«تنسيق الجامعات»: 100 ألف طالب سجلوا لأداء اختبارات القدرات    خسائر جديدة يتكبدها الذهب بالتعاملات المسائية اليوم الجمعة 25 يوليو    ترامب: أُفضل الدولار القوي رغم فوائد انخفاضه لقطاع التصنيع    محمود بسيونى يكتب: تحالف وجودى لا يقبل الانقسام    بيان بريطاني فرنسي ألماني: حان الوقت لإنهاء الحرب في غزة    وديًا| انطلاق مباراة الأهلي والبنزرتي التونسي    الداخلية تكشف تفاصيل سحل فتاة شبرا الخيمة    بالأسماء..إصابة 8 عمال إثر إنقلاب سيارة بطريق وادى النطرون    ضبط مواد غذائية غير صالحة وسجائر مجهولة ودقيق مهرب بالإسكندرية    وليد توفيق يعلق على شائعة وفاته: «شكرا لكل اللي سألوا عني» | فيديو    أنوشكا: تخوفت من فارق السن مع كريم فهمي في «وتقابل حبيب» (فيديو)    «ابتدينا» لعمرو دياب يواصل اكتساح منصات الموسيقى العربية    الرَّزْقُ    كيف أحقق الثقة في الله؟.. يسري جبر يجيب    وزير الأوقاف يحسم الجدل حول الحكم الشرعي لتناول مادة الحشيش المخدرة    أسعار حديد التسليح مساء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    «كونغرس العربية والصناعات الإبداعية» يعقد فعالياته في أبوظبي    مهرجان البحرين السينمائي يكشف عن هويته الجديدة ويستعد لدورة خامسة تحت شعار قصص عظيمة    فيديو يثير الجدل لنقيب الموسيقيين.. رواد التواصل الاجتماعي يطالبون بمحاسبة واستقالة مصطفى كامل بسبب واقعة مشابهة لمشهد راغب علامة    وزير الخارجية يفتتح مصنع «سيلتال» المصري لإنتاج الأدوات الكهربائية في السنغال (صور)    جيسوس يوجه رسالة إلى جماهير النصر    معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل جهودة لدعم التصنيع الغذائي في مصر    مؤتمر جماهيري ل"مستقبل وطن" في دمياط    زيلينسكي: يجب إجراء محادثات على مستوى القادة لإنهاء الحرب مع روسيا    الإسماعيلي يجدد عقد إبراهيم عبد العال حتى 2029    وزير العمل عن دمج وتوظيف ذوي الهمم: قضية تحتاج تكاتف المؤسسات    الجيش اللبناني يُشارك في إخماد حرائق بقبرص    نيابة باب شرقي تطلب تحريات اتهام شخص بهتك عرض طفل في الإسكندرية    غدا.. ضعف المياه بحى شرق وغرب سوهاج لأعمال الاحلال والتجديد    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    وكيلة "الصحة" توجه بتوسيع خدمات الكُلى بمستشفى الحميات بالإسماعيلية    طريقة عمل الكيكة، هشة وطرية ومذاقها لا يقاوم    الكابتشينو واللاتيه- فوائد مذهلة لصحة الأمعاء    محافظ الجيزة يوجه بضبط «الاسكوتر الكهربائي للأطفال» من الشوارع    برنامج تأهيلي مكثف لنجم الهلال السعودي    قبل إنطلاق المرحلة الأولى.. قواعد يجب مراعاتها في تنسيق الجامعات 2025    عامل يقتل زوجته ويدفنها خلف المنزل تحت طبقة أسمنتية بالبحيرة    استشهاد شخص في استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية لسيارة في جنوب لبنان    نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع "الترويكا الأوروبية"    باستقبال حافل من الأهالي: علماء الأوقاف يفتتحون مسجدين بالفيوم    «100 يوم صحة» تقدّم 14.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    جامعة القناة تنظم دورة عن مهارات الذكاء العاطفي (صور)    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    ضبط 596 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة خلال 24 ساعة    هل رفض شيخ الأزهر عرضا ماليا ضخما من السعودية؟.. بيان يكشف التفاصيل    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    مواعيد مباريات الجمعة 25 يوليو - الأهلي ضد البنزرتي.. والسوبر الأردني    بعد إثارته للجدل.. أحمد فتوح يغلق حسابه على "إنستجرام"    قبل فوات الأوان.. عالِم أزهري يدعو الشباب لاغتنام خمس فرص    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره السنغالي    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    «مشتغلش ليه!».. رد ناري من مصطفى يونس بشأن عمله في قناة الزمالك    لا ترضى بسهولة وتجد دائمًا ما يزعجها.. 3 أبراج كثيرة الشكوى    فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تزوجت مجرما كاريمان حمزة تحكي قصة زواجها الغريبة

كتاب ( تزوجت مجرما) بقلم الإعلامية الكبيرة كاريمان حمزة يحكي ملامح من السيرة الذاتية لها , و تكشف فيه أسرار زواجها من اللواء كمال عبد الرازق على يد الشيخ سيد سابق فقيه الفقهاء وصاحب الكتاب الفريد(فقه السنة).
