رحلت في 17 يناير سنة 2015 ورحل زمانها الجميل لنحيا علي بقايا الذكريات ولاتسل عن حياة حتي يؤذن بالممات ... أكتب عن السيدة فاتن حمامة في ذكري رحيلها الأولي وقد أوجعت السياسة القلوب وصار لزاما "الإبحار" في ذلك الماضي الجميل في أرض الكنانة التي كانت ترتوي " بالحب" في زمن كان فيه نهر النيل هو نهر " الحب " حيث الزمن الجميل في كل شيئ . الأجمل أن الأخلاق كانت حاضرة بقوة وكانت الأسرة المصرية مترابطة وكانت مصر تقضي الخميس الأول من كل شهر " ترتشف" الشهد وهي تسمع أم كلثوم في ليالي هي الأجمل في تاريخ مصر التي كانت جميلة ... حديثي عن فاتن حمامة في ذكراها " ينكأ" الجراح ومن منا " يخلو " قلبه من الجراح ولاسبيل إلا الصبر " حزنا" علي " تواري " الأجمل في حياتنا وقد غيبه " الممات " تاره والتمويت " تارة " أخري . ليعم الجدب في كل شيئ " المشاعر " الأخلاق . لتتحول مصر إلي " غابة " موحشة " تكتظ بالبشر ولكن " دون" إحساس " بالآدمية وقد " طغي " القبح في مواضع كثيرة " ليبقي " الحزن " هو العنوان ... فاتن حمامه " رائعة " زمانها "تلك" الطفلة الصغيرة " أنيسة " التي ظهرت في الأربعينيات مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم يوم سعيد " ظلت" أنيسة القلوب " بوقارها " وسمو أخلاقها وطوال سنوات طويلة جاوزت فيها الثمانين من العمر " حافظت" علي البهاء والنضارة وفي الخريف لازمها " جمال" الروح " . في حياتها تزوجت من المخرج عز الدين ذو الفقار ثم عمر الشريف وأخيرا أستاذ الطب الدكتور محمد عبد الوهاب وتلك حياتها الشخصية التي لامُعقب لنا عليها , وكان المثير أن " الثلاثة" أحبوها وجاهروا بالحب لتلك المرأة الأستثنائية في كل شيئ... فاتن حمامة " فنانة" أدت رسالتها دون " إبتزال " مُدركة لرسالة الفنان وقد كان مأساويا أن " تهرب " من مصر في نهاية الستينيات " هروبا" من سطوة صلاح نصر مدير المخابرات وقد حاول " تجنيدها " وقد كان " مسلكه" إنحرافا " أقرت به مصر الرسمية ليتم " عزله" ومحاكمته , ولم تعد فاتن لمصر إلا في عام 1971... رحلت فاتن حمامه بعد عمر مديد وتجربة ثرية والمثير أن آخر ظهور رسمي لها كان في إحتفالية مصر بتكريمها في عيد الفن حيث كرمها الرئيس عدلي منصور لتظهر برداء " أزرق " ووجه " مشرق" لازمها حتي النهاية ولما لا أليست " سيدة " الوقار والإحتشام , ويأتي يروم الرحيل لتفارق كالنسيم " دون " مقدمات لتشيع في جنازة " لاتليق" بها وقد تدافع المشيعون وكان المشهد الأليم هو مشهد " زوجها" الدكتور " محمد عبد الوهاب " يبكيها " وهي في " النعش" في مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر " قبل" أن تواري الثري .... في ذكراها " الأولي " سلام علي " فاتن " حمامه وزمانها ... وتبقي الذكريات .