عندما قامت الثورة ،كانت هناك أسباب لقيامها سواء اسباب مباشرة او اسباب غير مباشرة، ومن ضمن الأسباب المباشرة (تزوير الإنتخابات) تلك الظاهرة التى انتشرت فى مصر قبل 25 يناير لتأخذ اكثر من اسلوب. كتبديل الصناديق كاملة بأصوات جديدة ربما كانت لأشخاص توفوا منذ اكثر من عام. ولكنها إتخذت شكلاً مباشراًفى الإنتخابات السابقة ، ليتم التزوير أمام الجميع-على عينك ياتاجر- وتظهر البلطجة علناً لتجبر الناس على التصويت لصالح الحزب الوطنى . وبعد أن اُ علنت النتيجة المتوقعة من الجميع ، إزداد إستياء الشعب بما فيهم المرشحين الشرفاء ؛ لتشتعل الشرارة التى ظلت ملتهبة داخلهم وتدفعهم بجانب اسباب آخرى الى القيام بالثورة العظيمة التى هزت العالم ، وأعادت للمصرى كرامته والتى قد سُلبت من ثلاثين عاماً مع حقوقه التى نهبت. والآن بعد ان قامت الثورة وحققت إنتصاراً عظيماً بقضائها على رموز الفساد ؛ ليحاكموا علناً امام الجميع لتؤكد أنه لا احد فوق القانون ... ينتظر الجميع الآن كيف ستسير الإنتخابات المقبلة فى ظل هذه الظروف المتقلبة والأحداث المؤسفة التى تحدث يوماً بعد يوم ومن ورائهم التاريخ الذى يستعد بأقلامه ليدون فى صفحاته هذه الإنتخابات التى اشبه بمبارة قمة. تترقبها أعين الصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون وينتظرها العالم بأكمله. ليرى ماقامت من أجله الثورة هل سيتحقق ام لا؟ وفى الحالتين سواء نجحت هذه الإنتخابات وتمت دون تزوير ، وبمشاركة جميع فئات الشعب . او تمت كثمل التى قبلها ، وامتنع الكثير عن التصويت بسبب البلطجة والتزوير ؛ سيدون التاريخ هذه الإنتخابات ليضعها عنواناً لصفحة لن تنساها الاجيال مهما مرت عليها السنين ولن ينساها العالم . فإن نجحت-بإذن الله تعالى- سيدون التاريخ مدى النصر الذى حققته ثورة 25 يناير لتؤكد على ان الشعب قادر على التغيير والتطهير والقضاء على الفساد من جذوره. وإن فشلت –لقدر الله- سيدون التاريخ بأن الشعب لم ييأس وسيظل موجود من أجل القضاء على الفساد والفاسدين ؛ لأن الشعب لن يسكت على اى تزوير لأى سبب. وفى كلا الحالتين سيدون التاريخ فى صفحاته هذه الأحداث المهمة ويحفظها لتقرأها الاجيال المقبلة وتفتخر بشجاعة الاجداد وتتنقل عبر العصور لتظل جزء لا يتجزأ عن الحضارة.