تحدث د. محمد عمارة عن الكتاب قائلا : نحن أمام كاتبة مقتدرة تملك من تدفق العواطف الجياشة ونيل المقاصد الكبرى ما يوازيها في القدرة على التعبير الصادق , و كلماتها تسكن قلب القارئ دون وسائط أو معوقات.
فتعال معنا عزيزي القارئ في رحلة قصيرة عبر صفحات هذا الكتاب الممتع ..
مجرمي الإخوان
تقول كاريمان في سطور كتابها .. لست على استعداد أن أحكي للجميع حالي ...وأشكو قضاء الله للناس ...لذا قررت ألا أتكلم ...فأحد من الخلق لايمكن أن يشعر بوجيعتي ...ولا مصيبتي , وبينما أشكو حزني إلى الله دق جرس التليفون وكان المتحدث إنسانا عزيزا أثق فيه قال :
- يا حاجة كريمان بلغنا أنك ستتزوجين اللواء كمال عبد الرزاق (معالي الدكتور فلان ) يحذرك من هذه الخطوة , ويبلغك أن كمال عبد الرازق هذا من كبار مجرمي الإخوان أمضى في سجون عبد الناصر أكثر من 20 عاما ...يعني مسحوا به سجون مصر !!
استفزني هذا التعبير وقلت له على الفور :
-هو من كبار مجرمي الإخوان لذلك اعتقلوه أكثر من 20 عاما !! فمن المجرم إذن ؟؟ قل لى بالله عليك :الذي اعتقل هذا الشاب وهو في ريعان شبابه لمدة 20 عاما ولم يخش الله هو المجرم ؟ أم هو الضحية ؟! والله لو كنت أنوى الزواج لتزوجت رجلا سجن أكثر من عشرين عاما لا لشئ إلا لأنه يريد الحكم بما أنزل الله ..
خفف الصديق نبرة صوته .. وشعر بشدة توتري . ثم قال منسحبا :
- ما على الرسول إلا البلاغ ... وأنا وصلت الرسالة فقط .. ولكني أخشى إن تزوجت هذا الرجل .. وهو من الإخوان المسلمين أن تفصلي من عملك في التليفزيون أو على الأقل لا يسمح لك بالظهور على الشاشة.
أجابت:
- سيدي إن الأرزاق بيد الخلاق وطالما نصرت الله في عملي فحتما سيثبت أقدامي .. ثم إن رسول الله قال : (النكاح رق فلينظر أحدكم أين يصنع كريمته ) وإن قدر لي الزواج مرة أخرى فسأختار من يستحق أن أجثو على ركبتي وأغسل أقدامه التي طالما غبرها في سبيل الله.
في صالون أبي ..
لا أعرف لماذا غلت الدماء في عروقي ووجدت صدري يعلو ويهبط من شدة الغيظ .. فكلمة ( من كبار مجرمي الإخوان ) جعلتني استرجع أحداثا في طفولتي , حيث كانت تدور أحاديث كثيرة في صالون أبي رحمه الله كلما اجتمع عنده بعض زملائه مثل د. سهير القلماوي وزوجها شوقي ضيف , ود. بنت الشاطئ وزوجها د. أمين الخولي ود. طه حسين وزوجته الفرنسية , و د. لطيفة الزيات وزوجها رشاد رشدي وغيرهم.
كانوا يتحدثون عن جماعة الإخوان المسلمين , وكيف كانوا يرغبون في تطبيق القرآن الكريم لأنهم يؤمنون بأن شرع الله يسمو بالمجتمع وينهي بالفساد ويعم العدل , لم أكن أعي كلماتهم تماما حيث كانت هذه الإجابات تدور و أنا في سن صغيرة ما بين الحادية عشرة والثالثة عشرة من العمر , كنت أرى الجميع يتنهدون ويتألمون ويتحدثون بصوت خفيض عن دور الإخوان المسلمين في حرب فلسطين والبطولات الفريدة التي كانوا يقدمونها , ثم كيف غدرت بهم حكومة النقراشي باشا الذي كان يوالي الإنجليز , ثم عندما احتاج عبد الناصر لهم للمساعدة في قيام الثورة تعاونوا معه ثم غدر بهم بعد ذلك , كنت أفهم بعضها لكثرة تكرار الكلمات والمعاني ويصعب على فهم البعض الآخر .
وكان يقطن أمام منزلنا في مصر الجديدة (فيفي هانم الخادم ) زوجة (صالح أبو رقيق ) من كبار مجرمي الإخوان , وكنت ألعب مع بناته خديجة وعائشة , واسمع أمي تتحدث عن القبض على أبيهم وإلقائه في السجن لأنه يريد الإسلام.
وكان يقطن خلفنا في شارع (قنا ) الأستاذ ( مأمون الهضيبي ) وهو أيضا من كبار مجرمي الإخوان , وكان بيني وبين ابنته إشارات وكلمات , وكنت أرى أمي تبكي متأثرة لأن الهضيبي اعتقلوه , و لا أفهم كلمة اعتقلوه و أسأل أمي فتقول لي بأسى :
- سجنوه .. أصله عايز الحكم بالقرآن وعايز يطبق الإسلام.
- ولماذا يريد الحكم بالقرآن يا أمي ؟
-عشان الناس تدخل الجنة لما تسمع كلام ربنا
وكنت أسمع بعض أساتذة الجامعة وكبار الصحفيين وهم يتناقلون أخبار المجاهدة (زينب الغزالي ) , وألوان العذاب التي تصب عليها , وكان أبي يعلق دائما قائلا : ( عملاقة زينب الغزالي هذه عملاقة ) , وكنت لا أفهم كلمة عملاقة فيشرح لي أحد الضيوف , هذه سيدة قوية الإيمان.
وكنت أسمع بعض الضيوف يردد أن كل عضو في هذه الجماعة يلقى القبض عليه هو وزوجته وأقاربه ومعارفه وخدمه وجيرانه.
الكل كان يتحدث بالهمس المقهور و أنا أجلس وسطهم لا يشعرون أن الكلام يعذبني وأنى عندما آوى إلى فراشي استرجع شريط هذه الكلمات والعبارات والإشارات حتى يغالبني النوم.
لم يكن والدي من الإخوان المسلمين , ولم يكن لي أقارب ينتمون إلى هذه الجماعة , وبالطبع فلست منهم إلا أنى أعتصر اعتصارا لهذه الأحداث المؤلمة , وأعيش مأساة أطفال أمامي وأطفال من خلفي قد عمهم الغم والأسى وفقدوا الأمن والأمان حين اعتقلوا آباءهم .
الرؤيا
انهالت على المكالمات التليفونية ترشح اللواء كمال عبد الرازق للزواج مني , أحاول أن أصلي صلاة الاستخارة ولكني كلما هممت لأصلي خارت قواي وسقطت على الأرض واستسلمت لنوم عجيب أشبه بالموت .
اتصل بي اللواء كمال عبد الرازق
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- كيف حال الأستاذة ؟
- الحمد لله .. والله تعبانة ... تعبانة شوية أو شويتين .. أصل حضرتك لاتعرف عني شيئا أنا غير الصورة التي تراها في التليفزيون .. أنا عكس الصورة تماما .. أنا واقعة على الأرض .. لوتعرف حالي لاشفقت علي .. أصل أنا كنت ...
- لاأريد أن أعرف شيئا عن ماضيك ولا عذاباتك , نريد أن نبدأ من جديد , والأمر متروك لك , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وفي المساء بعد أن صليت العشاء حاولت صلاة ركعتي الاستخارة و وقفت على سجادة الصلاة ونويت الصلاة .
