مستشار/ أحمد عبده ماهر لا ينحصر مسجد الضرار فيما بناه المنافقون على عهد رسول الله ليفرقوا كلمة المسلمين بين مسجدين، لكن كل تفرقة لكلمة المسلمين، وكل تحوصل لصالح فئة ضد أخرى إنما هو من أعمال الضرر والإضرار طالما كان سببا لتفريق كلمة المسلمين وفرقتهم. فالسنة النبوية القولية هي أحد مساجد الضرار حيث تفرق المسلمون بسببها، بل وهي ملة أخرى يمكن تسميتها بملة محمد لكنهم استحو فأسموها سنة نبوية، بينما هجروا بالكلية ملة إبراهيم..... بل ما عاد أحد يذكرها بدول الإسلام، ولا أحد يبحث عنها رغم تنبيه الله وأمره لنا بأن نتبع ملة إبراهيم...لذلك فالسنة النبوية القولية إنما هي مسجد ضرار لتقسيم وتفريق كلمة المسلمين. فأهل السنة عندهم كتب البخاري ومسلم وغيرهم، بينما تجد كتاب الكافي للكليني عند الشيعة، وهو كتاب الأحاديث الصحيحة عندهم ، بينما تجد الأباضية عندهم كتاب اسمه الربيع...ومن خلال تلك الكتب التي يتمسك بها كل فريق تفرقت الأمة..فهي كتب الضرار.. والأزهر بناه جوهر الصقلي منذ أكثر من ألف سنة فما تجد له سهما خلال الألف سنة في تجميع كلمة الأمة بل هو من علمنا كيف نستهجن الشيعة ونكرههم.....بل وتكفيرهم، وهو الذي تزعم حركة المذاهب فهذا شافعي وذلك مالكي وكانت تقام فيه صلاة لكل مذهب من تلك المذاهب، ول يدر بخلد رجاله أبدا أن يجمعوا الناس على فقها وسطيا الذي يزعمونه....لذلك فهو مسجد ضرار لتقسيم وتفريق كلمة المسلمين. • مقترحات للنهوض بالفقه الإسلامي ووحدة المسلمين • هناك أخطاء رئيسية وهي تلك التي ينبع منها كل خروج عن دين الله وفرقة المسلمين والتي أجد على المجامع الفقهية التصدي لها ومحاولة علاجها، ومنها تعديل فيما يسمونه علم أصول الفقه، وأوجزها فيما يلي: • • إلغاء علم الناسخ والمنسوخ لأنه يلغي آيات من كتاب الله المحكم لعدم فهم الفقهاء للقرءان. • • إلغاء علم الرجال لأن الله لم يأمرنا أن نظن السوء بالناس ولا أن نغتابهم أو نقذفهم ولا أن نزكي أُنَاسًا على أُنَاس بل أمرنا أن نتبين ما يرد لنا من أخبار وأقوال. • • إلغاء مبدأ عدالة الصحابي لأنهم ليسوا كلهم عدول بنص آيات كتاب الله التي تقرر بأنه كان منهم منافقين لا يعلمهم رسول الله؛ كما نص القرءان بأن منهم من كان يكذب على النبي حال حياته. • • إلغاء أن السنة النبوية القولية مصدر من مصادر التشريع لأنها ظنية الثبوت عن رسول الله، وهي ظنية الدلالة عن عمومية النهي أو خصوصيته. • • إلغاء الإجماع كمصدر من مصادر التشريع لأن ذلك يعني أربابا من دون الله. • • إلغاء الفقه على المذاهب الأربعة وإلغاء المذهبية وإنشاء الفقه الإسلامي الموحد. • • وقف العمل بكتب التفسير لما فيها من أخطاء فادحة وإعادة تدبر القرءان بآليات العصر على أن يتم إعادة التدبر مرة كل عشر سنوات على الأقل. • • إعادة فهم فقه الحدود من القرءان فقط. • • دفع عجلة الفكر الديني بالمدارس والجامعات كلها ولا يكون الأمر وقفا على المعاهد الدينية. • • تكريس والترويج لعبادة العمل الصالح وأنها فريضة إسلامية قبل الصلاة. • • تعديل أركان الإسلام لتكون الإيمان بالله/ والعمل الصالح/ والإيمان بيوم القيامة. • وهناك عناصر أخرى كثيرة لكن أكتفي بهذا القدر......علما بأن الهدف هو الوصول لإيمان وإسلام محمد بن عبد الله قبل نشأة المذاهب والفرق الإسلامية، باعتبار بأن النبي لم يكن يخالف ما تنزل عليه من قرءان. إن حقيقة مفهوم الوحدة بين المسلمين يؤرق أعداء الإسلام، ومع غياب منهجية التخطيط لدى الإخوة المتخصصين والرؤساء تصالحنا مع إسرائيل ولم نتصالح مع إيران، واصطنعنا الضمادات الموضعية مع الأقباط، وأهملنا الصف الإسلامي، وما ذلك إلا لغياب المنهجية لدى المخططين الأزهريين إن كان هناك مخططون، لذلك تجد الوطن والأمة دوما على صفيح ساخن، والسبب غياب منهجية التخطيط لغياب الهدف.. وما ذكرته وغيره إنما هي فرائض افترضها الله عز وجل ما يجب على هيئاتنا العاملة في دين الله أن تأخذها برخاوة، فما سقطت سمعة الإسلام في ربوع الأرض إلا بعد أن تركنا أشباه بن لادن يقومون بتقديم إسلام المفخخات والمتفجرات بدعوى جهاد لم ينضج أهله ولم يعدوا له أية عُدّة. وأهل الأزهر هم أهل العلم لكنهم ذهلوا عن كيفية تفعيله استراتيجيا في ربوع الدنيا، ولم يكن لهم تخطيط لنشر الدعوى باللغات الحية، ومرت مئات السنين بل وأكثر من ألف سنة دون أن نُعَلّم أبناءنا الإيطالية والإسبانية والروسية وغيرهم وكيفية الدعوة لله بتلك اللغات، لذلك نهيب بأزهرنا الذي نفخر به أن يكون صاحب الريادة العملية لنشر الدين ووحدة الصف وتحديث المناهج والتخطيط لوحدة الأمة. ---------------------------- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي