أحداث كثيرة هي التي تمر ايامنا هذه واهمها تعثر تشكيل الحكومة لوجود تدخلات اقليمية و اجنبية نتيجة المحاصصة التي يتسابق, بل يتكالب عليها (المجلوعون) دنيئي النفوس على حساب راحة و كرامة المواطن العراقي و على حساب سلامة الوطن و استقلاله و على اساس الكل يجب أن يتنازل عن استحقاقه الانتخابي, اما الرابح الوحيد الذي يراد له أن يربح بدعم امريكي أقليمي هم فلول البعثيين و متطرفي الاكراد و العوائل التقليدية المتخمة من التجارة الدينية, فلم اتطرّق الى ذلك باعتباري مواطن عراقي لي رأي فيما يجري, بل لوجود من يتطرق اليها غيري, واعتقد ان السعيد من اكتفى بغيره. و ارى وجوب ان استرسل بما هو مسموح بموضوع اعادة التربية الذي استلهمته من مقابلتي الاخيرة لسماحة الامام الراحل السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله تعالى. اعود لاقول, بعد فتوى السيد فضل الله الجوابية بخصوص عدم الممانعة باعطاء الحقوق الشرعية بكاملها من قبل دافعيها مباشرة الى مستحقيها من الاقارب و الارحام و المعارف بدون الرجوع الى المرجع او وكلائه و التي نشرتها في الحلقة الماضية ( الحلقة الثانية من اعادة تربية) و بعد أن استنسختها آنذاك و وزعتها على الاخوة الذين كلفوني بالسؤآل من سماحة السيد بهذا الخصوص اضافة لتوزيعها على اعضاء الاخوة في المنتدى الاجتماعي العراقي في امستردام الذي كنت اميناً عاماً له, بعد ذلك بدأت تردني تهديدات و مضايقات من اشخاص و جهات عديدة متاجرة بالدين, اذ استشعروا ان مواردهم و مصادر تموينهم من استلاب الحقوق الشرعية التي يستأثرون بها لأنفسهم حارمين المحتاجين لها واستشعارهم أن فتوى السيد فضل الله رحمه الله تقطع رزقهم وتحرمهم من موارد السحت الجرام التي يأكلونها. بعد ذلك جائني احد الاخوة المحبين لي و قال ( أن -فلان- وانا هنا لا اريد أن اسميه بالاسم لألاّ أعطيه اهمية) يوزع مناشير ضدك و ضد السيد فضل الله( بالمدينتين الفلانيتين ) ويتهمكم بالسوء و بتهم باطلة, ولكنه عندما يلتقي بك يحتضنك و يقبلك و يتودد اليك. قلت له اعلم ذلك, ولا يهمني ما يفعله ضدي ما دام الامر يؤدي الى ايصال الحقوق الشرعية الى المحتاجين مباشرة و بدون وسيط لهي اكبر فرحة لي واكبر ضربة توجه اليهم , فانهذا الرجل مصاب بمقتل. وفي سنة 1998 قسم الله لي ان اذهب الى حج بيت الله الحرام, وهناك في مكةالمكرمة و انا افيق لصلاة الصبح قاصداً المواضئ واذا بالمرحوم الشيخ العطار يقابلني بكلمة ترحيبية غريبة , اذ بدل أن يرد على سلامي أو يرد بكلمة صباح الخير على اقل تقدير اذا به يفاجئني بكلمة ( هله بكطّاع الرزق) اهلاً بقاطع الرزق. استغربت لحضتها من موقف الشيخ العطار هذا لأعتبار أن لا وجود ( ميانة ) انفتاح بيني و بينه تجعله يمزح معي هذه المزحة المنزوعة التكليف. و لاعتبار ثان هو عدم وجود ضغينة بيننا أو سبب يحعله يقف هذا الموقف مني, بل على العكس من ذلك اذ لم يكن بيننا الا المودة و الاحترام المتبادل. و لكني مجرّد أن لمحت أحد الاخوة (من ذوي الوجهين ) كان يقف بجانب الشيخ وكان محمر الوجه و مرتبك ثم هرب من موقعه, حينها عرفت أن هذا الرجل كان يشحن الشيخ و يستثيره ضدي, وعلمت فيما