صليت الركعة الأولى ثم غلبني النوم بشدة فنمت على سجادة الصلاة , و رأيت فيما يرى النائم كأنى ساقطة على الأرض أبكي ثم ظهر أمامي سرير بسيط ولكنه شديد الطهر والنظافة , لم ينم عليه أحد من قبل وسمعت صوتا يسر إلى قائلا :
اصعدي على هذا الفراش وسوف تسترحين وأفقت من غفوتي , وحاولت الذهاب إلى دورة المياه لأجدد وضوئي ثم أعاود المحاولة , ولكني شعرت بالأعياء فتيممت لشدة إجهادي .
وحاولت الوقوف مرة أخرى لصلاة الاستخارة , وصليت الركعة الاولى ثم سجدت فإذا بالنوم يغالبني , ورأيت الرؤيا مرة أخرى السرير نفسه وعليه ملاءة بيضاء جديدة ومخدة نظيفة طاهرة نقية , وتكرر نفس الصوت بنفس العبارات.
استيقظت من غفوتي ودلفت إلى الحمام وجددت وضوئي ونجحت في هذه المرة من صلاة ركعتين بالتمام والكمال ثم سقطت نائمة فإذا بالرؤيا تتكرر للمرة الثالثة بوضوح كامل حتى أنى عندما أفقت لكأن السرير البسيط لازال منصوبا أمام سجادة الصلاة.
فهمت معنى الرؤيا بالطبع , لأن الفراش هو الزوج ولا شك أن طهارة الفراش تدل على طهارة هذا الرجل , ثم انتقلت إلى فراشي على الأرض وذهبت في نوم عميق واستيقظت على رؤيا جميلة حيث امتلأ مطبخي بكميات كبيرة من النعناع الأخضر والملوخية الخضراء.
المعجزة
قررت استشارة الصالحين بعد أن استخرت رب العالمين اذعانا للحديث الشريف ( لا خاب من استخار و لا ندم من استشار ) رواه الطبراني , توجهت الى منطقة سيدنا الحسين حيث يقطن الشيخ أحمد فرحات أحد كبار أئمة مسجد سيدنا الحسين , و المشهور بدروسه الدينية للسيدات و خطبه المفعمة بالأيمان , و دعائه المتميز في الفجر الذي لا ينسى قط فيه الدعاء للمظلومين و المضطهدين و المكروبين و المرضى و المديونين و المجاهدين في سبيل الله في كل مكان و الطلبة و الأبناء ...الخ .
جلست مع الشيخ فرحات حيث مشاعر السكينة و الحب في الله تغمر المكان والزمان , و رويت له حالي و أحوالي و رغبة الشيخ متولي الشعراوي و الحاج عبد العظيم لقمة و مجموعة الأخوان في السعودية و الكويت و ألمانيا بالزواج من رجل يرشحونه لى اسمه اللواء كمال عبد الرزاق , فطلب منى أمرا غريبا عجيبا لا يخضع للعقل المجرد و لا للقياس العلمي و لكني نفذته فورا وبحذافيره.
قال لى بهدوء:
يا حاجة كاريمان اذهبي الى مسجد سيدنا الحسين و لا تدخلي المسجد لأنه يجدد فنيا و معماريا , ولكنك ستواجهين قبل مدخل السيدات بدكان يجلس فيه لحام يتطاير الشرر من حوله لا تكملى اللحام , ولكن انظرى فوق رأسه ستجدين حفرة صغيرة مثل الخرم انظرى الى الثقب و ابدأي في قراءة الصمدية و استمري في القراءة الى ماشاء الله , فان خرج من الثقب رائحة البخور فتزوجي الرجل على بركة الله , و أن لم تظهر الرائحة و تفوح فاياك أن تزوجيه.
سلمت عليه و قبلت يده و انصرفت و خلفي ابنه البكر ياسر فرحات , و أسرعنا سويا الى مسجد سيدنا الحسين , و ظننت أني سأمكت طويلا ابحث عن ثقب في الحائط , بل لعلى أبيت الليل أمامه اقرأ الصمدية , و لكن بمجرد وصولي إلى الدكان الموجود في حائط المسجد بجوار باب النساء وقع بصري على اللحام الذي لم ينتبه لحضورنا و انغمس في عمله , ثم رأيت الثقب و توجهت ببصري اليه و نويت القراءة الى ما شاء الله , و ما أن قرأت الصمدية ثلاث مرات حتى خرج رياح شديد معطر بالبخور و المسك كاد لشدته أن يدفعني الى الوراء , التفت الى الأبن ياسر و قلت له :
هل تشم الرائحة ؟
قال: لا .. لا أشم شيئا ..
