تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي بالقاهرة 2025 وخطوات الاستعلام عبر بوابة التعليم الأساسي    السعودية توجه تحذير شديد اللهجة لمن يحاول الحج دون ترخيص    أمريكا ترفع العقوبات عن سوريا وتشمل الشرع والخطاب    «ترامب» ردًا على هدايا حماس.. إرهاصات رؤية لمستقبل غزة ومزيد من العداء لنتنياهو وليس لإسرائيل    فلسطين.. 75 شهيدًا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر الجمعة    ملف يلا كورة.. توابع أزمة القمة في المحكمة الرياضية.. وتتويج الأهلي    السيطرة على حريق هائل بورشة لتقطيع الرخام بسوهاج    حملات أمنية لردع الخارجين عن القانون في العبور| صور    رابط نتيجة الصف الأول الثانوي الأزهري الترم الثاني 2025.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام    العناية الإلهية تُنقذ مستشار من حادث سير مروع بقنا    تامر حسني يقدم تجربة موسيقية تفاعلية غير مسبوقة في القاهرة    حرب شائعات.. المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي معلومات مغلوطة بشأن تصدير المانجو    ضبط 2.5 طن أعلاف مخلوطة بالقمح المحلي في التل الكبير بالإسماعيلية    10 سنوات على انطلاق البرنامج.. أفكار الخبراء لتطوير «تكافل وكرامة»    اليوم.. نظر دعوى الفنانة انتصار لزيادة نفقة أبنائها    أسماء المقبولين بمسابقة 30 ألف معلم.. تعليم الشرقية تعلن النتائج    نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين    خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح    الفيلم الفلسطينى كان ياما كان فى غزة يفوز بجائزة أفضل ممثل بمهرجان كان    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    اليونيسف: دخول 107 شاحنات لغزة أمر لا يكفي مطلقا إزاء الوضع الكارثي بالقطاع    واشنطن ترفع العقوبات عن موانئ اللاذقية وطرطوس والبنوك السورية    ردا على من يشكك في دور مصر.. خبير عسكري ل"أهل مصر": امتلاك الاقتصاد والمال لا يعني النفوذ والتأثير بالمنطقة    اليوم.. منتدى القاهرة ل«التغير المناخى» يحتفل بمرور 100 عام على فعالياته بين مصر وألمانيا    بن شريفة: بنتايج من أفضل لاعب في مركزه.. ومصدق مستقبل الدفاع المغربي    حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب    الضرائب: أي موظف يستطيع معرفة مفردات المرتب بالرقم القومي عبر المنظومة الإلكترونية    النسخة الأفضل مِنكَ    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة "كريت" اليونانية    استشارية أسرية: الحب مجرد تفاعل هرموني لا يصمد أمام ضغوط الحياة    أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم الدفعة الثالثة بالشرقية (مستند)    وول ستريت تهبط بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبى    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 24 مايو 2025    الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة    مصر تعيد 71 مواطنا مصريًا من ليبيا    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم    "الظروف القهرية يعلم بها القاصي والداني".. بيراميدز يوضح تفاصيل شكواه للمحكمة الرياضية بشأن انسحاب الأهلي أمام الزمالك    يوريشتش يستقر على تشكيل بيراميدز أمام صن داونز.. يجهز القوة الضاربة    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    تعرف على نتائج المصريين فى اليوم الثانى لبطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    ننشر أسماء المقبولين في وظيفة «معلم مساعد» بالمنوفية| صور    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    ارتفاع حالات الحصبة في الولايات المتحدة وسط مخاوف من انتشار واسع    أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    انطلاق امتحانات العام الجامعي 2024–2025 بجامعة قناة السويس    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    إيفاد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    بحضور انتصار السيسي، "القومي لذوي الهمم" ينظم احتفالية "معًا نقدر"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محاولة لاختراق وكر العفاريت
نشر في شباب مصر يوم 08 - 07 - 2015


د. أحمد عبد الهادى
من كتاب (أسرار الصوفية ومملكة الدراويش فى مصر)
تأليف : د.أحمد عبد الهادى رئيس حزب شباب مصر
-----------------------------------------------
وقررت إقتحام وكر العفاريت بقدمى .. صاحب الوكرحصل على ترخيص من الدولة .. ويمارس نصبه وشعوذاته على مرأى من الجميع دون أن يستيطع أحد وقف ما يفعله خشية سطوة عفاريته .. وسطلنتة فى عالم الدراويش ومثل هذا الرجل ينتشر الكثيرون فى كل الموالد ويتغلغلون من خلال حلقات الذكر التى تروج للبدع والمنكرات ..
-----------------------------------------------
بالقرب من نفق أحمد بدوى بالقاهرة يوجد جمعية مشهرة وحاصلة على موافقة الدولة للعمل .. الجمعية مقامة فوق مسجد .. المسجد يسيطر عليه رجل يعالج بالقرآن .. أو لتحرى الدقة يقوم باخراج العفاريت التى تركب سيادتك بالقرآن . ولا يمكن أن تعترض لأن القرآن لا يمكن أن يعترض عليه أحد .. والإ سوف تصبح كافرا او ملحدا زنديقا إلى آخر هذه القائمة من الشتائم والأكلاشيهات المحفوظة فى مثل هذه الحالة من بعض الأشخاص الذين يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام ..
وكل يوم يزور الجمعية أكثر من مائتى مريض راكبهم عفريت ..
ولا أدرى لماذا تتزايد هذه العفاريت وتسيطر على الناس مع زيادة الغلاء وإرتفاع معدلات الأسعار وعدم القدرة على تحقيق التوازن بين الدخل والمصاريف .. مثلما تسيطر الأمراض على طلاب الثانوية العامة قبل الإمتحانات مباشرة .
ويتزايد أعداد المرضى الذين يقصدون الشيخ أيام الجمعة بحيث يمكن أن يصل عددهم فوق ال 500 مريض .
وكلهم راكبهم عفاريت ومصابون بمس الجن .
ولا يمكن أن تعترض على الحكاية دى كمان خاصة وأن القرآن ذكر وجود الجن ..
عندما فكرت فى إقتحام عالم الشيخ عبدالرحمن وهذا ليس إسمه بالطبع بل إسم مجازى وإذا حاول البعض أن يعرف المعلومات الخاصة عنه فليذهب إلى العنوان الموضح سابقا ويسأل عن الرجل فهو مؤكد لازال حيا يرزق يمارس دجله ونصبه فى حراسة الدولة ) .. حذرنى الكثير من الاصدقاء خاصة وأنه من الممكن أن يسلط على عفاريته .. ورغم ذلك ذهبت إلى الرجل ..
وهو لا يعالج مرضاه بالأموال .. وهو ما يؤكد إفتراءات شخص مثلى من أن الرجل يتاجر بالقرآن .. ولأننى وكما زعمت لطاقم العاملين معه والذين يتميزون باللحية والجلباب الأبيض أقوم مفزوعا من النوم كل ليلة وأشعر بأن حاجة طابقة فوق نفسى فأننى أحتاج لعلاجه .. وأعطونى كتابا صغيرا لا يتجاوز ثمنه أكثر من جنيه على أقصى تقدير لأن ورقاته لا تتجاوز العشرين .. ويحتوى على بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تؤكد صحة العلاج بالقرآن .. وسعر الكتاب خمسة جنيهات .. وشريط به بعض سور القرآن بصوت الشيخ عبدالرحمن .. والشريط بعشرة جنيهات .. بكده نكون وصلنا 15 جنيها ( ورغم ذلك لا يعالج الرجل مقابل أى أموال بالمرة ) .. ثم دخلنا فى غرفة مع آخرين .. حوالى عشرين شخصا .. كلهم زائغو النظرات .. وحائرون ويشعرون بمس قوى للجن .. وظل الشيخ يقرأ القرآن ويردد لنا الأناشيد الدينية ونحن نردد خلفه .. والبعض يصرخ ثم ينتفض بقوة ويغمى عليه .. والبعض يهتز بعنف ثم يبكى وعصا الشيخ تهوى على الظهور ..
