د. أحمد عبد الهادى رغم الكثير من المناصب التى تقلدتها فى مجال الصحافة والسياسة والكثير من العضويات التى حصلت عليها بدءا من عضوية نقابة الصحفيين المصريين وإنتهاءا بعضويتى فى المجلس الأعلى للصحافة ... إلا أننى لم أسعد بكل ذلك بقدر سعادتى بعضوية إتحاد كتاب مصر ... هذه العضوية التى تأخرت سنوات طويلة جدا ... تبلغ مئات السنين ... فقد كنت مشروع أديب ضل طريقه للصحافة وعالم السياسة ... كتبت ونشرت مئات القصص القصيرة جدا فى عدد من الصحف المصرية والعربية والدولية فى سنوات لم يعرف العالم فيها هذا اللون القصصى بقوة حتى أن بعض النقاد العرب قالوا عن قصص العبد لله وقتها " أحمد عبد الهادى ظاهرة قصصة قادمة من المستقبل " ... قدمت من قريتى الصغيرة بالدقهلية موليا وجهى شطر القاهرة ذات يوم حاملا كتبى ومشروعات قصصى ورواياتى باحثا عن منتديات الأدب والثقافة ... إكتشفت لحظتها حالة الفوضى الروحية والبوهيمية والإستهتار والضعف الذى كان يعشش ويخيم فوق هذا العالم ... إكتشفت إن الأدب والأديب مفعول به فى مجتمع لم يرق بعد لمستوى قراءة الأدب بلهفة مثل قصص الجنس والعفاريت والمشعوذيين ... شمرت عن ساعدى وقررت ترك عالم الأدب مؤقتا لحين تحويل الأديب داخلى لقوى تدافع عن نفسها بشراسة وتفرض وجودها .... وبعدها إكتشفت أن جيلنا يحتاج لأن يشيد لنفسه منزل أسفل سماء السياسة ويكون له صوتا مسموعا فأسسنا تجربة حزب شباب مصر والذى إستنزف من العمر سنوات طويلة .... وخضت صراعات شتى فى عالم السياسة والصحافة ... وتقلدت مناصب عديدة فى عالم الصحافة وعالم السياسة ... لكننى دوما .... دوما كنت أشتاق لهذا الأديب الذى يسيطر على نفسى ومشاعرى وحياتى وأحاسيسى ... كنت على يقين أنه الأبقى ... أنه التاريخ ... أنه الزمن ... أنه المشاعر ... أنه الأحاسيس ... أنه الموت والميلاد ... فانتهزت فرصة إنهيار الأوضاع بين أحزاب مصر وبعضها عقب ثورة يناير 2011 حتى الآن فكرست جهدى لإعادة الأديب من داخلى بقوة ..... فخرجت كتب عديدة خلال الشهور القليلة الماضية مثل رواية " العشق فى الزمن الحرام " ورواية " المدينة تحترق " ومجموعات قصصية مثل " عندما يأتى الخريف " و" من أوراق الشاطر غريب " وكتب أخرى مثل " إلى الصين سيرا على الأقدام وأسرار الصوفية ومملكة الدراويش فى مصر وغيرها .... كانت عينى على إتحاد كتاب مصر .. لأنه الكعبة التى كانت هى الهدف منذ أن وطأت أقدامى أرض القاهرة التى قدمت إليها حاملا فوق أكتافى الحلم والمبتغى .... كانت هذه مشاعرى وأحاسيسى عندما إستلمت كرنية عضويتى من إتحاد الكتاب هذا الأسبوع ... إحتضنته بقوة وطفولية ... وهمست فى نفسى ... شكرا أستاذى العزيز محمد خليل .... شكرا صديقى الجميل حزين عمر ... شكرا لكل من ساعد على إخراج هذا الأديب بقوة .. شكرا لكل الأيدى التى إمتدت عبر رحلة طويلة إستنزفت من العمر أكثر من ألف عام ....