عدت مسرعة الى الشيخ فرحات كي أخبره بما حدث و كلي عجب و اندهاش , و أن كنت لا أفهم لهذه الظاهرة تعليلا عقليا أو منطقيا أو حتى دينيا حتى كتابة هذه السطور و لله في خلقه شئون .
أريد الزواج في الكعبة
في اليوم التالى اتصل بى اللواء كمال عبد الرزاق
-السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
-و عليكم السلام والرحمة و البركات .. ثم قلت له على الفور .
-سيدي الفاضل لا مانع عندي من الزواج بكم فلقد استخرت الله استشرت الصالحين و كفى.
- إذن أحضر إليك اليوم ليتعرف بعضنا على بعض أكثر حتى تطمئني.
- سيدي أنا مطمئنة ولكني مريضة ومتعبة ولا طاقة لي بالتعرف , أرجو أن تسرع في مدى 10 أيام من حجز تذاكر لنسافر معا إلى السعودية 0مع خالي المهندس بهاء الدين شاكر شكري , وذلك لرغبتي في عقد القرآن في الكعبة المشرفة لعلي اهدأ واستريح واشفى.
- عظيم عظيم , هذه نفس رغبتي و لكننا لم نتعرف على بعض كما ينبغي , كما أنى أريد أن أعرف طلباتك كعروس .
- قلت له بأسلوب قاطع: كمال بك لي شرط واحد , لاتدفع لي مهرا ولا شبكة ولا أية هدايا لاشئ البته , فإن استرحت في عشرتك فافعل ما لايجهدك من هذه الأمور التي لاتهمني في كثير أو قليل , ولكن إن تعبت معك فسأطلب الطلاق فطلقني فورا دون تعنت أو لجوء إلى المحاكم هذا هو شرطي الوحيد .
- يا أستاذة .. إن من حقك شرعا أن تتقاضى مهرا يليق بمكانتك المعروفة , وعلى واجب شرعي نحوك هو المهر , ومؤخر الصداق نتفق عليه ولا نخالف شرع الله.
- كمال بك أرجوك حقق ما أقوله هذا شرطي الوحيد
الشيخ سيد سابق
اتصلت بالشيخ سيد سابق في مكة المكرمة وأخبرته عن موعد قدومي إلى المملكة ورغبتي في أن يتولى بنفسه عقد قرآني في الحرم المكي .. ورحب العالم الجليل – رحمه الله وراح يجهز كافة الإجراءات.
و اتصلت بخالي المهندس بهاء:
- خالي أريدك معي في الكعبة المشرفة حيث سيعقد قرآني على رجل يدعى اللواء كمال عبد الرازق , وهو على فكرة من كبار الإخوان المسلمين , شهد له أكثر من شخص بالصلاح و التقوى.
قال: هل هو غني ؟
-لا يا خالي .. هو موظف يعمل مديرا للأمن في شركة المقاولون العرب.
-و لماذا لا تأخذي رجلا غنيا يسعدك ؟
-لا يا خالي السعادة ليست بالغنى , و المهم شخصية الإنسان الذى سأعاشره , ثم رحت أحدثه عما قاله لي البعض.
و في نهاية الحديث قال لى :
-يعني رجل فقير و كبير السن و كمان من الأخوان المسلمين يعني الدولة تتربص به الليل و النهار , لا حاجة لنا به ..
-يا خالي أنا علمت استخارة وجاءت كفلق الصبح ..
-صبح..صبح ايه ؟ ده أنت زي البدر و تجوزى باشا من البشوات .. هو أنت مش شاعرة بقيمة نفسك و لا ايه ؟
-خالي .. الشيخ الشعراوي كلمني في التليفون من الطائرة و قال لي تزوجي على بركة الله ..