وحذروا من الظن بأن الشيخ يضربك أنت بل يضرب العفريت اللى راكب حضرتك .. وكل من ينتفض ينحيه جانبا وحظى الأسود أننى ظننت أن هذه التنحية معناها عدم القدرة على علاجه فلم أصرخ وإنما ظللت صلبا وقويا .. وبقيت فى النهاية مع من بقى من الأقوياء وقال لنا فى النهاية :
إنتم لا فائدة من علاجكم .
ثم لوح للمجموعة التى أغمى عليها وصرخت وإنتفضت أثناء الحلقة :
أما أنتم فعليكم بالحضور يوم الجمعة القادمة .
ولكننى علمت من متابعتى لما يحدث بالداخل أن الرجل من الذكاء بحيث كان يعلم أن مثل هؤلاء الذين أغمى عليهم هم فى الأصل مصابون بامراض نفسيه وزعم أنهم مصابون بمس جان .. فيحاول أن يستغل هذه النقطة ويقوم بعقد حلقات ذكر وأناشيد لهم .. مع طبل ودقة زار .. وينتفض كل منهم مع دقات الزار .. ثم يعالجهم من حالتهم تلك .
وما حدث أنه لاعلاج تم ولا يحزنون . وإنما الكبت والقهر والطاقة التى يختزنها معظم المرضى النفسيين وكلها جميعا تخرج فى مثل هذه الحالة فيظن المريض أنه بالفعل قد شفى من مرضه .. ويعطى الشيخ لهم مجموعة من الكتب والشرائط المخزن عليها سور قرآن وأوراد وأناشيد على المريض أن يستمع إليها .. والمجموعة ب 75جنيها فقط .. وبكده ضرب عدة عصافير دفعة واحدة بحجر واحد .. باع الشرائط وكسب منها .. وروج لنفسه إعلاميا من خلال هذه الشرائط والكتب التى كتبها بنفسها وطبعتها دار نشر تابعة له .. وأى شخص مصاب نفسيا وعندما ينتفض ويتلوى ويرقص متجاوبا مع دقات الزار يخرج شحنته الزائدة عن الجسم .. فيشعر براحة كما ذكرت .. والراحة تتزايد أكثر عندما يستمع أى منهم للقرآن فمن منا لم يشعر بهذه الراحة عند سماع القرآن ؟
والعفاريت تخرج يوميا أمام وعلى مرأى من كافة مؤسسات الدولة الرسمية .. ولا زال يتعرض المصريون لعشرات من عمليات النصب التى يتم ممارستها عليهم .. من خلال عشرات الشيوخ الذين يستغلون مبادئ علم النفس والتى يذاكرونها جيد لإستثمارها .
*****
نفس هذا الأمر يحدث فى كل الموالد تقريبا فى شتى أنحاء مصر المحروسة وإذا دقق الإنسان النظر فإنه سوف يكتشف أن كل الطرق الصوفية لها حلقات ذكر وأناشيد . ولها مريدون ينتقضون ويهتزون .. ويصرخون بقوة .. والعفاريت تخرج منهم واحدا إثر الآخر .. ومع تزايد أعباء الحياة ومطالبها .. ومع تزايد حالات الفقر فى المجتمع تتزايد أعداد الموالد بعد أن يتأكد الدراويش أنها الأقصر طريقا للثراء ..
ولأن الموالد هى الطريق المضمون والأسهل لإخراج هذه العفاريت فأنها تتزايد يوميا حتى أصبحت أكثر من أن تحصى .
