اثناء حكم مبارك ، اكثر ماكان موجود هو الامان الذى تدعوا اليه الان البشرية كلها ،ولكن لم يكن له طعم وكان يميل اكثر الى كونه امان مصطنع تصطنعه انفسنا من اجلها . فدائما الرجل ينظر فى بطاقته الشخصية واول ماتقع عليه عينه كونه ذكر ليطمئن نفسه بأنه رجل . ولكنه لم يحس بهذا الاحساس اطلاقا.فهل الرجل الذى كان موجود اثناء حكم مبارك هو نفسه من حارب ايام السادات وايام جمال عبد الناصر ؟ بالتأكيد الاجابة لا. فهذا الرجل الذى صنعه مبارك متعلم جاهل ، لديه العلم ولا يستخدمه ، يملك فن القتال ولا يتقنه...يجهل الامور بما فيها اموره الشخصية ، ينتظر اعلان بيريل من وقت لاخر ؛ ليجدد رجولته. ولكن اكثر ميزة يمتلكها والتى كان يجهلها ايضا وهى انه مصرى كالزعيم مصطفى كامل الذى قال لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون مصريا وكالزعيم احمد عرابى صاحب المقولة المشهورة لقد خلقنا الله احرارا ولم يخلقنا تراثا او عقار ، لكنه ترك كل هذه المقولات المشهورة واتجه الى مقولة الزعيم سعد زغلول ليستخدمها بشكل خاطىء "مافيش فايدة" وهكذا ظلت هذه مقولة المصرى طيلت ثلاثون عاما ، ذاق خلالها جميع الوان الظلم والذل والاهانة وهو يشاهد دون اى تغيير...وكانه _دون تحفظ ف اللفظ_ حمار فى ساقية يعمل دون اجر ،لايستطيع الرفض وكأنه لم يسمع مقولة مبارك"من لا يملك قوته لا يملك حريته" وظل لا يملك قوته ويفتخر بحريته المصطنعة ... ليجلس على المقاهى ويتباهى بحكم الظالمين حتى يظل رجل دونت الحكومة فى بطاقته ذكر وعندما يعود الى منزله يخلع ثياب الرجولة عندما يرى اطفاله لاتمتلك الطعام ، وزوجته تحتاج الى كسوة ولكن من ان اين يأتى ؟! فرجولته محصورة فى تلك الورقة التى يطلق عليها البطاقة. ولكنه يحمل فى نفس الورقة الجنسية"مصرى" لا يمتلك سوى كرامته ، وحين اقترب منها الحاكم الظالم تصدى له بكل مااوتى من قوة ولكن دون جدوى ؛ حتى تمادى الظالم فى ظلمه دون ان ينتظر لحظه ليقرأ قول الله تعالى" ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون..." الى اخر الاية بل استخدم كل اساليب الظلم واعطى مايسمى بالضمير اجازة بأجل غير مسمى....حتى جاء ما يسمى" بالقشة التى قسمت ظهر بعير" وهو قتل المواطن الشريف خالد سعيد على يد رموز الفساد الطاغين ؛ ليشعل الشرارة التى ظلت ملتهبة بداخل المواطنون لتخرج ولاول مرة دون اى خوف. فأنتفض الشعب انتفاضة هزت العالم بأسره ، غيرت مسار حياة الملايين واكدت على الحب والتعاون، تلك الصفات التى ظلت ندرسها فى الكتب دون التطبيق العملى حتى جاء وقتها يوم 25 يناير لتستمر حتى وقتنا هذا . وهذه الرسالة ابعثها وانا متقن تماما بأنها ليست الوحيدة وليست بجديدة فقد تحدث الملايين عن هذه الثورة بكلمات تعجز اقلامى ذكرها ولم ينضج عقلى حتى الان للوصول اليها... ولكننى ارسلتها لأطمئن كل مصرى ظن بأن الثورة لم تنجح او يمتلك ذرة شك فى ان مصرنا الحبيبة ستظل الام منبع الحنان ، فبالامس من كان حاكم اصبح محكوم ولكن سيذكر التاريخ بأنها حكمنا لأكثر من ثلاثين عاماً ؛ فالتاريخ لا يستطيع ان يمحى صفحاته ، وانما فقط يطويها وحتى لا اطيل اكثر من ذلك سأنهى الرسالة بجملة قصيرة "الشعب الذى قضى على الظلم من جذوره بيده ، قادر على القضاء على البلطجة ونشر الامان بيده ، دون مساعدة من احد فدائما ننظر الى الامام لنضع نصب اعيننا بأننا من دمرنا خط بارليف الذى ظنه العدو حصنه الحصين". وفى النهاية يعجز القلم عن وصف الشعب المصرى كما اننى احتاج للاوراق لا حصر لها لتمتلىء بحقائق عن الشعب المصرى.