-أه .. طيب ما دام بقى الشيخ الشعراوي قال ليس لنا من الأمر شىء.. لكن هل تعرفت عليه و على أصله و فصله ؟؟
-يا خالي قلت لك عملت استخارة و سألت الصالحين
-طيب ما دام فيها استخارة و سؤال الصالحين و رغبة الشيخ الشعراوي .. يبقى العوض على الله .. أنا تحت أمرك حددى موعد السفر و ربنا يسترها علينا جميعا .
تزوجت مجرما
كيف لم ألحظ حتى هذا الوقت أن الشاب الأسمر النحيل الذى كانت صورة ترافقنى خلال قراءة كتاب (عندماغابت الشمس)هو اللواء كمال عبد الرازق نفسه, إذن فقد ساق الله إلى كافة المعلومات عنه من قبل أن ألقاه عرفت كيف أمضى أكثر من عشرين عاما فى سجون عبد الناصر , ومن هم رفقاؤه وأساتذته وما هى مبادئه.
الخجل
أعرب لى اللواء كمال عبد الرازق عن رغبته فى عمل حفل زفاف خصوصا وأنه لم يتزوج من قبل ولكم تمنت أسرته وأضدقاؤه أن يفرحوا به .ولكنى شعرت بمنتهى الخجل إذ كيف أجلس فى (كوشة) أو أزف..وأنا فى الثانية والأربعين من عمرى ..مطلقة ولى ولدان متزوجان وأبنة متزوجة ..ياللخجل والكسوف ..رفضت رفضا قاطعا.ووافقت قبل سفرى بيومين وتحت إلحاحه الشديد على حفل خطوبة فى أضيق الحدود فى بيت أختى جيلان حمزة .
كاد الحفل أن ينقلب إلى فرح حضره الأحباب من العائلتين وراحت أختى جيلان وأبنها محيى الخادم يزينون البيت بالزهور ويعدون الوليمة , كنت فى شدة الخجل حيث أحمر وجهى وأنا أشرب الشربات ويلبسنى كمال بك قلادة وأسورة بعثوا بها له من البحرين ..ودبلة فى إصبعه ..ولم يشعر بحالتى ويقدر حرجى الشديد إلا ابنتى داليا التى لا حظت شدة أحمرار وجهى واضطرابى ..فأخذت تهون على وتربت على كتفى وتحتضننى .
شهر العسل فى الأراضى الحجازية
عقد قرآنى فى الحرم الشريف على يد الشيخ سيد سابق فقيه الفقهاء وصاحب الكتاب الفريد(فقه السنة) ومن عجيب الأمر أن صديقتى الحبيبة (عفت البليدى ) حضرت من مصر خصيصا لحضور عقد القرآن رحمها الله , كما حضر مجموعة من الصالحين , و أقمت فى المملكة شهرا كاملا , عشرون يوما فى مكة المكرمة في مبنى المقاولون العرب وعشرة أيام فى المدينة فى المبنى الخاص بشركة المقاولون العرب أيضا , حيث كنا وحدنا لا يوجد فى المبنين حجاج ولا معتمرين فلم نكن فى موسم الحج والعمرة , وقد أكرم القائمون على المبنيين وفادتنا كرما شديدا.
هناك بدأت أتعرف على هذا الزوج وأراقبه ..كانت له هيبة فى نفسى ..ربما لكبر سنه ..أو لتاريخه الحافل بالجهاد ..أو لتصرفاته وأفعاله وأقواله التى تدل على فطرة نقية وقلب كبير ..كان رحمه الله إذا نصب قامته لله فى الصلاة شعرت كأن الله قد نصب له وجهه ..وإذا صليت خلفه تذوقت حلاوة الصلة بالله يقرأ القرآن قراءة سليمة خاشعة.
لماذا أذكر هذا؟
الذى جعلنى أذكر هذه الأحداث أسفي على حال المسلمين اليوم , حيث يزفون أبنائهم وسط صخب الراقصات العاريات ثم يهدون العريس إما زجاجة خمر أو قطعة حشيش حتى تكون الليلة ليلة العمر.
أى أنهم يغضبون الله ويبارزونه بالمعاصي منذ اللحظات الأولى فى حياة يتمنون فيها أن تكون سعيدة مباركة , وهم لا يدرون أن الله قد رفع يده عنهما وتركهما للشيطان وحزبه , كما أن هذا اللقاء بين العروسين لا ولن يحقق أى لذة أو بركة.
