نظمت السفارة المصرية ببكين بالتعاون مع مكاتبها الإعلامية والثقافية والتجارية مؤتمرا صحفيا كبيرا حول قناة السويس الجديدة حضره ممثلو كبرى الصحف ووسائل الإعلام الصينية وقام بتغطيته تليفزيون الصين المركزي. وافتتح المؤتمر – الذي أقيم مساء الجمعة – المستشارة الإعلامية المصرية بالصين هدى جاد الله، التي رحبت بالجمع الغفير من الإعلاميين الذين ملأوا قاعة الاجتماعات بالسفارة حيث تحدثت بإختصار عن أهمية هذا المشروع العظيم بالنسبة لمستقبل التنمية في مصر قبل إعطاء الكلمة لنائب السفير المصري ببكين المستشار معتز مصطفى أنور الذي تحدث بإسهاب حول الشعور بالفخر الذي ينتاب كل المصريين بإكتمال ملحمة جديدة من ملاحم التحدي في تاريخ الشعب المصري العظيم. وقال إن قناة السويس الجديدة، التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي للملاحة الدولية الخميس والتي تم حفرها في زمن قياسي استغرق عاما واحدا وبتمويل مباشر من جموع الشعب المصري، هي نقطة الإنطلاق لخطة وطنية تهدف إلى تحويل مساحة مكونة من 76 ألف كيلومتر مربع على ضفتي القناة إلى مركز دولي للتجارة والصناعة والخدمات اللوجيستية. ووصف نائب السفير المصري هذا المشروع بأنه شريان جديد لتعزيز الاتصالات والنقل بين الشرق والغرب والذي سيسهم في تحقيق هدف من أهداف القيادة الصينية الحكيمة والذي تجلى من خلال مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينج لبناء طريق الحرير الجديد لتعزيز الروابط بين الدول الواقعة على طريق الحرير القديم والتي كانت مصر واحدة منهم. وأشار إلى ان افتتاح قناة السويس الجديدة يوفر فرصا جديدة لتوطيد العلاقات الثنائية بين مصر والصين، وهي العلاقات التي شهدت تطورا كبيرا في النواحي الاقتصادية والتجارية في الفترة الأخيرة حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر بحجم تجارة يبلغ نحو 12 مليار دولار أمريكي، كما أنه من المتوقع أن تكون هناك زيادة في الاستثمارات الصينية في مصر خاصة بعد ان تشجعت الكثير من كبرى الشركات الصينية على دخول السوق المصرية لفتح مجالات عمل بها أو لتوسيع أعمالها القائمة بالفعل. وكشف عن ان الاستعدادات جارية حاليا للترتيب لزيارة الرئيس السيسي للصين للمشاركة في الاحتفالات الصينية بمناسبة ذكرى النصر في الحرب العالمية الثانية ولحضور العرض العسكري الضخم الذي سيتم تنظيمه بهذه المناسبة في 3 سبتمبر القادم، وقال ان هذه الزيارة ستشهد ثالث لقاء بين القيادتين المصرية والصينية هذا العام متوقعا ان يتمخض عن هذا مزيدا من التقدم في التعاون بين البلدين في شتى المجالات. كما نوه أيضا بالتعاون الوثيق بين الجانبين للترتيب لزيارة الرئيس الصيني إلى مصر وهي الزيارة التي من المأمول ان تتم قبل نهاية العام الجاري وأشار كذلك للتنسيق الجاري حاليا وعلى نطاق واسع للاعداد لتنظيم الاحتفالات بالعام المصري في الصين والعام الصيني في مصر وهي الاحتفالات التي ستبدأ في 2016 وستستمر فعالياتها طوال العام والتي تأتي كجزء من احتفال الدولتين بمرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. من جانبه أكد د. حسين إبراهيم المستشار الثقافي المصري بالصين خلال المؤتمر الصحفي ان قناة السويس الجديدة هي مصدر فخر للشعب المصري وهي رمز على قوة الإرادة المصرية وبرهان على رغبة الحكومة في تنمية الاقتصاد الوطني وتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين وتحقيق النهضة الاقتصادية وفتح افاق جديدة للتعاون مع المجتمع الدولي. وأشار إلى ان افتتاح القناة الجديدة سيوفر المزيد من فرص العمل للشباب المصري وسيسهم في تحسين مستوى المعيشة ورفع مستوى التنمية الاقتصادية فضلا عن انها ستكون حافزا للشعب لينهض من جديد. وأضاف إبراهيم انه في ظل قيادة الرئيس السيسي جاء هذا المشروع العملاق ليعطي الفرصة لنا نحن المصريين لنسهم في بناء الاقتصاد الوطني ونرفع شأن وطننا العزيز مصر وشدد على ان قناة السويس الجديدة تعتبر شريانا جديدا ينبض في حياة المصريين جميعا.