِّبها من الناس فتسمَّت #بأُمِّ_خليل وهو اسم ولَدها من زوجها السلطان #نجم_الدين_أيوب وكان قد مات صغيرًا لكنَّها تمسَّكت بهذه الكُنْيَة واتَّخذت أيضًا لقبَ #الصالحية نسبةً إلى زوجها الملك الصالح #والمستعصميَّة نسبةً إلى الخليفة العباسي المستعصم (640 - 656ه) ولكنَّ هذه المحاولات لُم تُفلح في صرْف الناس عن كونها امرأة وبدأَت الأحوال تضطرب وخاصة في بلاد الشام وخرَج أُمراء الشام عن طاعتها وتوجَّه بعضهم للهجوم على مصر وطمَع بقايا الأيوبيين في حكم مصر، ورأوا أنَّهم أحقُّ وأوْلَى منها ووصَل الملك #السعيد_حسن_الأيوبي إلى غزة وانقسَمت الدولة فأصبحَت بلاد الشام في أيدي الأيوبيين ومصر في أيدي #شجرة_الدر والمماليك.... ولَم يَقبل الخليفة العباسي المستعصم هذا الوضع الجديد برغم تمسُّح شجر الدر به وتلقبها بالمستعصمية وكتَب إلى أمراء مصر "إنْ كان الرجال قد عدمَتْ عندكم، فأعْلِمونا حتى نسيِّرَ إليكم رجلاً"!!... وظهرَت المعارضة في صفوف المماليك أنفسهم فقد انطلَقت الألْسِنة باتِّهام شجر الدر بالتهاون في قتال #الصليبيين والتساهل في إطلاق مَلِكهم وأسْراهم.... ولَم تَجِد #شجر_الدر وسيلةً للخروج من هذا المأْزق سوى التنازُل عن السلطنة لأحد أمراء المماليك وأن تَحتفظ بنفوذها الفعلي بالتزوج منه ومشاركته في الحُكم فقَبِلت الزواج من وزيرها وأتابك العسكر عز الدين أيبك #التركماني في سنة 648 ه بعد ثمانين يومًا من حُكمها، ومنذ ذلك الحين يبدأ التاريخ الفعلي لدولة #المماليك_البحرية