وفى مدينة المليون مئذنة والتحضر والمدنية والتقدم والتطور والمعرفة والأزهر .. فى القاهرة وحدها يتركز الكثير منها حتى أن شهر مثل شهر شوال من كل عام به سبعة موالد من بينها مولد عبدالوهاب العفيفى ومعه مولد عبدالله المنوفى بقرافة المجاورين ولكل منهما حضرة فى كل ليلة جمعة ومولد أبى سليمان الجاجى فى بولاق بخط الواجهة بدءا من شوال إلى 16 منه ومولد عمر البلقينى بحارة السيارج إبتداء من 14 شوال لغاية الشهر ومولد عمر الأشقر والشيخ على الجمل بالفجالة والشيخ داود أبى سيف بوكالة القشات والشيخ نصر ببولاق .
وفى شهر ذو القعدة هناك خمسة موالد أيضا منها موالد على البيومى والشيخ محمد العراقى والشيخ أبو الفضل ببولاق .
وعشرة موالد مماثلة فى ربيع أول منها مولد النبى والسيدة فاطمة النبوية والشيخ عبدالعزيز الدرينى بجزيرة المنيل .
وفى شهر ربيع الآخر موالد الحسين إبتداء من 11 من الشهر وله حضرة ليلة الثلاثاء وآخر يوم السبت .
وهناك فى القاهرة ايضا 11 مولدا فى جمادى الأول منها مولد السيدة سكينة والسيدة رقية وإبراهيم المناوى وإبراهيم المتبولى وسيدى على زين العابدين .
وهناك موالد فى جمادى الأخرة منها مولد الرفاعى وإسماعيل الإنبابى والسيدة نفيسه والسيدة زينب .
وهناك عشرة موالد فى رجب منها مولد الدشطوشى والشيخ عبدالوهاب الشعراوى والقللى .
و28 مولد فى شعبان منها مولد الإمام الشافعى ومولد الإمام الليثى بن سعد بالقرافة الصغرى والسيدة عائشة النبوية وسيدى محمد الجيوشى والسلطان الحنفى والشيخ صالح أبى حديد.
ويهتم بهذه الموالد الصوفية فى مصر الذين يبلغ عددهم أكثر من ستة مليون صوفى والذين يعقدون فيها حلقات الذكر ويرددون فيها أورادهم الخاصة حيث توجد لكل طريقة أوراد محددة وتحتوى هذه الأوراد على طلاسم لا يفهمها الكثيرون وبعض من هذه الأوراد سقناها فى الصفحات السابقة .
*****
ويقول الدكتور مصطفى أبو عوف الأستاذ بطب الأزهر صاحب أول رسالة دكتوراه عن الرياضيات الروحية فى الإسلام وعلاقتها بالعلاج النفسى عن هذه الأوراد أنها تداعيات لفظية ناشئة عن المرور بخبرة الفناء أو الخبرة الصوفية كما أنها تضيف جوا غامضا سحريا قد يكون من المرغوب وجوده فى الجماعات الصوفية . وإن تلك اللغة ناشئة عن بعض آثار الفثاغورثية التى ترى للحروف أسرار غيبية مثل التركيز على أعداد معينة مثل 36 التى يولع بها بعض الصوفين.
أما عن حلقات الذكر التى تعتبر عاملا أساسيا مشتركا بين كل الموالد التى تقام فى مصر المحروسة والمشابهة تماما لما يحدث فى مسجد الشيخ عبدالرحمن وجمعيته المشهرة بتصريح من الدولة فأن الدكتور محمد شعلان أستاذ الأمراض العصبية بطب الأزهر يفسرها لنا مؤكدا أنها تسعى للوصول بالعقل الوعى إلى حالة تتلاشى فيها الصراعات وتذوب فيها التناقضات وكثير من مذاهب الصوفية ترى أن متاعب الإنسان تكمن فى نفسه وفى تورطه فى عصيان مستمر لخالقة وطوق النجاة هو مغادرة الذات والوعى ..
وحلقات الذكر تجعل الإنسان يفقد إحساسه بالصراعات التى يعيشها ولذلك فإن معظم مرتادى الموالد من الفقراء .
