لأننا كنا نري الحق ومع ذلك كانت الغالبية العظمي من البشر : تنافق وتداهن وتمالئ الظلمة من الناس،خوفا من فقدان مكانهم في المجتمع الظالم أهله،أو فقدان سهراتهم التي كانت تَجلبُ لهم الخيرات،كالتي كانت تؤتي في مجلسِ الجهل القديم(مجلس اللأتي والعزة) والذي كان يديره أجهلُ الجهلاءِ أبو جهل ولا سواه،رأس الحربة المسمومة،التي كانت شوكة كبيرة في ظهر الإسلام نعم أبو جهل الذي عمل تجهيل الناس،تلك القوة المزعومة التي أضرت بنفسها قبل أن تضر الإسلام نعم أبو جهل وبعضُ الجهلةِ الآخرين أمثال : الوليد بن المغيرة،وابن عتبه،وغيرهم من الجهلة المنبطحين آنذاك الذين فضلوا الوجاهة والمكانة علي الدين،والدنيا علي الآخرة! إن هؤلاء النفرُ من القوم كانوا يبطشون بالمسلمين : وهم يعلمون أنهم علي الحق لكنه العناد الأحمق،الذي جعلهم يبطشون بالضعفاء منهم وهم يدركون )إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ )(12 : البروج) ومع ذلك تكاثر عدد أحفادهم،حتى كنا نراهم وأشباههم في صغرنا يبطشون بالضعفاء ولا ينصرون،يضرون الناس ولا يغيثون ،يقتلون المروءة ولا يعنون،يقطعون الأرحام ولا يصلون،يعاونون الشياطين أمثالهم ولا ينقذون،‘إنهم كانوا علي العهد صادقين،لأجدادهم المزعومين،إنهم وأشباههم كانوا وما زالوا في الإثم سواء! إن هؤلاء الشياطين قد أفلحوا في تكوين جبهة كبيرة : عملت ولا زالت علي خراب القرى والمدائن،ودعموا في سبيل ذلك كل خائن،فعم الخراب وانتشر،وهم ينتظرون الحصن الحصين أن ينكسر،حتى يكونوا هم الأسيادُ كما يتصورون! ونحن نقول لهم أين اللاتي والعزة والكبير هُبل : أردنا فقط تذكيرهم لأن الله كان يعاقبهم في ذريتهم وهم لا يعقلون،فما كان ينجحُ فردا منهم في المدارس وهم لا يدركون،وما كان ليُفلحَ أبدا وهم يدمرون،فكيف ينجح العلم في بيت يتمني للجهل أن يسود و ينتشر! إن من قوم تبع من كان ينافقُ ثم يدعيَ بأنه علي الحقِ المبين : مع أنه كان يتركُ الحقَ،بل كان يتعامى عنه جبنا،وفي أحايين كثيرة كان يتركه خوفا من فقدانِ العيشِ،أو خوفا من فقدان الحياة،التي كانت ومازالت تعيسة علي كل من يتمسك فيها بالدين،وهي التي أصبحت عسيرة أيضا علي كل من يريد إحقاق الحق في مجتمع مليءِ بالفاسدين،حتى أصبحنا نري الفجار يصدون عن السبيل،ليسيروا في طرقات الشياطين المحببة إلي قلوبِهم! وأصبحنا نري من يترك الحق مخافة أن يُظلم من أجله : فأصبح يساوم عليه وهو يعلم أنه الحق المبين،ومن أمثاله الكثير،الذي يشجع علي الباطل ويحميه،ويجاهر بحمايته ولا أعلم أهذا هو الجهل المُطبق أمْ هذه ردة أصابت المجتمع أم ماذا يا تُري؟ ولا أدري ما الذي حدث في المجتمع حتى ينحدر هكذا : ويسير بنا الآن ورغما عنا باتجاه المنخفض،والكل يدرك أننا في مأزقِ كبير،وبلاهة أكبر منه بكثير ولا أدري كيف نري الباطل يستشري في المجتمع،ونطبل له خوفا وقهرا،هل إلي هذا الحد من التردي وصلنا؟ إن كان هذا فدعوني أقول لكم : أننا لم نكن يوما من الرجال وما كنا أفضل منزلة من العيال! وانظر يا أخا الإسلام إلي الحياة كلها من حولك : ودقق النظر طويلا وتمعن علك تري ما لم يره الناظرون،فكيف لنا أن نعيش وسط هذا الكم الهائل من الباطل،ونحن راضون عنه،ولا نخف أن نموتَ ونحنُ عليهِ! وهل تسمي هذه هي الحياةُ بغير حياة الجبناء : الذين لا يعرفون فيها غير لقمة العيش،التي ترمي للمذلولين البؤساء،أم كانت للمصابين بالمرض والمشلولين بفحشِ الداء! إن كان ذلك فلا نغضبُ كلما حط علينا البلاء : ولا نتذكر أننا مسلمون إلا في وقتها فقط ،ولا نسارع بالتضرع إلي الله إلا عند الصاعقة وبرغم أننا لا نخجل من استمرائنا للظلم،ويقول البعض منا اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ونقول له من العبارات ما يفوق ذلك بكثير برغم أننا لم نكن من المؤمنين،الذين يطعمون المسكين،والذين يجيرون المستجير،حتى فقدت المروءة وأنتم تعلمون! بل كنا وما زلنا نري الفجار لا يتزوجون إلا الزواج العرفي : وزواج المتعة،وزواج تبادل النساء،إنهم الذين يكرهون المتمسكون بالسنة من الشرفاء وهذه هي أول مرة نفضحُ بعض فعالهم فلقد طفح الكيل وفاض بعدما قال شاعرهم /سعيد محمد علي الملقب بأدونيس قال : خالطوا النساء فماذا تنتظرون من الفجار الذين ليس لهم من الشرف نصيب،حتى يغارون عليه وكيف يغارون وهم غلاة الدين المغالون في كل شيء سواء كانوا من الرافضِة أم كانوا من المتصوفة رؤؤسِهم وقلوبهم شتي،والذين هم جميعا ألد أعداء الإسلام للإسلام من الكفار والمشركين بل هم الكلاب الضالة ولا شيء غير ذلك لأنهم أخطر من غيرهم علي المسلمين والإسلام! ومنا من ترك المُسلمات وتزوج بالكتابيات والمشركات : من أجل التأشيرة الشخصية أو الجنسية لا الدين ومن يقول لك غير ذلك : يكون وأبوه من الكاذبين،بدليل الطلاق الذي يعق المصلحة وترك البنات بعد الإنجاب لتتزوج أيضا علي الأوراق فقط،كن الزواج الآن يكون من مشرك لابنتك التي تركتها تغتصب،بعد تربيتها في مدارس اللاهوت،والبطحة التي هي فوق الرأس تعود لك من جديد،ونفاق المشايخ لك أو الضحك علي الذقون،والتلاعب بالدين والديون أينما كانت المصالح الشخصية،والعزف علي وتيرة المنافع الأهلية،واستغلال الدين في التسول،والنفاق المستمر والتأفيق والتلفيق بهتانا وزورا بمناسبة وبغير مناسبة! تكلموا لكن بالحقيقة أيها المفسدون : لأن المشايخ عندما يحيدون عن الحق يُغرقون ويَغْرقون،لأنهم يكونون أسوأ من الملحدين ولم؟ لأنهم يستغلون الدين أسوأ استغلال! الكاتب/أحمد إبراهيم مرعوه عضو لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بفيينا عضو قصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر/وعضو نادي الأدب بأجا سابقا. (من سلسلة مقالات الفكر الديني للكاتب) التاريخ :21 /8 /2015