بعد أن هذا ابو الوجهين كان قد خسر صفقة من الحقوق الشرعية كان قد واعده بها أحد التجار الخليجيين أن يعطيها له في موسم الحج , ولما علم هذا التاجر بوجود فتوي السيد فضل الله رجع عن وعده لابو الوجهين و اعطى الحقوق بيده لمستحقيها الذين يعرفهم. وفي ظهر ذلك اليوم المكي حظر على الغداء المرحوم الشهيد عبد الزهرة عثمان ( ابو ياسين )عز الدين سليم ( وهذا اسمه الحركي آنذااك) و كان قد علم بامر ما دار بيني و بين الشيخ العطار رحمه الله, و كان ابو ياسين يجلس قبالتنا على السفرة فأخذ يلطف الجو لتعود المياه الى مجاريها وتذهب الفتنة الطارئة التي أفتعلها ذلك المتاجر بالدين ( ابو الوجهين ) ولم ارى الشيخ العطار بعدها الا حينما سمعت من الاخيار نبأ حصوله على وسام الشهادة على يد الارهابيين , اذ وجدت جثته مرمية في احد انهر اللطيفية رحمه الله و احسن اليه والى الشيخ الشهيد الحاج ابو ياسين و جعل مثواهما الجنة و النعيم الدائم فهم السابقون و نحن اللاحقون وانا لله وانا اليه راجعون. و بعد سقوط النظام الصدامي بسنة واحدة اتى الي ولدي الثاني الدكتور زيد قادماً من لندن جالباً لي هدية من قبل السيد محمد الموسوي رئيس ما يسمى بمؤسسة اهل البيت العالمية , والهدية عبارة عن صندوق( كارتونة) من الحجم الكبير من اصل ثلاثة كارتونات لم يقدر ان يحمل منها الا واحدة تحتوي على عشرات الكتب المؤلفة تلفيقات و بهتان و سباب الى السيد محمد حسين فضل الله قائلاً لولدي زيد سلم لي على ابيك وسلمه هذه الهدية مني ليوزعها على اعضاء المنتدى الاجتماعي. والسيد محمد الموسوي لا يزال حي يرزق ويعلم علم اليقين باني اقدس سماحة السيد فضل الله ومن مقلدية واشياعه الخلاصة: كانت لهذه الكتب من الطباعة الراقية و الورق السميك المسقول و الاجلدة الفخمة الفاخرة, ففكرت أن اكتب له نصيحة ان يصرف هكذا مبالغ ضخمة على الفقراء و المحتاجين في العراق بدل ان يصرفها على هذه الخزعبلات التي ستنكشف في المستقبل القريب و تضره هو قبل غيره لان حبل الكذب قصير وان السيد فضل الله يعمل خالصاً لوجه الله تعالى , وما كان لله ينمو, ولكني استدركت و فضلت أن اتركه لامر الله , فمثل السيد فضل الله يسدده الله تعالى وان الله يدافع عن الذين آمنوا. عزيزي القارئ الكريم: وأنا اذكر كل هذا الذي مر وانقضى الّا لسبب تبيان ما لحق بالسيد فضل الله من ظلم ذوي القربى قبل الابعدين لعفة سماحة السيد و نظافته , بل و تصديه للمتاجرين بالدين وآكلي حقوق الفقراء باسم الدين و بأسم مذهب أهل بيت الرحمة عليهم افضل الصلاة و السلام. عزيزي القارئ الكريم: أحاول أن أختصر خاتماً رسالتي هذه لأشرح في الحلقة القادمة موضوع العملة المزورة التي كان يطبعها و يروجها المتاجرون بالدين وفضيحتها التي زكمت الانوف و التي وعدني سماحة السيد فضل الله رحمه الله بقطع دابرها وتوجيهه لي بان اترك انا موضوعها على أن يتولى هو القضاء عليها حرصاً على سلامتي التي كانت مهدده من قبل المتاجرين بالدين, وبالطبع ساقوم بنشر ذلك اذا ارتأيت مصلحة في نشر ذلك لأن ما كل ما يعرف يقال. و دمتم لأخيكم : بهلول الكظماوي امستردام في7-8-2010 ُE-mail:[email protected] [email protected]