*****
نفس هذه المعلومات أكدها لى الدكتور سيد إبراهيم أستاذ الطب النفسى وقال أن سر إنجذاب البسطاء لحلقات الذكر التى تقام عادة فى الموالد ليس مجرد الجو الروحانى فحسب بل يرجع إلى أن هذه الحلقات تحقق راحة نفسية وجسمانية للبسطاء خاصة إذا كانت حلقات الذكر مصحوبة بموسيقى صاخبة وطبل وعليها يتمايل هؤلاء بشدة وقوة تماما مثل دقات الزار التى إكتشف العلم الحديث أنها طريقة صحية لإخراج الطاقة الزائدة والكيت الموجود فى أعمال الفرد فيعود إلى حالته الطبيعية . وتلبى حلقات الذكر ودقات الزار التى يعقدها أمثال الشيخ عبدالرحمن لمرضاه لإخراج العفاريت من أجسامهم هذه الجزئية حيث تعمل على تفريغ كل عوامل الضغط والكبت والقهر والحرمان بهزات عنيفة يشارك بها البسطاء فى الحقات إلى درجة تصل إلى خروجهم عن وعيهم وتكون النتيجة راحة ما بعدها راحة للجسم وهدوء الحالة النفسية ..
ولذلك ومع التقدم والمدنية تتزايد أعباء البشر وتزداد حاجته إلى صداقة مفتقدة وتزداد عوامل الضغط والقهر والكبت فتوصل الغرب إلى الموسيقى الصاخبة كعلاج نفسيى لهؤلاء . وهو نفس السبب الذى دفع شباب أوروبا إلى إختراع موسيقى الروك أند رول .. والجاز .
وهو نفس السبب الذى جعل بعض الآفاقين والمنتفعين يخترعون الزار الذى يتمايل عليه وعلى دقاته البسطاء ويتجاوبون معها بل ويشفون من أمراضهم التى هى فى الغالب أمراض نفسية نتيجة للضغوط والفقر والفاقة والكبت .
ورغم كل ما طرح فإن هناك بعض المشايخ الذين وخلال السنوات الماضية لم يمانعوا فى إقامة الموالد وحلقات الذكر مثل الشيخ منصور الرفاعى وكيل وزارة الأوقاف السابق مؤكدا أنها من الأمور المباحة لأنها تعتمد فى المقام الأول على أن يتجمع الناس ويتبادلوا المنافع وتنشيط الذاكرة وأخذ موعظة من حياة الشخصية الدينية التى من أجلها يجتمعون ولكنه يعود فيؤكد أن الأمر المحزن ما يصاحب هذه الموالد من أشياء خارجة عن الدين مطالبا بتنقيتها من الشوائب .
ولكن ورغم ما طرحه الرفاعى إلا أن مقالا مهما وقع بين يدى للدكتور فوزى يوسف الهابط الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالمنوفية بعنوان "الموالد والعقيدة" يقول فيه متسائلا :
إلى متى تشجع إقامة الموالد وتعمل على إحيائها ونشر أخبارها ونهتم بذكر تواريخ إقامتها ؟
وإلى متى تغمض عيوننا عما يحدث فيها من ترهات وأباطيل توقعنا فى محظور الشرك بالله تعالى ؟ ويكفى فى هذا المجال أن أذكر بعض ما قاله خليفة السيد البدوى فى الإحتفال بمولده هذا العام وسط الجموع الحاشدة المنبهرة من أن السيد البدوى موجود معك أينما كنت ولو إستعنت به فى شدتك وقلت يا بدوى مدد لأعانك وأغاثك . وتلك صفات الله تعالى الذى قال " وإن يمسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو الأنعام 17 فهل يشارك البدوى ربه فى صفاته كما يقول خليفته ؟ ومثل هذا القول عن الكرامات الخارقة قال خليفة السيد إبراهيم الدسوقى عبر الإذاعات المصرية وكل ذلك يلقى فى روع العوام وبعض الخواص أن هؤلاء الأولياء أصحاب فضل على الأحياء حتى وهم أموات وأنهم ينفعون ويضرون عباد الله . مع أن الله تعالى قال "قل افأتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا " الرعد 16 ثم قال ينبه الناس إلى حقيقة هؤلاء "أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا " طه 89 والدعايات التى تبث حول هؤلاء الأولياء تؤزه بما ينر فى الصحف ويذاع فى الإذاعات تجعل كثيرا من الناس يسجدون عن أعتاب مقامات هؤلاء الأولياء بل ويقبلونها كما يقبلون أسوار الحديد المحيطة بقبورهم إعتقادا منهم أن هؤلاء ينفعون وينجدون وكأنهم ما قرأوا قوله تعالى " وإذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون إلا إياه " الإسراء 67 وإذا كان الرسول نفسه وهو المصطفى من ربه يقول عن نفسه وبأمر من ربه " قل لا أملك لنفسى ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله " يونس 49 كما يقول مخاطبا أهله والمسلمين "قل أنى لا أملك لكم ضرا ولا رشدا الجن 21 فعن باب أولى لا يملك غيره من الأولياء وغيرهم ضرا ولا نفعها لأنفسهم ولا لغيرهم .