أيام السجون
عجيب أمر كمال بك هذا !! كنت ملهوفة على معرفة ما هى جماعة الإخوان المسلمين التى تتربص بها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية و المصرية , و كلي شوق لمعرفة حقيقة هذا الخوف والكراهية الدفينة أكثر من خمسين عاما , لقد ظل الإخوان المسلمين مطاردين , ولكننا لم نسمع فى التاريخ أن عداءا وتربصا قد أمتد أكثر من أربعة عهود , فمنذ أيام الشهيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الذى أعرف عنه على حد معلوماتي الضئيلة أنه كان مدرسا للغة العربية ومتمكنا من فهم مقاصد الشريعة وأحكام الفقه وقراءة القرآن والسنة وملما بالتاريخ الإسلامي , لذا ترك فى نفس كل من أستمع إليه آثارا لم تمحها زبانية السلطة الذين لم يتورعوا عن قتل الذين يأمرون بالقسط منهم ..فلقد أغتالوا حسن البنا مرشد الإخوان ..وأعدموا (سيد قطب) وهو من كبار علماء مصر الذى كان يجب الحفاظ عليه للفتوحات الربانية التى كان رب العالمين يفتحها عليه .وأعدموا عبد القادر عودة مؤلف التشريع الجنائى الإسلامى وأعدموا الشهيد محمد فرغلى الذى أبلى بلاء حسنا فى حرب فلسطين.
كلي لهفة و شوق لمعرفة هذه القصص التي يتناقلها الناس خلسة و همسا .. و كأنهم يسرقون .. و لكن كمال بك لم يحدثني قط عنهم , ولم يقص شيئا عن حياته داخل معتقلات عبد الناصر , كان كلما سألته وألححت عليه سرح بعيدا وقال بصوت مبلوع :
* أحتسب كل هذا عند الله ..الحكم العادل
* ولكنى أريد أن أعرف من شاهد عيان .. ومن مصدر موثوق .
* لا تشغلى نفسك بهذه الأمور التى أودعناها عند الله الذى لا تضيع عنده الودائع ..أنشغلي بإعداد حلقاتك إعدادا جيدا ..وكفى ..ثم يترك المكان وينصرف!!
* لكم حاولت معه ..حتى قرأت في أحد الأيام خبرا في الصفحة الأولى (القبض على مجموعة من الإخوان المسلمين بتهمة الاجتماع سرا) .
* فأندفعت إليه أحفزه وأثيره ..حتى يحكي لي شيئا ..ولكنه قال:
* أنت موظفة فى الحكومة .. وعليك أن تكوني موظفة مثالية , لا دخل لك بالقضايا الشائكة التى لن تجر عليك إلا المتاعب , ركزي في مهمة الدعوة إلى الله من خلال ما أتاحه الله لك ..وكفى .
قلت ثائرة:
كمال بك .. أنت لا تثق في .. مثل بقية الإخوان المسلمين دائما أشعر بتوجسهم وحذرهم من شخصي البسيط .. حتى الأستاذة زينب الغزالي كلما ذهبت إليها لأدير لها ندواتها فى بيتها بمصر الجديدة أشعر أنها فى شدة الحذر مني , أنا أعرف كل شئ , ثم إني لست في حاجة لتقص علي قصة حياتك , فلقد قرأت كتبا كثيرة , كما أنى أعرف كل صغيرة وكبيرة فى مشوار حياتك وأعرفها أكثر منك.
قام يربت على كتفي كأني طفلة صغيرة .. وأحضر كوبا من الماء البارد وراح ينثره على وجهي وهو يعتذر لى ويهمس أتركيها لله ..أتركيها لله , وعندما هم بالانصراف أوقفته وقلت له محتدة :
كمال بك يخاف المسئولون في التلفزيون يخافون مني خوفا دفينا , لأنى محسوبة على الدولة موظفة وأظهر على الشاشة التي يظهر عليها إلا المحاسيب لقد ضقت ذرعا بكما ..أنا لست تابعة للحكومة ولا تابعة للإخوان .. أنا تابعة لله رب العالمين وكفى .. ثم تركت أنا المكان ..لأبكى فى مكان آخر لا يرانى فيه أحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.