كانت العرب لديها شيمة أصيلة إن وعدت لاتُخلف , ولكن قد يكون هناك شواذ بينهم , يكون مثالاً للعبرة والاتعاظ واحيانا الانتقاص ممن يفعل هكذا امر ويوعد ولايخلف.. عركوب او(عرقوب) كان رجلاً ميسور الحال وله بستان ونخل كثير . جاءه يوماً رجلاً فقيراً يطلب منه المساعدة فقال له عرقوب : إنظر لهذه النخلة إذا أطلعت فلك طلعها، فلما أطلعت أتاه ليأخذ الطلع فقال له دعها حتى تصير بلحاً ، فلما أبلحت قال دعها حتى تصيرُ زهواً ، فلما زهت قال دعها حتى تصيرُ تمراً، فلما أتمرت عمد إليها عُرقوب ليلاً فجدها ولم يعط الرجل الفقير شيئاً منها .. فصار مثلاً في الخُلفِ وعدم الوفاء.. محل الشاهد هنا في عراقنا الحبيب وأختلاط الحابل بالنابل وكثرة العهود والوعود ومع زخم التظاهرات المطالبة بالتغيير ومكافحة الفساد والافساد والتخلف والجهل وتوفير سبل العيش الهانئة والامان استبشرت خيراً مما صرح به (عركوب العبادي) باصلاحاته الموعودة التي لم يستثمر منها المتظاهرون شيئاً سوى وعود كاذبة ,وبهذا فقد وجه الناشط والمدني الصرخي الحسني في بيانه الكهرباء ... أو ... الأطفال والنساء والدماء ؟؟!! النصحية لابنائه المتظاهرين قائلاً( كل الشرفاء معَكم ، معكم في مطالبِكم ، وهو أبسط حقوقِكم وقد سَرَقَهُ السرّاق الفاسدون كما سرقوا كلَّ شيءٍ منكم ومن بلادِكم ، لكن هل تظاهراتُكم ستنتهي فقط عندما يوفِّر لكم المسؤول ساعةً إضافيةً أو أكثر من الكهرباء ، أو عندما يماطل معكم المسؤول ويخدعكم فيكسبَ الوقتَ....) http://al-hasany.com/vb/showthread.php… ما تقوم به القوى السياسية النافذة هو محاولة لخلط الاوراق من خلال تصريحات تقطر دموعاً من شدة الحزن على ما آل إليه مصير البلاد نتيجة الفساد وضياع أمواله. غير أن هذه التصريحات والدموع كدموع التماسيح لن تعيد مئات المليارات من الدولارات ولن تسهم باستعادة ولو نصف ما ضاع من أموال البلاد,لعلهم بوعودهم هذه يسعون لتشكيل جبهة او قوى جديدة لحماية كياناتهم وخفاظاً على نفوذهم الذي اصبح على المحك بعد أحتجاجات الجماهير .. ومطالبهم اصبحوا لاتنطلي عليهم هذه الوعود البراقة علنا والكاذبة مضموناً ومنهجاً عودونا به فاصبح ينطبق عليهم وعد عركوب . هيام الكناني