إلا أن إقامة هذه الإحتفالية وشغل الناس بها وإفساد معتقداتهم وزر كبير وذنب عظيم تحمله وزارة الأوقاف التى تشجع تلك الزفة وتسير فى ركابها وتنظم مواعيدها .
كما يحمل هذا الوزر أئمة تلك المساجد التى تقام فيها تلك الإحتفالات التى لا ترضى الله ورسوله بل ولا ترضى المحتفى بهم الذين لو قدر لهم أن يقوموا من قبورهم لا ستنكروا ما يحدث من تزيف للعقائد ومسخ لها .. ويشارك فى الإثم محررو الصفحات الدينية الذين يهتمون بنشر أخبار تلك الإحتفالات "
أما الشيخ أبن باز رحمه الله فله فتوى بخصوص عملية الموالد قال فيها :
"أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها وأتم عليها النعمة كما قال سبحانه وتعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا " وقد توفى الله نبيه بعدما بلغ البلاغ المبين وأكمل الله به شرائع الدين فليس لأحد أن يحدث فى دينه مالم يشرعه الله عز وجل كما قال الرسول "من أحدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد" ومعنى قوله "فهو رد "أى مردود لا يجوز العمل به لأنه زيادة فى الدين لم يأذن الله به وقد أنكر سبحانه فى كتابه المبين على من فعل ذلك فقال عز وجل فى سورة الشورى "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله "وفى صحيح مسلم عن جابر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول فى خطبة الجمعة "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة "والأحاديث والآثار فى انكار البدع والتحذير منها كثيرة .
وهذه الإحتفالات لم يفعلها الرسول وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله وأحرصهم على هداية الأمة وإرشادها إلى ما ينفعها ويرضى مولاها سبحانه ولم يفعلها أصحابه رضى الله عنهم وهم خير الناس وأعلمهم بعد الأنبياء وأحرصهم على كل خير ولم يفعلها أئمة الهدى فىالقرون المفضلة وإنما أحدثها بعض المتأخرين بعضهم عن اجتهاد واستحسان من غير حجة وأغلبهم عن تقليد لمن سبقهم فى هذه الإحتفالات والواجب على جميع المسلمين هو السير على ما درج عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه والحذر مما أحدثه الناس فى دين الله بعدهم فذلك هو الصراط المستقيم والمنهج القويم كما قال سبحانه وتعالى " وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون "وثبت فى الحديث الصحيح عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم تلا على أصحابه هذه الآية ثم خط خطا مستطيلا فقال " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطا عن يمينه وشماله وقال "هذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا هذه الآية "وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلك وصاكم به لعلكم تتقول "وقال الله عز وجل "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب " ومما ذكرنا من الأدلة يتضح أن هذه الإحتفالات كلها بدعة يجب على المسلمين تركها والحذر منها والمشروع للمسلمين هو التفقه فى الدين والعناية بدراسة سيرة الرسول والعمل بها فى جميع الأزمات لافى وقت المولد خاصة وفيما شرع الله سبحانه غنية وكفاية عما أحدث من البدع "


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.