تأخذني الروح عنوة وتثور الأبدان كتبت هذا الشطر في قصيدة مشطورة منذ عشرة أعوام : ونشرتها من زمن بعيد علي صفحات احدي الشبكات الإخبارية كتبتها وكانت الكلمات تثور في خيالي وجداني،فتملك عقلي وكياني وهكذا تملكتني! وما تحكمت فيها،بل هي التي تحكمت في حتى حكمتني : وما كنت أستطيع أن أفسرها،وما استطعت أن أحددها،وما كنت أدري تحديدا ماهيتها،لكنها كانت خلجات تثور في دواخل النفس،فتحركها بين آونة وأخري .. ولا أدري! أهي الروح الوليدة بعبق إيماني عميق وتجول في إيمان أعمق،داخل النفس التي لا تستطيع أن تعبر عنها كلما أرادت كالطفل الوليد،حينما يري الأشياء فتبهره،ولا يستطيع أن يعبر عما يشغله،أيأخذها لنفسه ليقتنيها،وما هي أصلا تلك الأشياء التي أبهرته،لا يدري فيلتفت هنا وهناك إلي أن ينساها،وتزول من خاطرة،بعدما أفرحته بعض الوقت،لكن المشاعر ليست مع الكبار .. هكذا! أهي نبضات النفس يا تري تلك التي أفرحت قلبي الذي : وما زال يخفق لذكراها،وكلما تلوح في الأفق يستشعر الفرح كله،لكني كنت أحتاج إلي مزيد من الإدراك لمعرفة مداها،وكنت أحتاج إلي التعبير وطرقِه،لأفسر ما كانت تؤول النفس إليه،لأن طرق المعالجة تختلف من فرد وآخر،ومن طفل صغير إلي شيخ كبير! ومرت الأيام تباعا وحدث ما كانت تحدثني به نفسي : ولازالت تشتاق إليه،كلما سمعت حديثا من أحاديثه المقدسة،لتكتمل الكلمات التي كانت عازفة عن الحضور،لتكمل الفراغات الخالية،فتكتمل الأسطر لكي نعبر من فوقها،بعدما تصنع طريقا موصولا،وخطا ممدودا،ووصلا معهودا،لكل الكلمات التي كانت بين أسطر الضلوع التي تموج أسفلها الأحشاء التي في الصدور! ومن خلال حوار دام سويعات : بيني وبين الزملاء في العمل،وبيني وبين نفسي لحظات متفرقة في سنوات طوال،علي ألا اذهب إلي أداء مناسك الحج إ لا بعد الانتهاء تماماً من الغربة،ثم أعود إلي مصر لأمكث فيها ما تبقي من العمر،مابين مسجد وبيت،وعلم ودرس،ومراعاة الأبناء وباقي مناحي الحياة. ولكن إرادة الله ومشيئته هي التي حولت ذلك : إلي حقيقة واستجابة،من خلال الحوار الذي دار بيني وبين زملاء العمل والكل يشهد بذلك. وقد اتصل بي أخُ لي في الله كان بيننا هنا في النمسا،ثم ذهب إلي مصر ومكث،ليسألني هل نويت الحج هذا العام ؟ وأقول له كنا ومازلنا تحدث لتوه في هذا الصدد فما الذي أخبرك بذلك يضحك ويقول اتركها لله،وأنا لِمَا ألمسة فيه من الخير،وأحسبه عند الله من الخيرين،أعرف أنها رؤيا رآها في ليلته نعم أظنها رؤيا من عند الله قد رآها ثم اتصل بي زميلة الآخر له في الإعارة وصديقنا لي أيضا وسألني نفس السؤال ثم اتصلت بوالدتي في مصر لأبلغها وهي التي كنت ألح عليها إلحاحا،بأداء المناسك هي و أبي قبل أن يمر العمر بهما،لكنها الظروف الصحية التي حالت المهم أنها فرحبت وفرحت لذهابي لأداء مناسك الحج. وبعد سؤال بعض الناس لي نفس السؤال أدركت أن الله قد من وأذن بذلك فذهبنا إلي الديار المقدسة في عام 2008. ذهبنا وأدينا وشربا وارتوينا ورأينا ما رأينا من نعيم لا يفني وسعادة لا تحصي وغني من الله في النفس والأهل والولد. الكاتب/أحمد إبراهيم مرعوه عضو لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بفيينا عضو قصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر/وعضو نادي الأدب بأجا سابقا. (من سلسلة مقالات الفكر الديني للكاتب) التاريخ :20 /8 /2015